متظاهرو السترات الصفراء يواصلون الاحتجاج قرابة الأربعة أشهر.. وماكرون يدعو إلى الهدوء مجددا.. ودعوات بالتصعيد من قبل المحتجين مع اقتراب "النقاش الكبير" يواصل متظاهرو "السترات الصفراء" في باريس وعدد من المدن الفرنسية الأخرى، اليوم السبت للأسبوع السادس عشر على التوالي، احتجاجاتهم ضد سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاقتصادية، وسط دعوات لإعادة الحراك إلى زخم الأسابيع الأولى. ودعا ماكرون الجمعة، ل"العودة إلى الهدوء"، مؤكدا أن أعمال العنف التي تشهدها تظاهرات السبت "غير مقبولة"، وذلك بعد دعوات عدة إلى الهدوء من دون جدوى، وذلك ردا على دعوات أبرز شخصيات التحرك، مثل "إيريك درويه وبريسيلا لودوسكي وماكسيم نيكول" إلى زيادة زخم الاحتجاجات مع انتهاء "النقاش الكبير" ومرور 4 أشهر على بدء التظاهرات. وأطلقت دعوات عدة للتظاهر بينها واحدة لمجموعة على «فيسبوك» تحت شعار «السترات الصفراء الفصل السادس عشر: عصيان». مسيرة سوداء ستجري في باريس تظاهرة بين "قوس النصر" و"ساحة دانفير روشرو"، كما ستجري أيضا في مرسيليا ونيس ومونبيلييه وأليس وستراسبورج ونانت وبوردو وتولوز. وفي مدينة ليل وأطلقت دعوات عدة للتظاهر بينها واحدة لمجموعة على «فيسبوك» تحت شعار «السترات الصفراء الفصل السادس عشر: عصيان». مسيرة سوداء ستجري في باريس تظاهرة بين "قوس النصر" و"ساحة دانفير روشرو"، كما ستجري أيضا في مرسيليا ونيس ومونبيلييه وأليس وستراسبورج ونانت وبوردو وتولوز. وفي مدينة ليل شمال البلاد دعا القائمون على التظاهرات محتجي "السترات الصفراء" في المنطقة والدول المجاورة (بلجيكا وألمانيا وإنجلترا ولوكسمبورج وهولندا وألمانيا) إلى التظاهر في المدن الكبرى. وفي مدينة ليون جنوب شرق البلاد دعا المنظمون إلى تجمع من أجل "مسيرة سوداء" وطلبوا من المتظاهرين ارتداء ملابس سوداء "رمز الحداد" على مستقبل الحركة التي "ستنتهي بالازدراء والظلامية إذا لم نتحرك معا". وفقا لوزارة الداخلية الفرنسية، خرج نحو 41500 شخص إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما يشير إلى انخفاض واضح من ذروة الاحتجاجات والتي قدر عدد المشاركين فيها منذ اندلاعها في 17 نوفمبر الماضي بنحو 282000 متظاهر، في أعقاب قرار الحكومة برفع الضرائب على الوقود. استطلاع ينصف ماكرون وأفاد استطلاع للرأي نشر الأسبوع الماضي أن غالبية الفرنسيين يريدون أن تنتهي احتجاجات السترات الصفراء، مما يدل على زيادة شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون. الاستطلاع الذي أشرفت على تنفيذه مؤسسة "أدوكسا" الفرنسية، وهي مؤسسة بحثية مستقلة، أظهر أن 55% من الذين تم استطلاع رأيهم يريدون الإنهاء الفوري لتظاهرات حركة السترات الصفراء الواسعة المناهضة للحكومة، داعين إلى إنهاء احتجاجات الشوارع التي غالبًا ما كانت شاهدة على بعض مظاهر العنف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وتكمن أهمية نتائج الاستطلاع الفرنسي، في أنه للمرة الأولى تخسر السترات الصفراء دعم الأغلبية، حيث زاد الرفض الشعبي لها بمقدار 6% على نتائج استطلاع الشهر الماضي. وأظهر الاستطلاع زيادة في اهتمام الناخبين بالانتخابات البرلمانية الأوروبية المرتقبة في مايو، وهو أول اقتراع وطني منذ انتخاب ماكرون رئيسًا في مايو 2017، حيث ارتفع الاهتمام بالتصويت الأوروبي "الانصراف عن متابعة أخبار السترات الصفراء" إلى 62% في أحدث استطلاع للرأي، بعد أن كان 54% في ديسمبر الماضي، وإن كان ما زال هذا أقل بكثير من نسبة 83% التي كانت تتابع الانتخابات الرئاسية. ويشير الاستطلاع إلى تراجع الاهتمام بتصويت مايو بين المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الأقل في فرنسا، والتي قد تؤدي -حسب ما ذكرته أدوكسا- إلى امتناع مزيد من الناس عن التصويت، وهو ما من شأنه أن يكون في صالح حزب "لا ريبابليك إن ماركي" الذي ينتمي إليه ماكرون، ويقلل من فرص إقامة أحزاب "مناهضة للنظام". هل تأثر الاقتصاد؟ لا شك أن التظاهرات التي مرت بفرنسا كان لها تأثيرها الخاص على الأوضاع الاقتصادية في البلاد، والتي ظلت على مدى عقود طويلة تبني سمعتها كوجهة جذب رئيسية للاستثمارات الأجنبية بشكل رئيسي، وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير، أكد أن صورة "فرنسا السليمة" لا تزال راسخة في نفوس المستثمرين، إلا أنهم بدأوا يطرحون أسئلة مع وصول الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى الأسبوع الثالث عشر. وقال لو ميير لوكالة "فرانس برس" ردًا على سؤال حول ما إذا كانت المظاهرات الأسبوعية المعروفة التي تقودها "السترات الصفراء" ستؤثر سلبًا على الاقتصاد: "صورة فرنسا ما زالت سليمة، لكنني سأكون صريحًا هناك أيضًا أسئلة كثيرة يطرحها المستثمرون والقادة السياسيون والجهات الاقتصادية للقطاع الخاص". وأوضح وزير الاقتصاد الفرنسي أنه لا يمكن المرور على الأمر دون تركيز وفحص دقيق، خاصة أن السمعة التي اشتهرت بها فرنسا كواحدة من أهم جهات جذب الاستثمارات العالمية في أوروبا، باتت الآن محاطة بسلسلة من التهديدات الخطيرة. كان ماكرون أطلق في 15 يناير الماضي نقاشا وطنيا ليتمكن كل فرنسي من التعبير عن مطالبه خلال شهرين تنتهي المهلة في 15 مارس الجاري، ويرفض العديد من محتجي "السترات الصفراء" هذا النقاش.