على الرغم من انخفاض نسبة النمو في ميزانية الصين العسكرية، فإن استمرارها في تطوير قدراتها العسكرية، أثار قلق جيرانها الآسيويين، وسط تجاهل تام في بكين أعلنت الصين مؤخرا رفع ميزانيتها العسكرية، إلى 1.19 تريليون يوان صيني، مسجلة نموا بنسبة 7.5% أقل من النسبة التي سجلها في ميزانية 2018 عند 8.1%، إلا أن ذلك لم يمنع من انتشار حالة من القلق بين جيرانها الآسيويين بالنظر إلى أن ميزانية الصين العسكرية تصل إلى 3 أضعاف ميزانية السعودية التي تحل في المركز الثاني كأكبر ميزانية عسكرية في آسيا، كما تطورت قدرات بكين العسكرية بسرعة خلال السنوات الماضية، حيث كشف تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن عدد القطع البحرية العسكرية الصينية، أكبر من تلك التي تمتلكها ألمانيا والهند وإسبانيا وتايوان وبريطانيا. وأشارت مجلة "ذا ديبلومات" اليابانية إلى أن بكين بدأت في تقليص الفجوة بينها وبين الولاياتالمتحدة التي تمتلك أكبر ميزانية عسكرية في العالم، على الرغم من أن الأخيرة لا تزال تنفرد بالصدارة بفارق كبير كأكبر ميزانية عسكرية في العالم. وعلى الرغم من أن الصين لن تستطيع اللحاق بركب الولاياتالمتحدة، فإنها تمكنت وأشارت مجلة "ذا ديبلومات" اليابانية إلى أن بكين بدأت في تقليص الفجوة بينها وبين الولاياتالمتحدة التي تمتلك أكبر ميزانية عسكرية في العالم، على الرغم من أن الأخيرة لا تزال تنفرد بالصدارة بفارق كبير كأكبر ميزانية عسكرية في العالم. وعلى الرغم من أن الصين لن تستطيع اللحاق بركب الولاياتالمتحدة، فإنها تمكنت من تطوير قدرات غير عادية، مكنتها من التنافس مع الولاياتالمتحدة عسكريا على الرغم من الفرق الهائل في الميزانية. ويرى أندرو إريكسون الأستاذ في معهد الدراسات البحرية الصينية التابع لكلية الحرب البحرية الأمريكية، أنه "في العديد من المجالات، تمتلك الصين أسلحة لا تمتلكها الكثير من الدول"، مضيفا أن تطوير قدرات الجيش الصيني العسكرية في جميع المجالات كان "مثيرا للإعجاب" تحت قيادة الرئيس الصيني شي جينبينج. هذا التطور أثار حالة من القلق بين جيران بكين، حتى إن الدول التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الصين، مثل كوريا الجنوبية، بدأت تتعرض لأعمال عدائية من جيش التحرير الشعبي الصيني. فعلى مدار العام الماضي، قامت القوات الجوية الصينية، باختراق مجالات الدفاع الجوي الكورية، آخرها في شهر فبراير الماضي. الصين ترفع ميزانيتها العسكرية لرابع عام على التوالي إلا أن المجلة اليابانية، أشارت إلى أن الصين لا تلقي بالا لهذه المخاوف، حيث قال "جانج ييسوي" المتحدث باسم الجلسة السنوية الثالثة عشرة لمجلس الشعب الصيني، إن زيادة الميزانية العسكرية للصين "أمر معقول ومناسب". حيث دائما ما تؤكد الصين أن هذه الزيادة في الميزانية العسكرية، تذهب إلى زيادة الرواتب، وغيرها من المزايا للجنود، بالإضافة إلى تطوير نظم الأسلحة، والإصلاحات العسكرية والتدريب. ودائما ما تحاول الصين أن تظهر متأخرة عن الدول الأخرى مثل الولاياتالمتحدة، وأنها تمتلك أنظمة أسلحة قديمة، يجب تجديدها. ويكرر المحللون العسكريون الصينيون، وجهة النظر الصينية الرسمية لتبرير الزيادة في الميزانية العسكرية، حيث أشار شو جوانجيو، الباحث في مؤسسة الحد من التسلح الصينية، إلى أن الجيش الصيني "يسير بسرعة معتدلة، بدلا من الاندفاع الأهوج". رغم انخفاض عدد جنوده.. الجيش الصيني أصبح أكثر قوة كما انتقد الباحثون الصينيون التقارير التي تقول إن ميزانية الصين العسكرية أكبر مما تعلن سلطات البلاد، بالقول إن "تطوير الجيش الصيني مهم لأغراض الدفاع عن النفس، وليس تهديد الدول الأخرى، ولا يجب أن نهتم بما يقوله الآخرون". "ذا ديبلومات" أشارت أيضا إلى أن هناك أهدافا أخرى تدفع الصين لزيادة ميزانيتها العسكرية، فبالإضافة إلى مبادرة "الحزام والطريق"، وضع الرئيس الصيني أهدافا مهمة للبلاد خلال العقود المقبلة، لتحقيق "الحلم الصيني، فبحلول عام 2021، سيكون الحزب الشيوعي قد أكمل 100 عام، والذي ترغب بكين أن تصل فيه إلى "مجتمع الرفاهية". وبحلول عام 2049 في الذكرى المئة لتأسيس الصين، يرغب شي في أن تعلن الصين نفسها "دولة متقدمة بشكل كامل". بالإضافة إلى هذه الأهداف، تركز الصين على قطاعات معينة، مثل الطائرات بدون طيار العسكرية، والتكنولوجيا الفضائية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأمور المهمة التي تتطلب زيادة الميزانية العسكرية. بسبب الأسلحة الروسية.. أمريكا تعاقب الجيش الصيني ومن المتوقع أن تستمر الميزانية العسكرية للصين في الزيادة خلال الأعوام المقبلة، خاصة مع رغبة البلاد في التركيز على هذه الصناعات العسكرية المتطورة لتحقيق "الحلم الصيني". إلا أن المجلة طالبت الصين بأن تأخذ مخاوف جيرانها في الاعتبار.