ناقد رياضي أريد أن أتوقف أمام سلوك غريب وشاذ على ملاعبنا، مر علينا مرور الكرام ولم نتوقف جميعنا أمامه، وسندفع ثمن هذه الرعونة والاستهتار غاليًا في بطولة كأس الأمم الإفريقية، أو أي محافل دولية أو قارية تستلزم حضور الجماهير. أريد أن أتوقف أمام سلوك غريب وشاذ على ملاعبنا، مر علينا مرور الكرام ولم نتوقف جميعنا أمامه، وسندفع ثمن هذه الرعونة والاستهتار غاليًا في بطولة كأس الأمم الإفريقية، أو أي محافل دولية أو قارية تستلزم حضور الجماهير. لم أكن أظن أن بجاحة وفظاظة بعض جماهير الأهلي المستهترة والمستقوية بمجلس الإدارة ستصل إلى هذه الدرجة من الصفاقة وعدم تقدير المسئولية، وعدم احترام قدسية ورمزية السلام الوطني الجمهوري، والتشويش عليه بهتافات وأغانٍ في أثناء عزفه في مباراة الأهلي وبيراميدز. لم يصل خيالي إلى أن ضعف وجبن مجلس إدارة النادي لم أكن أظن أن بجاحة وفظاظة بعض جماهير الأهلي المستهترة والمستقوية بمجلس الإدارة ستصل إلى هذه الدرجة من الصفاقة وعدم تقدير المسئولية، وعدم احترام قدسية ورمزية السلام الوطني الجمهوري، والتشويش عليه بهتافات وأغانٍ في أثناء عزفه في مباراة الأهلي وبيراميدز. لم يصل خيالي إلى أن ضعف وجبن مجلس إدارة النادي سيصل إلى حد انسحاقه أمام تلك القلة حتى هذه الدرجة، التي يتغاضى فيها عن كسر جماهيره ثوابت رمزية وطنية، ألا وهي احترام السلام الوطني في أثناء عزفه. ولم يصدر ولو بيان من كلمتين يدين هذه السقطة، ويحذر جماهيره من عواقب ارتكابها مرة أخرى، متجاهلين أن صمتهم يُفهم على أنه موافقة على التصرف الأحمق من جانب الجماهير، خاصة أن مجلس الإدارة عقد جلسة طارئة ليلة المباراة، مهددًا بعدم لعب المباراة إذا لم تدخل هذه الجماهير التي أهانت سلامنا الوطني تحت سمع وبصر العالم في مباراة لاقت اهتمامًا جماهيريًّا كبيرًا. والخيبة ليست لمجلس إدارة الأهلي وحده، بل لاتحاد هاني أبو ريدة، الذي صمت هو الآخر على هذه الجريمة ولم يصدر عقوبة معلنة على الجماهير تليق بحجم الجرم الذي ارتكبوه.. إلى هذه الدرجة وصل بنا الاستهتار ولم يعد لدينا نخوة الدفاع عن السلام الوطني، إلى هذه الدرجة وصل انسحاقنا أمام قلة موتورة من الجماهير؟! *** أعود لموضوعنا هذا اليوم، فكنت أنهيت مقالتي في الأسبوع الماضي، الذي كان تحت عنوان "الممرضة الجميلة التي أفسدت رأس الأهلي" بأنني ضد فكرة رحيل محمود الخطيب تحت أي ظرف، وأن بقاءه على مقعده فرض عين على كل من يحب الأهلي. وتمسكي بفكرة استمراره وعدم الاستجابة لدعوات رحيله التي ظهرت بقوة على صفحات السوشيال ميديا وفي دعوات بعض العقلاء من محبي الأهلي، الذين أوجعتهم الهزيمة بالخمسة أمام "صن داونز"، وصدمهم موقفه من فضيحة الساعات الروليكس، تمسكي ببقائه ليس من قبيل التفاؤل أو الاعتقاد أن الحال سينصلح مع الوقت، أو الظن أنه سيثور على حالة البلادة والضعف الإداري التي هو عليها الآن (فمن شبَّ على شيء شابَ عليه). ولكن بقاءه فيه تمسك بوحدة الأهلي حتى ولو كان ضعيفًا وهزيلًا ومكسورًا، استمراره فيه تجنب نيران الفُرقة والفتنة بين أبناء النادي الواحد. وما أخشاه على الأهلي هم دراويش الخطيب بين الجمهور والأعضاء والإعلام، وهم كُثر، الذين يقدسون أسطورته الكروية ويحبونه أكثر من حب الأهلي، معتقدين أنه هو من حبَّب الناس في الأهلي، وهو من صنع جماهيريته لا العكس. هؤلاء لم يقتنعوا أن أسطورتهم فاشل إداريًّا وأنه سيأخذ النادي إلى منطقة سوداء لم يزرها طوال تاريخه؛ خاصة بعد الخروج من بطولتين إفريقيتين متتاليتين وآخرهما بشكل مذل ومهين لتاريخ القلعة الحمراء، وانهيار الكود الأخلاقي والقيمي الذي بنى عليه النادي بعد فضيحة الساعات الروليكس، التي حصل عليها أعضاء مجلس الإدارة، والمبالغ التي أهداها مستثمر سعودي للنادي "261 مليون جنيه" مقابل حصوله على الرئاسة الشرفية، ثم عاد واختلف معهم واتهمهم بالصوت والصورة أنهم عصابة وليسوا مجلس إدارة، ولم يحرك أحد منهم ساكنًا.. كل هذه الأخطاء الفادحة رغم جسامتها لم تقنع دراويش الأسطورة بفشله. ولو ترك اليوم منصبه استجابة لدعوات الجماهير والأعضاء برحيله فإن محبيه ودراويشه لن يرحلوا معه، بل سيتحولون إلى طاقة هدامة تعرقل إعادة بناء ما أفسده أسطورتهم، وسيدخل الأهلي دوامة سبق أن عاشها الزمالك لسنوات، لذلك فإن مصلحة الأهلي في بقائه مهما كان الثمن باهظًا وأيًّا كانت الكلفة التي سيدفعها من رصيده التاريخي. وإذا كنت على يقين بأن الخطيب تمرَّس على تحمل النقد العنيف والاتهامات القاسية ولم يعد يبالي لنظرات الناس المصدومة في أدائه وتصرفاته، أو هتافات الجماهير التي انتظرت أن يحلق بها إلى آفاق العالمية الكروية فهبط بها إلى المذلة الإفريقية، إلا أنني لا أثق أنه سيتحمل مكائد نائبه العامري فاروق، وزير الشباب والرياضة في عهد الإخوان، وهي المكائد التي بدأت تطفو على السطح الأسبوعين الماضيين، وبلغت مداها بتسريب مدير النادي للصحافة معلومات موثقة بالأسماء تفيد بتحرك رجال النائب وشقيقه لإقناع الأعضاء بأن التدهور الذي يشهده النادي في كرة القدم وأغلب الألعاب الجماعية يتحمله محمود الخطيب. ومعلومات أخرى عن تواصله مع أعضاء داخل المجلس لخوض الانتخابات على قائمته إذا ما تمت إزاحة الخطيب أو انسحابه من المشهد تحت وطأة الضغوط النفسية والعصبية التي يتعرض لها. والخطيب هنا يدفع ثمن اختياره، حيث كان حسن حمدي وآخرون قد حذروه بشدة من ضم العامري فاروق، وأن سوابقه في الانقلاب والتقلب وتغير مواقفه وفقًا لمصالحه ظهرت جلية عندما كان وزيرًا، حيث أصر على تطبيق بند الثماني سنوات في انتخابات الأندية، بينما كان يقود الحملة ضد هذا البند في اللائحة وقت أن كان عضو مجلس إدارة الأهلي، ما يعني أن رأيه وموقفه يتغير بتغير المقعد الذي يجلس عليه. وبعد أن انصرف أغلب رجال الخطيب عنه، على أثر الانكسارات الإدارية والرياضية بسبب رعونة قراراته وتردده وسذاجته الإدارية، لم يبق من يسانده سوى مدير النادي، وهو ضابط سابق لديه الخبرة في جمع المعلومات والمراقبة وتسريب الأخبار ونشرها لتحقيق أهداف رؤسائه. إلا أنه تسرع وأقحم الخطيب في مشكلة، عندما سرب المعلومات التي توفرت لديه عن تحركات النائب ورجاله ضد الخطيب، وهي المشكلة التي احتواها رئيس النادي مؤقتًا على حساب مدير النادي، آملًا أن يسود الهدوء. وربما يحقق فريق الكرة بطولة الدوري ويداوي بعض الجراح، ويحصل المجلس على قبلة الحياة، لتغطي على المشاكل الكثيرة وغياب الرؤية الاقتصادية والمالية والإنشائية، التي بلغت ذروتها بتلقي الأهلي خطابًا بسحب جزء كبير من أرض الشيخ زايد، بسبب توقف الإنشاءات منذ تولي المجلس الحالي المسئولية، الأمر الذي اضطر مجلس الإدارة في اجتماعه الأخير لإيقاف قبول عضويات جديدة في هذا الفرع، ودفع جزء من المستحقات المالية للشركة المنفذة التي أوقفت الأعمال لحين توفير سيولة مالية تغطي تكلفة الإنشاءات. والمساحة المخصصة لبناء استاد الشيخ زايد تقع الآن تحت تهديد بالسحب من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، في ظل فشل مجلس الأهلي في الوفاء بوعده، الذي أوهم به الجماهير وأعضاء النادي بالشروع في بناء الاستاد، وهو أمر أظن أن تحقيقه شبه مستحيل من مجلس فشل خلال عام ونصف العام في الانتهاء من بناء سور وبوابة جديدة للنادي. اقرأ ايضاً بقلم أسامة خليل: الممرضة الجميلة التي أفسدت رأس الأهلي أسطورة الخطيب والعار الأفريقي وعقدة تركي آل الشيخ.. الأسوأ لم يأت بعدُ فساد الساعات الروليكس في بلدنا أشرس من وباء فيروس «c» دراع الخطيب ولسان رئيس الزمالك.. وأنا وأنت