قول للزمان ارجع يا زمان؛ فشهر رمضان يصطحب معه سعادة منذ الطفولة لا تزال في الذاكرة؛ يبقى له أثر كبير علينا لأنه يأتينا كل عام محملاً بالخير والطاعات. هناك طقوس وعادات تعبر عن روح الشهر الكريم سنتناولها في الأسطر التالية. فانوس رمضان أحد المظاهر الشعبية الأصيلة في مصر، وهو أيضا واحد من الفنون الفلكلورية، استخدم الفانوس فى صدر الإسلام للإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب، وتحول من وظيفته الأساسية فى الإنارة إلى وظيفة أخرى ترفيهية لدى الأطفال لغناء"وحوي يا وحوي إياحا". ومع تتطور صناعة الفانوس عبر الأزمان ظهر الفانوس الكهربائى الذي يعتمد في إضائته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة، انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان، حتى تحول إلى قطعة جميلة من الديكور العربي في الكثير من البيوت. اصحى يا نايم وحد الدايم مقولة للمسحراتي تهز شوارع مصر، وهى من أشهر طقوس رمضان، ترتبط شخصية المسحراتي في أذهان المصريين بفرحة الشهر؛ فهو يتجول ممسكاً طبلة لإيقاظ النائمين من أجل تناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، خاصة بالشوارع والأزقة والحواري القديمة. عرفت فكرة المسحراتي قديماً على يد الشاعر فؤاد حداد والموسيقار سيد مكاوي وفي عام 1964، وانطلق مسحراتي الإذاعة وانتظره الساهرون بعد أن اعتادوا سماعه ومع انتشار التلفزيون أبدع مكاوي في مزج فن التسحير بالوعظ والإنشاد في حب الوطن، وأضاف حداد بعداً سياسياً اجتماعياً إلى التسحير حينما قال "وكل حتة من بلدي حتة من كبدي.. حتة من موال.. وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال". صوت المدفع يعد من أهم الطقوس الرمضانية في مصر باعتباره الوسيلة المفضلة لإعلان موعد الافطار لحظة غروب الشمس معلنا انتهاء الصوم كما يقوم الأطفال بصنع مدفع رمضان ويشترون المفرقعات "البمب والصواريخ" ويقومون بضربهم قبل أذان المغرب، وصاحب صوت "مدفع الإفطار.. اضرب" فهو أحد الأشخاص العاملين على تشغيل المدفع وصوته مسجل فى الإذاعة المصرية. القاهرة هى أول عاصمة ينطلق منها مدفع الإفطار، وكان أول مكان استقبل مدفع رمضان قلعة صلاح الدين، ومن ثم أمر الخديوي عباس والى مصر بوضع مدفع آخر يطلق من سراي عباس بالعباسية، ثم أمر الخديوي إسماعيل بمدفع آخر ينطلق من جبل المقطم حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة وفى الإسكندرية تم وضع مدفع بقلعة قايتباي.