بدايتها القوية كانت على خشبة المسرح الذي تألقت عليه، وشاركت في العديد من العروض، وخاضت تجربة الإخراج مرتين، وشغلت منصبي مدير المسرح الحديث، والمسرح القومي. سميحة أيوب، هي إحدى عمالقة المسرح طوال تاريخه، سيدة المسرح العربي عن جدارة، لها العديد من العلامات على خشبته، وانتقلت منه إلى السينما والتليفزيون لتترك بصمات بهما ستظل باقية، كل هذا رغم أنها لم تكن في بدايتها تريد التمثيل، وحينما أرادته بالصدفة رفضت أسرتها أيضًا، ولكن سرعان ما تغيّر مسار حياتها، وهي لا تزال في الرابعة عشرة من عمرها، حيث شاء القدر لها أن تنطلق في سماء الفن والنجومية، لتُقدّم أعمالًا مسرحية، وسينمائية، ودرامية، وتتولى إدارة المسرحين الحديث والقومي، وتتلقى عدة تكريمات من رؤساء دول وهيئات مختلفة. ولدت في 8 مارس 1932، بحي شبرا في القاهرة، ولم تكن تفكر في التمثيل، وكانت تحلم أن تكون راقصة باليه أو باليرينا، حتى ذهبت مع صديقتها لتجري اختبار تمثيل باللغة العربية الفصحى أمام لجنة تختار فتيات جددا مقابل 6 جنيهات في الشهر، فانهبرت بعالم المسرح ولمحها أحد أعضاء اللجنة، فسألها إن كانت ترغب في التمثيل، ولدت في 8 مارس 1932، بحي شبرا في القاهرة، ولم تكن تفكر في التمثيل، وكانت تحلم أن تكون راقصة باليه أو باليرينا، حتى ذهبت مع صديقتها لتجري اختبار تمثيل باللغة العربية الفصحى أمام لجنة تختار فتيات جددا مقابل 6 جنيهات في الشهر، فانهبرت بعالم المسرح ولمحها أحد أعضاء اللجنة، فسألها إن كانت ترغب في التمثيل، فأجابت بنعم، وقدّمت مشهدًا ليوسف وهبي فتم قبولها، لكن صغر سنها حال دون حصولها على مكافأة الستة جنيهات. ورفضت أسرتها في البداية دخولها مجال التمثيل، إلا أن خالها الذي كان يعمل في مدرسة "السوربون" أقنعهم، وتغيّر مجرى حياتهم حينما التحقت بمعهد الفنون المسرحية في عمر ال14 عامًا، فقد أوضحت في أحد حواراتها الصحفية: "لم يكن في ذلك الوقت معهدا لتعليم الباليه، إلى أن سمعت في الراديو إعلانًا يطلبون فيه فتيات لمعهد الفنون، وتقدّمت وقتها، وكان عمري 14 سنة، والتحقت كطالبة مستمعة لصغر سني حتى أبلغ سن الالتحاق، وكان أستاذي في المعهد الفنان زكي طليمات، الذي أحس فيّ الموهبة والتفوق، فكتب مذكرة لوزير المعارف لاستثنائي من مسألة السن، وبذلك أصبحت أصغر طالبة نظامية في المعهد". بدايتها القوية كانت على خشبة المسرح الذي تألقت عليه، وشاركت في العديد من العروض، منها: "كوبري الناموس، رابعة العدوية، بير السلم، العمر لحظة، دماء على أستار الكعبة، دائرة الطباشير القوقازية، وسكة السلامة"، وقدّمت ما يزيد على 170 مسرحية محلية وعالمية، وخاضت تجربة الإخراج مرتين في مسرحيتي "ليلة الحنّة، ومقالب عطيّات"، حتى شغلت منصب مدير المسرح الحديث في الفترة بين 1972 و1975، ثم تولّت مهمة إدارة المسرح القومي بين عامي 1975 و1981. السينما والدراما رغم سيطرة الأعمال المسرحية على غالبية مساحة أعمالها الفنية، إلا أنها كان لها مشاركات عديدة في السينما، وشاركت فيما يزيد على 40 فيلمًا أشهرهم: "قلبي يهواك، وجسر الخالدين، أرض النفاق، الليلة الكبيرة، شاطئ الغرام، الوحش، سوق الحريم، وفجر الإسلام"، ثم غابت عن السينما نحو 30 عامًا، وذكرت في حوار لبرنامج "معكم"، أنها لم تحب السينما، لأنها لم تشبع موهبتها، وعملت بها من أجل الإنفاق على المسرح، وعلّلت ذلك بعدم رغبتها في تقديم أدوار الإغراء التي تعتمد على الملابس العارية، قبل أن تعود من خلال فيلم "تيتة رهيبة" مع محمد هنيدي. تميزت في أدوار تليفزيونية عديدة بمسلسلات منها: "العائلة، ومزاج الخير"، ويبقى دور "الحاجة ونيسة" في مسلسل "الضوء الشارد" هو أشهر أعمالها الدرامية، وأظهر العمل قوة المرأة الصعيدية، حيث إنها المرأة اللينة مع ولديها، وإذا ما استدعت المواقف قوتها فإنها تُظهرها بقوة، هي تتسم بالرقة والحزم الشديد في آن واحد، وتحاول الحفاظ على عز زوجها الراحل، وسلطان نجلها "رفيع". الحياة الشخصية أما عن حياتها الشخصية، فلم يتخيل شكري سرحان، فتى الشاشة الأول، أن يتقدم لأحد فتيات عصره وترفضه، وهو ما صدمه عند التقدم للزواج من سميحة تلك الفتاة الشابة الجميلة التي رفضته، لأنه لم يستعد للزواج بجدية، فقد أكدت في أحد حوارتها: "في يوم جاءني شكري سرحان: أنا عايز أخطبك، فقلت له: اذهب إلى عائلتي، وبالفعل ذهب للقائهم، وكان معروفًا بأنه شاب جرىء، وقابلته والدتي وخالي اللذان أبلغاه بأن الرد هو الرفض، وبررا ذلك بأنه في مرحلة تكوين الذات"، وقد استمرت في رفضها غير مبالية لتوسط الكثيرين. تزوجت للمرة الأولى من الفنان محسن سرحان، وكانت بداية تعارفهما أغرب من الخيال، فبعدما نالت سميحة إعجابا من قريبه شكري سرحان، وكان عمرها لا يتجاوز 15 عامًا، وقوبل طلبه الزواج منها بالرفض، فطلب من قريبه "محسن" أن يأخذ باله منها ويتابعها، ولكن حدث ما لم يتوقعه شكري، حيث وقع محسن في غرامها ووقعت في غرامه، وتزوجا وأنجب منها ابنًا "محمد" وتوفى. تزوجت للمرة الثانية من الفنان محمود مرسي، وقالت عن ذلك: "بعد الانفصال من محسن قررت أتفرغ حينها للعمل فقط، لكنني التقيت محمود مرسي الذي أحبني في صمت لمدة عام ونصف العام، رغم علمي بحبه، لأنه كان يستفسر من الأصدقاء عن حياتي الشخصية، وفي نفس الوقت كنت أنا أيضًا معجبة بشخصيته وتمثيله، وعندما عملنا معًا في الإذاعة، وخلال أحد اللقاءات قال لي: تعرفي إن الست أم كلثوم ست رائعة، فسألته لماذا؟ فقال: لأنها بتقول: ولما أشوف حد يحبك.. يحلى ليّ أجيب سيرتك وياه، وطلب مني الزواج ووافقت وأنجبنا ابننا علاء، وبعد فترة خيرني بين العمل وحياتي الشخصية، لأنني كنت كثيرة التركيز في عملي الفني، فاخترت شغلي دون تردد، لذا طلّقنيّ دون علميّ، وعلمت بأمر الطلاق من والدتي وأنا خارج مصر". تزوجت بعد ذلك من سعد الدين وهبة، وقالت عنه: "هو حب عمري، كان حياة تانية ومشوارًا طويلًاً شهد نجاحنا في حياتنا الشخصية والعملية، قصة حب عمرها 34 عامًا، لم يفرق بيننا سوى الموت، بدأ الأعجاب على خشبة المسرح في (السبنسة) التي كتبها وقمت ببطولتها، وبعد الزواج اتفقنا على عدم الإنجاب، وركزنا في العمل وقدّمنا في هذه الفترة أعظم المسرحيات، منها (كوبرى الناموس، بير السلم، وكوابيس في الكواليس، والمسامير)، وإذا أردت الحديث عن سعد فسأحتاج إلى ساعات لأروي تفاصيل عشرة العمر، وأعظم رجل التقيت به في حياتي". التكريمات نالت سميحة أيوب العديد من التكريمات من عدة رؤساء، فمنحها جمال عبد الناصر وسام الجمهورية تقديرًا لجهودها على المسرح، وكان ذلك دافعًا لمزيد من التألق، والرئيس أنور السادات، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي منحها لقب "سيدة المسرح العربي"، كما منحها وزير الثقافة حلمي النمنم "درع الثقافة"، وصدر كتاب "الساحرة.. مشوار من الإبداع" تكريمًا لمشوارها الفني.