كان ل«التحرير» حوار مع المخرج مجدي أبو عميرة، الذي تحدث خلاله عن رأيه في موسم رمضان 2019، وعن أسباب ابتعاده عن الدراما وهل له علاقة بالوضع الإنتاجي الحالي أم لا؟ مجدي أبو عميرة، واحد من أبرز المخرجين الذين لمع نجمهم فى نهاية الثمانينيات والتسعينيات ونجح فى الاستمرار مع الألفية الجديدة رغم التغير الكبير الذي أصاب الإنتاج الدرامي، وحينما يذكر اسمه على الفور تتذكر «المال والبنون»، «ذئاب الجبل»، «الضوء الشارد»، «الفرار من الحب»، «أين قلبي»، وغيرها من المسلسلات التي تركت بصمة في أذهان المشاهدين، ويعد «أبو عميرة» علامة بارزة في الدراما الرمضانية، فقد كرس وقته ومجهوده لصناعة تلك الأعمال التي دخلت البيوت المصرية ونالت إعجاب الجمهور، ومؤخرا ابتعد عن الساحة، ولم يعد هناك عمل درامي له فى موسم رمضان من كل عام. * كيف ترى الإنتاج الدرامي في رمضان 2019؟ فى الحقيقة هناك ظاهرة أراها جديدة، وهى تقليص عدد المسلسلات التى يجرى عرضها خلال الموسم الرمضانى الحالى، ولكنها أيضا ليست جيدة للعاملين بالوسط الفنى والمقصود بهم (العمال) وليس الفنانين والمخرجين والكتاب؛ لأن هذا الموسم كان يعتبر مصدرهم الأساسى، لنجد أن أغلبهم * كيف ترى الإنتاج الدرامي في رمضان 2019؟ فى الحقيقة هناك ظاهرة أراها جديدة، وهى تقليص عدد المسلسلات التى يجرى عرضها خلال الموسم الرمضانى الحالى، ولكنها أيضا ليست جيدة للعاملين بالوسط الفنى والمقصود بهم (العمال) وليس الفنانين والمخرجين والكتاب؛ لأن هذا الموسم كان يعتبر مصدرهم الأساسى، لنجد أن أغلبهم حاليا يجلسون فى منازلهم، ولكن انخفاض عدد المسلسلات هذا العام إلى النصف، قد يقدم شكلا جديدا للدراما المصرية، وأتمنى أن لا تكون المسلسلات عبارة عن بلطجة ودعارة ومخدرات، تلك القوالب التى لا تناسب الأسرة المصرية. * إلى جانب تقليص عدد المسلسلات، يعتبر موسم رمضان الحالى بلا نجومه الأساسيين.. كيف ترى خروجهم من السباق بهذا الشكل؟ خروج النجوم من المنافسة هذا العام ظاهرة غريبة، وعلى وجه التحديد عادل إمام؛ لأنه سيبقى الزعيم فاكهة رمضان، وعلى مدار السنوات الماضية قدم مجموعة من الأعمال الدرامية الجيدة مع الكاتب يوسف معاطي، ويحقق فى التليفزيون أعلى إيرادات تسويقية، مثلما كان يحقق أعلى إيرادات فى السينما، وأنا أحد صناع هذه المهنة وأحد خبرائها، ولا أعرف ما سبب خروج عادل من السباق بهذه الطريقة! الكلام ذاته ينطبق على كل من يسرا التى سبق وعملت معها بداية من «أين قلبى؟ وملك روحى»، وكانت من الوجوه الأساسية فى رمضان، ولكنها اختفت العام الماضى رغم وجود مسلسل لها، ولكن لظروف عرضه خارج مصر، والسنة دى اختفت خالص، والدكتور يحيى الفخرانى، الذى أعتبره فنانا من الطراز الثقيل. * برأيك.. هل هناك حسبة تدار من أجل إقصاء النجوم الكبار؟ خلينا نكون أكثر صراحة الأزمة ليست فقط فى النجوم، لأن هناك أيضا منتجين وشركات كبيرة قعدوا السنة دى فى البيت سواء كانوا بإرادتهم أو غير إرادتهم، مثلما حدث مع الفنانين والمؤلفين والمخرجين، وأصبح هناك جهة إنتاجية واحدة مهيمنة على سوق الدراما المصرية، بجانب شركة أخرى تنتج لحساب قناة عربية. أصبح هناك هرجلة، فليس هناك تخطيط للأعمال الدرامية، وذلك بعدما رفعت الدولة يدها من الإنتاج وتحديدا بعد 2011، وكان فى السابق المنتج الخاص يعمل مع قطاعات الإنتاج (منتج مشارك)، وكل هذه الظروف أثرت بالسلب على ما يعرض على الشاشة، وأصبحت الدراما بلا تخطيط. * ما الفروقات بين الظروف الإنتاجية حاليا وفي التسعينيات؟ أتذكر أنه فى فترة من الفترات وتحديدا بعد انتشار مسلسلات «الطرابيش»، تم تدشين لجنة التخطيط الدرامى، التى تقيم المسلسلات وتحدد ما يصلح وما لا يصلح وذلك قبل الشروع فى التصوير، وهذه اختفت أيضا، وهناك كارثة أخرى بالإنتاج وهى أن فى السابق كانت الحلقة (40 دقيقة) و(10 دقائق تترات) وكان المشاهد يحدث له شبع من الأحداث الدرامية المعروضة، ولكن حاليا أنا كمخرج يطلب منى ألا تزيد الحلقة على (30 دقيقة) لأن القناة تريد وضع إعلانات. أصبح المتحكم فى سوق الإنتاج حاليا المعلن، لأنه من يمول المسلسلات، وهمه الوحيد هو اسم النجم، وليس الكاتب والمخرج، اللذين كانا أحد شروط القنوات، قبل تعاقدها مع النجم، وهذا ما خلق أسطورة النجوم وكان كل منهم يبحث عن الورق وإذا لم يعجبه يجلب ورشة تكتب له ما يريد؛ وانتشرت ظاهرة ورش الكتابة، التى أفسدت الإبداع، ومن ثم يأتى النجم بالمخرج الذى حتما سيسير على هواه. * هل الجيل الحالى يستطيع تحمل سيزون رمضان بمفرده؟ الله أعلم.. لأن الجمهور فى البيوت متعلق بالنجوم الكبار، ولكن الحقيقة الصادمة أن رمضان رغم أنه شهر يتمتع بكثافة المشاهدة، ولكن فى ظل عرض 15 دقيقة إعلانا يتخللها 4 دقائق دراما، عزف الكثيرون عن مشاهدته. * دعنا ننتقل إلى تجربتك مع موسم رمضان.. لماذا ابتعدت عن المشاركة منذ تقديم «ليالى الحلمية 6»؟ لم أبتعد، فأنا منذ 18 عاما موجود فى الموسم الرمضانى، مؤخرا اختفيت لأنى لم أجد نصا جيدا ولم أجد من يدفع لى أجرى، والمسألة ليست مادية ولكن لا أقبل أن آخذ أجرا هذا العام أقل من العام الماضى، من الممكن أن أوافق إذا أعجبت بالعمل ولكنى أرفض أن يحصل تلاميذى على نفس أجرى! كان هناك مسلسل أعمل عليه قبل عامين، «زمن نجيب وبديعة» عن قصة حياة نجيب الريحانى وبديعة مصابنى مع المؤلف محمد الغيطى، ولكنه توقف بسبب تعثر الجهة المنتجة. * عدم نجاح «ليالي الحلمية».. جعلك تندم على المشاركة فيه؟ لم أندم على مشاركتى فى ليالى الحلمية، ولست مقتنعا أنها فشلت، ولكن ماكانش فى قبول مع الناس؛ على الرغم من أنه أكثر مسلسل تعبت أثناء التحضير له، ودخلته تخليدا لذكرى أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ، ولكن أثناء الكتابة وقعت عدة أزمات، بداية من وفاة ممدوح عبدالعليم، وتم تعديل السيناريو مع أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين، كان يمكن وقتها أن أعتذر ولكن كان هناك تعاقدات مع شركات تجبرنى على الاستمرار، ولكن السبب الأساسى فى عدم قبول الجمهور لهذا الجزء، هو ارتباطهم بالحلمية بتاعت زمان. *كيف بدأت رحلتك مع دراما رمضان التي استمرت نحو 20 عاما؟ أنا بدأت بسهرة تليفزيونية كان اسمها «عجيبة» نجحت جدا وحصلت على جوائز، ومن ثم مسلسل «نور الإيمان» كان أول عمل لى فى رمضان، وكان العمل التالى «الطبرى» ولم يكن مقررا له أن يعرض برمضان، وكنت أعمل به على نار هادئة، ولكن بلغت قبل انطلاق الماراثون أنه سيعرض، ونفذت معارك المسلسل بنفسى، ونجحت فى تحويل الطبرى إلى شخصية اجتماعية من لحم ودم، ونجح المسلسل نجاحا كبيرا، بعدها وجدت أن كل مؤلفى مسلسلات اللغة العربية، يطلبون العمل معى، وتخوفت من التخصص فى هذا النوع فقط، ورفضت بإصرار. وسعيت إلى «المال والبنون» وكان لدى تحد، لأن العمل كان سيذاع أمام عملين لهما أجزاء سابقة «ليالى الحلمية» و«رأفت الهجان»، ونجح العمل نجاحا شديدا، وسافرت أعمل أول إنتاج درامى للبحرين، وعدت برائعة «ذئاب الجبل»، كانت أول لقاء بينى وبين محمد صفاء عامر، وأعجبت بالنص وحدثت دراما أثناء موت صلاح قابيل بعد 18 مشهدا، ومن ثم عبدالله غيث الذى صور 85% منه ثم مات، وكان هناك تحد لاستكمال الدور واعتمدت على الدوبلير. * هل هناك في الفن «نمبر وان».. وما رأيك في تنافس الثلاثي رمضان وكرارة وياسر جلال؟ يعنى إيه نمبر وان؟ مفيش حاجة اسمها كده! محمود مرسى بجلالة قدره عمره ما قال على نفسه (نمبر وان)، محمد رمضان ممثل كويس جدا، ولكن لست معه فى حكاية (نمبر وان)؛ لأنها تثير غضب زملائه الآخرين، أما بالنسبة للمنافسة بين الثلاثى؛ فياسر جلال، نحت فى الصخر ولم يطلع شيطانى، ويستحق كل ما وصل إليه الآن، وأيضا أمير كرارة، ولا ننسى مصطفى شعبان فهو ممثل مجتهد ولكنه أخفق حينما لبس عباءة الحاج متولى، ولكنه عاد لرشده مرة أخرى فى العام الماضى، وبالنسبة لشخصية (زير النساء) فهو متأثر بها منذ مسلسل عائلة الحاج متولى وكان يريد أن يقدم جزءا ثانيا منها، وتحدث معى من قبل فى هذا الشأن. * هل حان موعد عودة مجدي أبو عميرة إلى الدراما؟ نعم، قريبا، حيث أعمل حاليا على مشروع درامى صعيدى، لا يزال العمل فى مرحلة الكتابة مع كاتب جديد (باسم عبد الفتاح) هو من بلد الراحل محمد صفاء عامر، يناقش المسلسل التقاليد الراسخة فى الصعيد، على عكس الدراما الصعيدية التى قدمت مؤخرا، والتى لا تمت للصعيد بأى صلة، فليس هناك فتاة صعيدية تخرج من البيت دون حجاب، أو ينشأ بينها وبين أى شاب قصة حب، كما تم تصديره مؤخرا