المسرح هو أحد أهم أدوات قوة مصر الفنية الناعمة؛ حيث يعتبر مرآة تعبر عن الأحلام والطموحات بيُسر، كما تعكس القضايا التي تواجه المجتمع؛ سعيًا لتجاوزها. عادت روح الحياة من جديد للمسرح العائم "الكبير- الصغير" بالمنيل، بافتتاح الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، له بعد توقف دام ثلاث سنوات؛ حيث تم الانتهاء من أعمال التطوير وإعادة التأهيل، بحضور عدد كبير من الشخصيات الفنية المسرحية، وفي مقدمتهم المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، والفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، والفنان إيهاب فهمي مدير المسرح الكوميدي، الدكتور عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، الفنان عادل حسان مدير مسرح الشباب، وحشد كبير من الفنانين والنقاد والمهتمين. وأطلقت الدكتورة إيناس عبدالدايم إشارة بدء العروض في القاعتين (المسرح الكوميدي الذى حمل اسم الراحل القدير المخرج السيد راضي– مسرح الشباب)، واللذين انتهت بهما أعمال التطوير وإعادة التأهيل، كما كرمت عددًا من مديري المسرح السابقين، وهم: اسم الراحلين القدير السيد راضي وأحمد السيد، مجدي مجاهد، رياض وأطلقت الدكتورة إيناس عبدالدايم إشارة بدء العروض في القاعتين (المسرح الكوميدي الذى حمل اسم الراحل القدير المخرج السيد راضي– مسرح الشباب)، واللذين انتهت بهما أعمال التطوير وإعادة التأهيل، كما كرمت عددًا من مديري المسرح السابقين، وهم: اسم الراحلين القدير السيد راضي وأحمد السيد، مجدي مجاهد، رياض الخولي، مدحت يوسف، أحمد عبدالعزيز، محمد محمود، عايدة فهمي، مجدي صبحي، ومحمد الشافعي. وإعادة افتتاح "المسرح العائم" مجددًا، يعتبر إثراء للفن، ومددًا جديدًا للمسرحيين؛ لتقديم فنهم، وإنعاش سوق الكوميديا في مصر، وعودة بريقها الأول، وخضع هذا المسرح منذ ثلاث سنوات إلى أعمال التطوير والصيانة؛ حيث تم تحديث أجهزة الصوت والإضاءة به، مع مراعاة اشتراطات الحماية المدنية، إلى جانب تجهيز مساحة مشاهدة داخل صالة المسرح العائم الصغير، التابع لفرقة الشباب، مخصصة للجمهور من ذوى الاحتياجات الخاصة، حتى يصبح أول مسرح يقدم خدمة الترجمة الفورية للغة الإشارة لعروض الصم والبكم المسرحية، إضافة إلى خدمات أخرى لفاقدي البصر. وكان المسرح العائم في بادئ الأمر عبارة عن العوامة التي هي حاليًا العائم الكبير، وكانت تجوب النيل، وتقدم في جميع محافظات الصعيد عروضًا مسرحية، وكان الجمهور يقف على أرض طرح النهر؛ ليشاهد خشبة المسرح في العوامة، وكان أول هذه العروض "المفتش العام" بطولة أبو بكر عزت، وأول عمل إخراجي على مستوى الاحتراف في فرقة المسرح العائم المتجول للفنان والمخرج الراحل السيد راضي، وهي من تأليف جوجول، وكانت باللهجة العامية. وخصص هذا المسرح لفرقتي الكوميدي والشباب، وتحتوي خشبة المسرح الكبير على 480 مشاهدًا، والصغير ل250؛ حيث تأسست فرقة المسرح الكوميدي عام 1963، وقدّمت عروضها على مسرح محمد فريد، تولى إدارتها مجموعة من كبار المخرجين من بينهم السيد راضي، عصام السيد، مجدي مجاهد، قدّمت مجموعة كبيرة من العروض المسرحية المتميزة من بينها "مطلوب زواجه فورا"، "مساء الخير يا مصر"، "المحطة"، "مولد سيدي المرعب"، "الموضوع كبير أوي"، "البهلوانات"، وغيرها. وأسس الدكتور عبد الحميد رضوان، وزير الثقافة الأسبق، مسرح الشباب عام 1982، وأصدر تكليفًا بإدارة الفنان رشاد عثمان له، بهدف تقديم عروض مسرحية تتناول قضايا الشباب، وتعاقب على إدارته كل من محمود الألفي، مصطفى الدمرداش، عبدالغني زكي، محسن مصيلحي، هشام عطوة، ومن أبرز مخرجيه: إيمان مصطفى الصيرفي، أسامة رؤوف ملك، وأكرم مصطفى محمد. والمسرح العائم هو شديد الالتصاق بالنيل في منطقة المنيل، وكان في البداية مسرحًا صيفيًا مفتوحًا؛ وذلك استثمارًا لموقعه النيلي، وكونه يقع في وسط العاصمة تقريبًا، وعدد مقاعده الكثيرة، وكان يقدم المتعة والترفيه والقصة والفن لسكان المنطقة وما يجاورها أيضًا، وكانت طوابقه الأربعة دائمًا مشغولة بالكامل، وقُدّمت عليه عروض كثيرة كانت في معظمها جيدة، ولكنه واجه في السنوات الأخيرة أزمة غلقه ثم افتتاحه أكثر من مرة، بدواعي الترميم أو التجديد. ويتمتع المسرح العائم بحديقة كبيرة توفر المشروبات ووسائل الترفيه، ودائمًا ما تُقام به انتخابات المهن الفنية، كما كان يُلقي فيه الرئيس جمال عبدالناصر كلمات له أمام مجلس قيادة الثورة. ويعتبر فن المسرح أحد أهم أدوات قوة مصر الناعمة باعتباره مرآة تعبر عن الأحلام والطموحات، كما تعكس القضايا التي تواجه المجتمع؛ سعيا لتجاوزها.