شهد سعر الجنيه المصري ارتفاعا ملحوظا أمام الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية، وتشير توقعات بنوك الاستثمار إلى استمرار صعود العملة المحلية أمام الخضراء حتى العام المقبل توقع تقرير صادر من بنك الاستثمار «بلتون»، استمرار ارتفاع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار حتى منتصف العام المقبل 2020، كما خفض البنك توقعاته لسعر الورقة الخضراء مقابل العملة المحلية إلى متوسط 17.1 جنيه فى العام المالي المقبل 2019-2020، فى مقابل نحو 18.05 جنيه سابقا. وشهد سعر الدولار تراجعا ملحوظا خلال الفترة الماضية ليصل إلى مستوى 17.35 جنيه للبيع، و17.25 جنيه للشراء، فيما ارتفع سعر الجنيه المصري بواقع 3% منذ بداية العام الجاري، في مقابل نحو 17.95 جنيه نهاية ديسمبر الماضي. ارتفاع صافي الأصول الأجنبية بالبنوك يرى تقرير «بلتون» أن استمرار صعود سعر الجنيه المصري أمام العملات الأخرى يرجع إلى تحول صافى الميزان التجارى البترولى إلى تسجيل فائض قبل الوقت المتوقع، بالإضافة إلى التحسن الملحوظ فى صافى الأصول الأجنبية بالبنوك. وسجل صافي الأصول الأجنبية لدى الجهاز المصرفي ارتفاع صافي الأصول الأجنبية بالبنوك يرى تقرير «بلتون» أن استمرار صعود سعر الجنيه المصري أمام العملات الأخرى يرجع إلى تحول صافى الميزان التجارى البترولى إلى تسجيل فائض قبل الوقت المتوقع، بالإضافة إلى التحسن الملحوظ فى صافى الأصول الأجنبية بالبنوك. وسجل صافي الأصول الأجنبية لدى الجهاز المصرفي نحو 166 مليار جنيه خلال الفترة من يوليو 2018 وحتى يناير 2019. وتمثل صافى الأصول الأجنبية، إجمالى الأصول المستحقة للجهاز المصرفى على غير المقيمين مطروحاً منها التزاماته تجاه غير المقيمين، خلال فترة زمنية معينة. وكشف تقرير صادر من بنك «إتش إس بي سي»، استقرار وضع صافى الأصول الأجنبية لدى البنوك التجارية فى مصر عند مستوى سالب بلغ 4.4 مليار دولار خلال شهر يناير، بزيادة قدرها مليار دولار على أساس شهرى، وبارتفاع قدره 3 مليارات دولار مقارنة بالمستوى المنخفض الذى سجله فى شهر نوفمبر الماضى، حيث جاء هذا التحسن بعد تراجع صافى الأصول الأجنبية لقرابة 12 مليار دولار خلال الثمانية أشهر السابقة. وتوقعت رضوى السويفي رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار فاروس، حدوث زيادة في صافى الأصول الأجنبية لدى البنوك بنحو مليار دولار شهرياً خلال الفترة المقبلة. فيما أرجع محمد النجار المحلل المالي، ارتفاع صافي الأصول الأجنبية بالبنوك إلى إلغاء العمل بآلية تحويل أموال المستثمرين الأجانب، والتى أسهمت بشكل كبير فى عودة استثمارات الأجانب وتدفقها بأذون الخزانة المصرية. وفى ديسمبر الماضى، قرر البنك المركزى إلغاء العمل بهذه الآلية، وأوضح أن القرار لن يطبق على الأرصدة القائمة داخل آلية تحويل أموال المستثمرين الأجانب قبل 4 ديسمبر، ويتعين على الاستثمارات الجديدة بعد هذا التاريخ التعامل دخولا وخروجا من خلال سوق الصرف بين البنوك (الإنتربنك). تعافي قطاع السياحة أكد تقرير «بلتون» أن استمرار تحسن قطاع السياحة يوفر دعما آخر لسعر الجنيه أمام الدولار خلال الفترة المقبلة. وارتفعت إيرادات السياحة بنسبة 50% لتصل إلى 11.4 مليار دولار خلال عام 2018، فى مقابل 7.6 مليار خلال 2017. كما سجل صافي إيرادات السياحة نموا بنحو 42% ليبلغ 5.4 مليار دولار خلال الستة أشهر الأولى من العام المالي الجاري 2018-2019، مقارنة بنحو 3.8 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي 2017-2018. ويرى الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن عودة السياحة مرة أخرى، وزيادة حجم إيراداتها أسهمت فى انخفاض سعر العملة الخضراء أمام الجنيه المصري خلال الفترة الماضية. وأضاف عبده أن انخفاض الطلب على الدولار يدعم أيضا تراجع سعره أمام العملة المحلية، مشيرا إلى أن ارتفاع حجم تحويلات المصريين في الخارج أحد أهم الأسباب القوية التي دفعت الجنيه إلى الصعود أمام الدولار. وارتفع حجم تحويلات المصريين المغتربين بالخارج إلى نحو 29 مليار دولار بنهاية 2018، مقارنة بنحو 18.2 مليار دولار فى 2017، بزيادة سنوية قدرها 17%، حسب تقرير صادر من البنك الدولي. كما أعلن البنك أن مصر تأتى فى الترتيب الخامس عالمياً فى تحويلات المغتربين، مؤكداً أن تحويلات المصريين بالخارج قادت نمو التحويلات فى منطقة الشرق الأوسط العام الماضى بنسبة 9.1% على أساس سنوى. ويقدر عدد المصريين المقيمين فى الخارج بنحو 9.5 مليون مواطن، وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.