كاتب صحفي رياضى ليفربول مثل بايرن ميونخ، فهما يملكان كل أسباب الشهرة والهيبة .. أما بلغة كرة القدم فنحن نتحدث عن اثنتين من أبشع الفرق.. فى رأيى يكون الفريق بشعًا إذا كان عاجزًا عن أداء ثلاث تمريرات.. هذا ما قاله الأسطورة يوهان كرويف صانع برشلونة المعاصرة، أو كما قال عنه خوان لابورتا رئيس برشلونة السابق: عندما كان لاعبًا حوَّل كرة القدم لشكل من أشكال الفن.. وعندما أصبح مدربًا أحدث ثورة فى كل شيء، جاء إلينا بأسلوب نعشقه للعب كرة القدم يعبر عن هويتنا. ليفربول مثل بايرن ميونخ، فهما يملكان كل أسباب الشهرة والهيبة .. أما بلغة كرة القدم فنحن نتحدث عن اثنتين من أبشع الفرق.. فى رأيى يكون الفريق بشعًا إذا كان عاجزًا عن أداء ثلاث تمريرات.. هذا ما قاله الأسطورة يوهان كرويف صانع برشلونة المعاصرة، أو كما قال عنه خوان لابورتا رئيس برشلونة السابق: عندما كان لاعبًا حوَّل كرة القدم لشكل من أشكال الفن.. وعندما أصبح مدربًا أحدث ثورة فى كل شيء، جاء إلينا بأسلوب نعشقه للعب كرة القدم يعبر عن هويتنا. ولا أحد يعرف ما الذى كان يمكن أن يقوله الراحل كرويف لو شاهد مباراة الذهاب فى دورى أبطال أوروبا بين برشلونة الذى أسسه وليفربول الذى انتفده فى 2001 عندما فاز بكأس الاتحاد الأوروبى وهو شديد السوء.. صحيح أن إيطاليا هى الدولة التى يصفق فيها الجماهير للفريق طالما فاز فلا أحد يسأل عن الأداء قبل النتيجة، فهى ولا أحد يعرف ما الذى كان يمكن أن يقوله الراحل كرويف لو شاهد مباراة الذهاب فى دورى أبطال أوروبا بين برشلونة الذى أسسه وليفربول الذى انتفده فى 2001 عندما فاز بكأس الاتحاد الأوروبى وهو شديد السوء.. صحيح أن إيطاليا هى الدولة التى يصفق فيها الجماهير للفريق طالما فاز فلا أحد يسأل عن الأداء قبل النتيجة، فهى كرة الخوف كما يطلق عليها معجزة التدريب فى العالم أريجو ساكى، لكن الأمر فى إقليم كاتالونيا شديد الاختلاف، فالكرة هى الهوية المعبرة عن شخصية الشعب العاشق للفن بكل صنوفه الذى قدم رائد السريالية فى العالم سلفادور دالى والمهندس المعماري أنطوني غاودي صاحب التحفة المعمارية غير المنتهية (كاتدرائية ساغرادا فاميليا في برشلونة التى تجذب ملايين السياح كل عام، وهي واحدة من 7 أعمال لغاودي أدرجتها منظمة اليونيسكو في قائمة التراث العالمي، فهم لا يعشقون إلا الجمال، ولا يقدسون غيره، وهم الذين احتكروا المتعة والروعة والإبداع، ولايوجد ساحر استثنائى إلا وعرف طريقه للكامب نو وما أكثرهم -كرويف ومارادونا وهاجى وستويشكوف ورونالدينهيو وريفالدو ومايكل لاودروب وأنيستا وتشافى وميسى- بدليل أنهم أطلقوا صافرات الاستهجان على لاعبيهم عندما سيطر ليفربول رغم تألقهم، وكم كان المشهد معبرًا عندما طلب منهم ميسى بعد تسجيله الهدف ألا يطلقوا صافرات الاستهجان وعدم الرضا، إنهم يعشقون الكرة بشرط أن تكون جميلة لكن من سوء حظهم أنهم واجهوا يورجن كلوب وليس من عشاق الرومانسية فى اللعبة؛ فهو مؤسس مدرسة التحكم فى رتم المنافس حتى لو كان عن طريق إفساده ونزع الجودة منه، وهذا ما فعله أمام برشلونة فى الذهاب. ويورجن كلوب اجتهد ورغم الخسارة الثقيلة قدم لوحة رائعة فى واحد من فنون الكرة الحديثة -المودرن فوتبول- التحكم فى رتم المباراة وإدارة أسلوب لعب المنافس كما لو كان مديره الفنى بعدما أجبر وأرغم برشلونة على أن يلعب كما يريد هو ويتخلى عن كل مميزاته لصالحه هو، وعندما يفقد الفريق الكاتالونى ميزات التمرير السريع والتحضير من الخطوط الخلفية والانتقال بالكرة والأفراد معًا للثلث الهجومى فى كثافة وتناغم وتنظيم وتوزيع جيد يحقق الانتشار العرضى والعمق الهجومى الذى ميز الفريق منذ أن عرف أسلوب التيكى تاكا الذى يعد تطويرًا لحد كبير للكرة الشاملة.. للحد الذى فشل فيه برشلونة في الاحتفاظ بالكرة وتمريرها لأكثر من ثلاث تمريرات طوال الشوط الأول -أو على الأقل فى أول نصف ساعة- باستثناء الهدف الهدف الذى سجله لويس سواريز وكان سببه التغيير الاضطرارى بخروج نابى كيتا ونزول هيندرسون وما تبعه من ارتباك قليل فى وسط الملعب لاختلاف أسلوب لعب وعمل وفهم البديل والأساسى وقدرة كل فرد منهما على تنفيذ واجبات الضغط. ومفهوم الضغط لدى يورجن كلوب فى هذه المباراة لم يكن بمفهومه الروتينى المعتاد، ولَم يكن هدفه تطبيقه من أجل الاستخلاص والسيطرة على الكرة فقط بقدر ما كان يريد تجريد برشلونة من مزاياه، وحرمانه من خط وسطه -أقوى ما يملك- وحتى ينفذ هذا المبدأ الصعب جدًّا طبق الضغط بمفهوم مختلف هو غلق زوايا التمرير على مدافعى برشلونة عند امتلاك الخطوط فأجبرهم على التمرير الطويل خوفًا من الخطأ وفقد الكرة فى مناطق مؤثرة وحيوية أمام المرمى، وهو ما كان يتمناه المدير الفنى لليفربول حتى لا يستفيد منافسه من إمكانات كوتينيو وميسى ومساندة الطرفين لديه خاصة جوردى ألبا الذى أنهكه محمد صلاح بعدما عاد فى هذه المباراة لمركزه المفضل كجناح قادر على صناعة المساحة وإيجادها والاختراق بسرعات مميزة بالكرة، وهذا جزء من ثروته مثل رونالدو. واعتمد يورجن كلوب لتنفيذ أسلوبه على ثلاثة أسس تكتيكية الأول الضغط بخمسة لاعبين على الأقل على مدافعى برشلونة وهم لا يتمتعون بالمهارة العالية أو على الأقل ليسوا بكفاءة لاعبى الوسط، والمثير أن هذا المبدأ فى الضغط هو من طوره وطبقه برشلونه من قبل -مع جوارديولا- وكان أحد أسباب قوته وعوامل سيطرته.. والمبدأ الثانى صناعة كثافة غير عادية فى الثلث الأوسط وفى مساحة لا تزيد طوليًّا فى الملعب عن ثمانية أمتار فقط -ثمن وسدس ملعب الذى طبقه سيميونى مع أتلتيكو- ليحدث حالة من الفوضى تؤثر على قدرات لاعبى برشلونة الذهنية وقدرتهم على التصرف بالكرة بعد الاستلام خاصة ميسى، ومن يشكك فى ذلك عليه أن يحدد ما الذى قدمه ميسى فى أول نصف ساعة، المزيد من الارتباك، الكثير من التمرير الخطأ، والغياب التام للانسجام ومعه كوتينيو.. والمبدأ الثالث أنه وفر للاعبيه جهدًا بدنيًّا كبيرًا، وتركيزًا ذهنيًّا عاليًا عند السيطرة على الكرة. والأهم من كل ذلك أن تكتيك يورجن كلوب وتحكمه فى رتم برشلونة سحب الثقة من منافسيه -ربما لأول مرة فى كامب نو- لصالح نجوم الأنفيلد الذين بدوا أنهم يتحكمون فى كل شيء، ولمَ لا فهو أجبر الفريق الإسبانى على ألا يلعب كرة فى الوقت الذى كان فيه ليفربول عند السيطرة يلعب برتم سريع جدًا أعلى من القدرات الدفاعية لبرشلونة، ومن يشكك فى ذلك عليه أن يحسب عدد مرات اختراق محمد صلاح وساديو مانيبه وكيف كانت تتم بسهولة ويسر وبشكل بدائى يعتمد على السرعة بدليل الإنذار الذى ناله جوردى ألبا، وعنف راكتيتش، والتوتر غير العادى لبوسكيتش، والإنقاذات العبقرية لشتيجن.. والمحصلة أننا كنا أمام لوحة مكتملة الجمال ونموذج لكيفية التحكم فى الرتم للمنافس أولا. برشلونة أمام ليفربول فقد كل شيء على المستوى التكتيكى وكل ما خطط له فالفيردى ذهب وتبخر أمام فشله فى الحفاظ على رتمه وتنفيذ أسلوبه، وبدا عاجزًا عن إيجاد حل لعملية فصل الخطوط التى أجبره عليها يورجن كلوب الذى اعتمد على إستراتيجية عدم تواصل لاعبى برشلونه معًا؛ فعجز فيدال فى الأقتراب من المدافعين للاستلام، وبالتالى انقطعت علاقته داخل الملعب بكوتينيو الذى وجد فى وسط الملعب من أجل صناعة التواصل بين وسط الملعب والثلاثى المهاجم وفى مقدمتهم ميسى حتى بدا النجم الأرجنتينى منعزلا مثل كلويس سواريز حتى الدقيقية 26 التى سجل فيها، وهى المرة الوحيدة التى ضرب فيها برشلونة رتم أداء ليفربول فى الثلث الهجومى وبسرعة عالية كلفت الفريق الإنجليزى اهتزاز شباكه. صحيح أن يورجن كلوب خسر بثلاثية وبدت مهمته صعبة فى الأنفيلد لكنه نجح تكتيكيآ وتفوق كثيرآ ويكفى أن ميسى قدم أقل مباراة فى القيادة الجماعية بشكل كبير بصرف النظر عن الهدفين اللذين سجلهما والثالث لا شك فى أنه إعجازى لكنه لم يكن هو الملهم فى الدقائق الأولى على الإطلاق، صحيح أنه يملك كل الحلول الفردية لترجيح كفة برشلونة تحديدًا وليس الأرجنتين ولكن هذا لا يقلل من قيمة المدير الفنى لليفربول وما قدمه من أداء تكتيكى، ثم إنه كان بمقدوره أن يعدل النتيجة أكثر من مرة سواء عن طريق محمد صلاح مرتين أو ساديو مانييه لكن صادفه سوء حظ يجعله فخورًا بما قدمه وهو ما يدلل لماذا سيطرت عليه الابتسامة خلال تصريحاته بعد المباراة.