البابا تواضروس يصلي «خميس العهد» في دير مارمينا.. الكنيسة تقيم صلاة اللقان والكهنة يمسحون أقدام الشعب كما فعلها السيد المسيح مع تلاميذه.. والكنيسة تلوم يهوذا على الخيانة احتفلت الكنائس المصرية اليوم، بصلوات يوم خميس العهد أو «الخميس الكبير»، من أسبوع الآلام، وترأس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الصلوات في دير مار مينا بكينج مريوط بالإسكندرية، وتعيد الكنيسة في هذا اليوم، ذكرى أحداث عدة مر بها السيد في ساعاته الأخيرة، قبل أن يقبض عليه رؤساء كهنة اليهود، ويقدموه للمحاكمة أمام الوالي الروماني «بيلاطس»، ويستصدروا منه حكما بصلبه، ويمتلئ اليوم -وفق طقوس الكنيسة- بمشاهد عدة، منها صلوات البصخة، وصلاة اللقان، وصلاة القداس الإلهي. يمتلئ يوم خميس العهد بالأحداث التي تعبر عنها طقوس الكنيسة وصلواتها المختلفة، بعد أن استراح السيد المسيح يوم الأربعاء ولم يذهب للهيكل، منتظرا ما سيذهب إليه، فدعا تلاميذه للتحضير للاحتفال بعيد الفصح اليهودي. (اقرأ أيضا: أسبوع الآلام.. كل ما تريد معرفته عن «أربعاء البصخة») أحداث خميس العهد يذهب أحداث خميس العهد يذهب تلاميذ السيد المسيح ويعدون الفصح في بيت مار مرقس أحد رسل السيد المسيح السبعين، والذي بشر فيما بعد بمصر وشمال إفريقيا وتنسب له الكنيسة المصرية (الكرازة المرقسية)، هناك اجتمع المعلم بتلاميذه وتناولوا معا طعام «الفصح»، وقام السيد المسيح بغسل أرجلهم، ورفض بطرس أكبر تلاميذه، إلا أن السيد المسيح أصر. خلال تناول «العشاء الأخير»، أخبرهم السيد المسيح بأن واحدا منهم سيسلمه، وطلب منه أن يمضي فيما سيفعله ولم يوضح من هو، وحين احتج بطرس أكبر تلاميذه باندفاع كعادته، أخبره المعلم أنه سينكر معرفته به قبل أن يصيح الديك 3 مرات وهو ما تم بالفعل بعد عدة ساعات. طقس الكنيسة القبطية دورة يهوذا تترجم الكنيسة خيانة يهوذا لمعلمه بدورة في أرجاء الكنيسة على عكس المعتاد، فتتحرك من اليمين إلى اليسار من جهة الهيكل القبلي إلى البحري، عكس الدورات الطبيعية طول العام من اليسار إلى اليمين، وتتلى عبارة «يهوذا مخالف الناموس». غسل الأرجل وصلاة اللقان تترجم الكنيسة غسل السيد المسيح لأرجل تلاميذه بصلاة اللقان ومعنى الكلمة (الحوض أو المغطس)، وهي صلاة تتم على مياه لتقديسها، لا تقيمها الكنيسة طوال العام إلا في 3 مناسبات، أولاها في عيد الغطاس (معمودية السيد المسيح)، 19 يناير، والثانية في الساعة التاسعة من يوم خميس العهد، والثالثة في عيد الرسل). تشبه صلوات اللقان في جزء كبير منها صلوات القداس، التي تسمى «قداس اللقان»، وفي نهايتها يقوم الأب البطريرك أو الأسقف، أو الكهنة على حسب من يحض منهم على مسح أرجل جميع الرجال بالكنيسة، كما فعل السيد المسيح، بينما يتم مسح جباه النساء بالمياه. لماذا قداس خميس العهد؟ رغم أن الكنيسة بعد قداس «أحد السعف»، تمتنع عن إقامة القداسات، باعتبار أن صلاة القداس في جوهرها تعبر عن الصلح الذي تم بين الله والإنسان، بصلب السيد المسيح وقيامته وفق المعتقدات المسيحية، وبالتالي لا تقام قبل حدوث هذا الصلح يوم الجمعة العظيمة، إلا أنها في قداس خميس العهد تقيم صلاة القداس لأن السيد المسيح، أسس فيه سر «التناول»، أو «الإفخارستيا» ومعناه «الشكر» الذي تحييه الكنيسة في صلوات القداس حيث قال لتلاميذه بعد تناول الفصح: «خذوا كلوا، هذا هو جسدي»، وأعطاهم كأس عصير العنب وقال: «هذا هو دمي، اللذان للعهد الجديد، اصنعوا هذا لذكري»، وكان يقصد ما سيتم في اليوم التالي. البابا تواضروس: بذرة القداس في خميس العهد خلال صلاة قداس خميس العهد، بدير مارمينا، قدم البابا تواضروس الثاني تأملا في أحداث اليوم، وقال إن السيد المسيح قام بغسل أرجل تلاميذه وفعل ذلك تواضعا، أضاف: «أما نحن فعلينا باحتمال الآخرين وحملهم». وتابع: «يجب أن نكون سندا للآخرين، وأن نقوم بتشجيع صغار النفوس لكي ما يتقدموا»، وحذر قائلا: «إوعى تكسر نفس إنسان في أي مرحلة من مراحل حياته». وأوضح أن من مشاهد يوم خميس العهد أنه كما شارك التلاميذ في فعل غسل الأرجل، فإنهم شاركوا في سر الإفخارستيا، مضيفا أن «السيد المسيح علمنا سر التناول أو سر الشكر، وهذا اليوم كان بذرة لصلاة القداس، فبعد تناول الفصح يكون قد أتم العهد القديم، لكن بعدها بدأ العهد الجديد حين قال: خذوا كلوا هذا هو جسدي وهذا هو دمي».