عندما نسمع عن اقتراب رمضان فأول ما يأتي في عقولنا هو فانوس رمضان الذي أصبح رمزا احتفاليا يمثل الشهر الكريم، ولكن هل فكرت في مرة من أين جاء الفانوس؟ ومن صاحب فكرته؟ الأصالة والتاريخ دائما ينبعان من الماضي، وكأن كل ما هو ماضٍ كان جميلا، والدليل أن آثاره استمرت حتى يومنا هذا، فتجد الكثير من الكلمات العامية في اللغة المصرية تتوارثها الأجيال بشكل كبير دون العلم بمعناها الأصلي وكيفية تطورها. وشهر رمضان أكبر دليل على ذلك فهو مليء بالكثير من المصطلحات التي يجب أن نقف عندها وننظر إلى بلورة الماضي السحرية حتى نعرف أصلها وكيف تطورت. ومن أكثر هذه الكلمات شيوعًا "الفانوس" و"وحوي يا وحوي" و"المسحراتي"، إضافة إلى "مائدة الرحمن" و"المدفع"، وغيرها من الكلمات التي ما زالت ملتصقة بوجداننا. فانوس رمضان عندما نسمع اسم شهر رمضان فأول ما يأتي في عقولنا هو فانوس رمضان، الذي أصبح رمزا احتفاليا يمثل هذا الشهر الكريم، ولكن هل فكرت في مرة من أين جاء الفانوس؟ ومن صاحب فكرته؟ ونحن صغار كنا نتصور أن الفانوس يأتي في حقيبة رمضان السحرية المليئة بكثير من المفاجآت. كلمة فانوس تعود إلى اللغة الإغريقية، فانوس رمضان عندما نسمع اسم شهر رمضان فأول ما يأتي في عقولنا هو فانوس رمضان، الذي أصبح رمزا احتفاليا يمثل هذا الشهر الكريم، ولكن هل فكرت في مرة من أين جاء الفانوس؟ ومن صاحب فكرته؟ ونحن صغار كنا نتصور أن الفانوس يأتي في حقيبة رمضان السحرية المليئة بكثير من المفاجآت. كلمة فانوس تعود إلى اللغة الإغريقية، وتعني إحدى وسائل الإضاءة، وبعد ذلك أصبح جزءا من الثقافة الشعبية في مصر، وانتقلت فكرته إلى كثير من الدول العربية؛ مثل دمشق وغزة وحلب والقدس، وتوجد الكثير من الروايات والقصص التي تتعلق بأول من استخدمه وصاحب فكرته، فالبعض يقول إنه كان مرتبطا بدخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة عند قدومه من المغرب، ولأن قدومه كان في وقت متأخر من الليل؛ خرج المصريون استقبالا وترحيبا به حاملين بعضًا من مصابيح الإضاءة الملونة من أجل إضاءة الطريق، وفي رواية أخرى أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلا من أجل استطلاع هلال رمضان، وكان يذهب معه الأطفال حاملين مصابيح مزينة لإنارة الطريق. ومن هنا أصبحت الفوانيس تقليدا مترسخا في ثقافة الشعب المصري، وبينما كان في الماضي ينير الطرقات فهو الآن ينير قلوب الأطفال احتفالا بضيف الرحمن. وحوي يا وحوي مع بداية الشهر الفضيل تجد الأطفال حاملين فوانيسهم الرائعة مرددين: "وحوي يا وحوي إياحا"، فقد أصبحت هذه الكلمة بمنزلة فلكلور شعبي سافر عبر الزمن وما زالت تُغنى حتى وقتنا هذا، وهذه الكلمة ترجع إلى أصول فرعونية مصرية، وكانت تطلق استقبالا لمحبوبة الفراعنة "إياح حتب" زوجة ملك مصر "سقنن رع"، إذ كانت تشجعه على تحرير مصر من الهكسوس، ولكن بعد أن استشهد زوجها أصرت على تحرير مصر، وقدمت ابنتها وابنها أحمس، محرر وملك مصر، ونفرتاري، وتم تحرير مصر بقيادتهم؛ لذا استقبل المصريون الملكة مرددين "وحوي إياحا" وتعني "أهلا بالقمر". الخشاف ترجع هذه الكلمة إلى أصول فارسية، وبعد ذلك تم تعريبها إلى "خوش آب"، وكان العرب يطلقونها قديما على الثمار التي يتم تخزينها لفترة طويلة. المسحراتي دائما يرتبط المسحراتي عندنا بجملة "اصح يا نايم وحّد الدايم"، وتعود فكرة المسحراتي إلى الدولة العباسية عندما وجد الوالي أن الناس لا ينتبهون إلى وقت السحور، ولا بد من وجود طريقة فعالة، لذا قرر عنبسة بن إسحاق، وهو أول من قام بدور المُسحر، أن يطوف في المدينة وينادي على السكان، وبعد ذلك تطورت هذه المهنة وأصبح المسحراتي يطوف بطبلة صغيرة. مدفع رمضان المدفع هو تقليد انتشر في كثير من الدول الإسلامية كوسيلة للإعلان عن موعد الإفطار، ومنذ قديم الزمان كان يؤذن بلال في أوقات المغرب (الإفطار) والفجر (الإمساك)؛ وذلك من أجل تنبيه المسلمين، وبعد ذلك تطورت وسائل التنبيه للصائمين، حتى وصلنا إلى المدفع الذي أصبح صوته العالي بمنزلة تنبيه سماوي بأنه قد حان موعد إفطار عباد الله. تقول إحدى الروايات إن إطلاق مدفع رمضان بدأ في مصر بعد حكم محمد علي باشا، حيث كان يقوم بتجربة أحد المدافع التي جاءت إليه من ألمانيا في أول أيام رمضان في وقت الغروب، وقرر بعد ذلك استمراره بعد ترحيب المصريين به بشكل كبير. مائدة الرحمن الفاطميون هم أول من فكروا في إنشاء الموائد الرمضانية، وأول من أقامها هو الخليفة العزيز بالله الفاطمي، ليفطر منها أهل جامع عمرو بن العاص في رمضان، وكان يخرج من مطبخ القصر جميع أنواع الطعام على مدى شهر رمضان، لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين عند الإفطار، وحملت مائدة الرحمن في بداية الأمر اسم "دار الفطرة"، وما زالت تقام الآن في مصر لجميع فئات الشعب.