يحب الجمهور الأفلام المبنية على قصص حقيقية، خاصة إن كانت من عالم الجريمة، كونها نافذة تتيح لهم فهم الطريقة التي يفكر بها المجرمون، والولوج إلى عقولهم المريضة رغم أننا نُجذب لأدوار الخير، ونتمنى دومًا أن ينتصر البطل على الشرير في نهاية الفيلم، فإن المجرمين والأشرار دائمًا ما يمتلكون سحرًا يدفعنا للإعجاب به خلسة، ومحاولة دراسة وتحليل شخصياتهم وتفهّم دوافعهم التي جعلتهم يأخذون مسارات غير قانونية رغم أنهم نشؤوا في بيئة عادية وأسرة محبة. لعل أبرز مثال على هذه النظرية هو القاتل والمغتصب تيد بندي الذي يعرض له فيلم وثائقي حاليا عن جرائمه بحق 30 سيدة، رغم أنه يبدو غاية في البراءة بمظهره الوسيم، وإيرل ستون الذي تمكن بمفرده من مراوغة شرطة مكافحة المخدرات الأمريكية لفترة طويلة، رغم سنوات عمره ال90! هذه النوعية من الجرائم التي تجعلك تندهش من مرتكبيها، وتكذب نفسك أكثر من مرة، غير مصدق أن هذه الجرائم المروعة خرجت من أشخاص غاية في الوداعة، تدفعنا إلى استعراض أبرز الأفلام الأجنبية التي حولت جرائم حقيقية إلى تحفة سينمائية في التقرير التالي. 1- فيلم The Life of David Gale بطولة كيفن سبيسي وكيت هذه النوعية من الجرائم التي تجعلك تندهش من مرتكبيها، وتكذب نفسك أكثر من مرة، غير مصدق أن هذه الجرائم المروعة خرجت من أشخاص غاية في الوداعة، تدفعنا إلى استعراض أبرز الأفلام الأجنبية التي حولت جرائم حقيقية إلى تحفة سينمائية في التقرير التالي. 1- فيلم The Life of David Gale بطولة كيفن سبيسي وكيت وينسليت، وتدور أحداثه حول متهم بالقتل يدعى ديفيد جيل، محكوم عليه بالإعدام شنقًا، تقرر صحفية أن تلتقي معه وتجري معه مقابلات خاصة من أجل التعرف على أسباب ارتكابه الجريمة، رغم كونه ناشطا حقوقيا له مركز مهم ومكانة في المجتمع، لتكتشف الصحفية في النهاية وبعد فوات الأوان، أن "جيل" خطط لجريمة قتل وهمية من أجل تنفيذ عقوبة إعدام ضده، وتلقين العالم بأكمله درسًا عن أهمية إلغاء هذه العقوبة، لأن هناك مجالا للخطأ. قدم كيفن سبيسي واحدا من أهم أدواره في هذا الفيلم؛ بسبب صعوبة الشخصية، وتبنيها آراء سياسية واجتماعية معقدة، قد لا تثير اهتمام أغلب الجمهور. 2- فيلم The Mule بطولة كلينت إيستوود، وبرادلي كوبر، وتدور أحداثه حول العجوز "إيرل ستون" الذي يصطدم، في عامه ال90، بمتطلبات عائلته المادية الضخمة، في ظل انهيار وظيفته كمزارع في مشتل زهور، فيقرر "ستون" اللجوء إلى أماكن مظلمة وغير مشروعة من أجل جني هذه الأموال، فيعرض عليه أحد أعضاء عصابة اتجار في المخدرات أن يعمل "ديلر" لديهم، فيوافق إيرل ستون، الذي يعرف باسم حركي في العصابة "تاتا"، وعلى يده يتم إدخال مئات الكيلوات من الكوكايين إلى البلاد، في الوقت الذي تلاحق الشرطة فيه العصابة محاولين معرفة الديلر الذي نجح في إدخال هذا الكم الخرافي من المخدرات. قام "كلينت إيستوود" بإنتاج وإخراج الفيلم من قصة حقيقية لمجرم يدعى إيرل ستون، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" قصته في تحقيق مطول أثار دهشة الجميع من أن يقوم شخص في هذه السن بارتكاب جريمة مخجلة مثل الاتجار في المخدرات. قد يهمك (في ذكرى ميلاده ال85.. كلينت إيستوود «أيقونة السباجيتي ويسترن») 3- فيلم Spotlight بطولة مايكل كيتون ومارك رافلو ورايتشل مكأدامز، وتدور أحداثه حول فريق صحافة استقصائي، يدعى "سبوتلايت"، يعمل لدى صحيفة "بوسطن تايمز" الأمريكية، بدأ في التحقيق عن قيام بعض القساوسة المسيحيين بالاعتداء على أطفال الأبرشية أو المسيحية جنسيا، ليتطور التحقيق ويكتشف الفريق أن الاعتداء يحدث بشكل ممنهج، وعليهم مقاومة كل المعوقات وتهديدات الكنيسة والسلطة لتجاهل نشر القضية، ليتمكن الفريق في النهاية من كشف واحدة من كبرى الجرائم في تاريخ أمريكا. أحداث "سبوتلايت" مبنية على وقائع حقيقية روّعت المجتمع الأمريكي، وأثارت غضبه وخوفه من كون مصدر الأمان في حياتهم هو نفسه مصدر الخطر الذي يهدد أمنهم وأمن أولادهم. 4- فيلم Catch Me If You Can بطولة توم هانكس وليوناردو دي كابريو، وتدور أحداثه حول مراهق أمريكي يجيد التزوير والنصب وتقمص شخصيات مختلفة، فعمل طيارًا وضابطا وطبيبًا، ونجح على مدار عقد كامل في أن ينهك الشرطة الأمريكية التي حاولت إلقاء القبض عليه دون جدوى. فيلم Catch Me If You Can هو لعبة قط وفأر سينمائية، يحاول فيه توم هانكس القبض على ليوناردو دي كابريو للثأر لكرامته أولا بسبب فشله في القبض عليه كل هذه الأعوام، وثانيًا لوقف تهديده ونصبه على كل من يحيطون به رغم سنه الصغيرة. بنرشحلك (ليوناردو دي كابريو يقتحم التليفزيون بهذا المسلسل) 5- فيلم Zodiac بطولة روبرت داوني جونيور وجيك جيلنهال، وتدور أحداثه في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، حول رسام كاريكاتير أمريكي يتحول إلى محقق هاوٍ؛ بسبب هوسه بالقبض على القاتل المعروف إعلاميا ب"زودياك"، هذا القاتل الذي روع أمريكا وقتل أكثر من شخص، دون أن تفلح الشرطة في إلقاء القبض عليه بسبب عدم وجود أي أدلة عليه، سوى بعض الرسائل المشفرة التي يرسلها إليهم، فيحاول الرسام فك هذه الشفرات. أفلام الجرائم الحقيقية من أكثر الأفلام المفضلة لدى الجمهور، كونها نافذة تتيح لنا فهم طريقة تفكيرهم والولوج إلى عقولهم.