شهود عيان: الجرار انطلق بدون سائق والجثث كانت أشلاء وعربات الإسعاف وصلت بعد ربع ساعة.. محمد: "رفعت 15 جثة بمساعدة الأهالي وشاهدت جثة معلقة على الجرار والمشهد كان بشعا" ما بين مكتبة قصر الشوق وكشك الأهرام، اختلطت رائحة السولار بالجثث المتفحمة على رصيف رقم 6 بمحطة مصر، جرار وردية رقم 2302 انطلق بسرعة جنونية، مقتحما لحظات السكون، ليصطدم بمبنى الأمن من الخلف، محدثا انفجارا هائلا، أسفر عن سقوط عشرات القتلى، جثث متفحمة وأخرى تقطعت إلى أشلاء، جثة معلقة على جسم القاطرة، بينما قدم ملقاة على الرصيف، صراخ وعويل، سيارات التبرع بالدم تبدأ في الوصول إلى المكان في محاولة يائسة لإنقاذ الموقف بعد تأخر وصول سيارات الإسعاف لقرابة ربع الساعة. في فبراير 2002 وقعت حادثة قطار الصعيد بالعياط وسقط خلالها 350 قتيلا، وفي 2007 كانت مصر على موعد مع اصطدام قطارين ببعضهما، مما أسفر عن سقوط 58 قتيلا وعشرات المصابين، لتستيقظ القاهرة اليوم الأربعاء، على كارثة جديدة بطلها جرار طائش، أخذ في طريقه الأخضر واليابس، حصد عشرات الأرواح. دخان كثيف يخرج من محطة في فبراير 2002 وقعت حادثة قطار الصعيد بالعياط وسقط خلالها 350 قتيلا، وفي 2007 كانت مصر على موعد مع اصطدام قطارين ببعضهما، مما أسفر عن سقوط 58 قتيلا وعشرات المصابين، لتستيقظ القاهرة اليوم الأربعاء، على كارثة جديدة بطلها جرار طائش، أخذ في طريقه الأخضر واليابس، حصد عشرات الأرواح. دخان كثيف يخرج من محطة قطارات مصر، لا أحد يعرف ماذا يحدث، هرع المواطنون إلى المكان بدافع الفضول، محمد إبراهيم، كان في طريقه إلى عمله عندما كانت غمامة الدخان تحلق في السماء، ونمى إلى سمعه: الحقوا الناس بتولع" هرع مسرعا إلى الرصيف حيث عشرات الجثث ملقاة في كل مكان، بعضها ما زال مشتعلا إثر الحريق، وآخرون قطعت أوصالهم، والبعض يصرخ طالبا النجدة، وبحسب ما قاله محمد ل"التحرير"، فإنه حمل وحده قرابة 15 جثة بمساعدة المواطنين، كما أنه حمل فتاة ما زالت على قيد الحياة ولكنها كانت في حالة صدمة شديدة، ومد يد العون لعجوز لا يعرف كيف نجا وسط النيران والانفجار الهائل الذي خلفه التصادم.
«والنبي حد يطلع الإزازة دي من رجلي» هذا ما قاله طفل يدعى "محمد" كانت يداه ملطختين بالدم، كما هو حال ملابسه، قدماه عاريتان، يتجول داخل المحطة، وقال إنه كان موجودا وقت الحادث، وأنه استطاع رفع عدد كبير من الجثث، "43" على حد قوله. يجلس "أحمد" القرفصاء خارج محطة مصر، بالقرب من فتحة المترو القريبة من باب المحطة، الدموع تملأ عينيه، صارخا: «يا رب خيب ظني، دا أخويا يا رب»، قبل أن يقترب منه عدد من المارة ورجال الشرطة، في محاولة لطمأنته، وطلبوا منه التوجه إلى مستشفى الهلال الأحمر المجاور والسكة الحديد للبحث عن شقيقه، بينما أخذ بيده أحد الواقفين «تعالي هوديك إنت مش حاسس بنفسك إن شاء الله خير». بعد نصف ساعة من الحادث ورغم توقف حركة القطارات، فإن المحطة كانت مفتوحة أمام المسافرين، إلا أن قرارا بإغلاقها تسبب في تكدس الركاب من حاملي التذاكر وغيرهم القاصدين مكاتب الحجز خارج الأبواب، لتقوم قوات الأمن بإغلاق فتحة المترو القريبة من محطة مصر، ونتيجة التكدس نجح المواطنون في اقتحام المحطة والدخول مسرعين في محاولة منهم للحاق بالقطار غير عابئين بما يحدث، حتى إن قطارا متوجها إلى الأقصر ظل متكدسا بالركاب لم يترك أحدا مقعده، وبسؤال أحد الركاب قال: "إحنا معادنا هنطلع من هنا 12 وربع، بينما ظلت أكشاك البيع مفتوحة لرواد المحطة عدا الكشك المجاور مباشرة للحادث، بينما فتحت الكافتيريا المجاورة مباشرة للحادث أبوابها أمام روادها.
البائعون كلمة السر في إنقاذ المئات كان الباعة الجائلون بالمحطة هم أول من هرعوا إلى موقع الحادث لرفع الجثث، بكل ما أوتوا من قوة بدؤوا في رفع الجثث بمساعدة الأهالي الذين تصادف أن معظمهم كانوا مارين بجوار المحطة، وشاهدوا الدخان يتصاعد، وبحسب شهود عيان فقد وصلت سيارات الإسعاف إلى المكان متأخرة حيث كان الباعة قد تمكنوا من إطفاء الحريق وعدد كبير من الجثث، التي تكدست على الرصيف فوق بعضها، أحد الباعة أخذ يحكي عن مشاهدته سائق القطار يقفز قبل اصطدامه بعربة باور وانفجار تانك السولار، في الوقت الذي أكد فيه الكثيرون وعمال بالمحطة أن العربة تحركت بدون سائق. المسئولون في المحطة وصل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى موقع الحادث ترافقه وزيرة التضامن الاجتماعي التي صدمت من مشهد ورائحة الوقود المحترق المختلط باللحم البشري المحترق، وبصحبتهم كل من محافظ القاهرة ووزير النقل، وعاين رئيس الوزراء القطار، وبدا غاضبا، وبحسب مصادر مقربة فإنه وجه لوما شديدا لوزير النقل، وأمر بسرعة فتح تحقيق فوري في الحادث، لكشف ملابساته بأسرع وقت ممكن، وتحديد المتسبب في وقوعه، وقال: "أى إهمال أو تقصير سيواجه بحساب عسير، فُهناك أرواح لاقت حتفها، وأخرى تعرضت للإصابة"، مشيرا إلى أنه سيتم تشكيل لجنة فنية لمعرفة أسباب الحادث، بخلاف تحقيقات النيابة العامة. في الوقت ذاته وصل فريق من المعمل الجنائي إلى موقع الحادث، وتم رفع قطار آخر كان على رصيف رقم 5 المجاور للجرار المحترق، حيث طالته النيران هو الآخر، ووسعت قوات الأمن الكردون المفروض حول الجرار تمهيدا لوصول رجال النيابة العامة. كانت محطة مصر برمسيس، على موعد مع كارثة صباح اليوم، أسفرت عن مقتل 20 مواطنا، وإصابة 40 آخرين، بحسب نبأ عاجل عرضه التليفزيون المصري، بينما توقعت مصادر وشهود عيان من موقع الحادث، ارتفاع عدد الضحايا، نتيجة اصطدام جرار مفرد قادم من الورشة بالمصد الخاص برصيف رقم 6 التابع لأرصفة الوجه القبلي، مما أدى إلى اشتعال الجرار نتيجة اصطدامه بأحد أبنية المحطة، وبعد اصطدام الجرار بالرصيف تصاعدت النيران بشدة، وقامت قوات الحماية المدنية بالسيطرة على الحريق، وانتقل رجال الإسعاف إلى مكان الحادث. وتداولت مواقع السوشيال ميديا والتواصل الاجتماعي فيديوهات صادمة وصورا للضحايا ولحظة وقوع الحادثة مطالبين بالتحقيق ومحاسبة المسئولين.