السائق قتل حماته من أجل تحويشة العمر.. الجاني مديون ويتعاطى الحشيش وسرق «تحويشة العمر».. وابنة المجني عليها: عايزة حق أمي بالقانون ويلبس البدلة الحمرا "اتق شر من أحسنت إليه"، هذه المقولة تجسدت في "أحمد عبد الوهاب"، الذي قابل الإحسان والمعروف بالجحود، إذ قتل حماته الحاجة "تحية" التي اعتبرته ابنها المدلل الذي لم تنجبه وخان العيش والملح، ولم يرحم مرضها ولا ضعف جسدها وهي في أرذل العمر، وقتلها بدم بارد، مستغلا وجودها بمفردها، ليسكن الحزن منزل الضحية الكائن بمساكن عثمان التابعة للحي السادس بمدينة 6 أكتوبر، بينما اتشحت بنات المجني عليها بالسواد، غير مصدقات أن يكون مصير الأم الطيبة القتل بطريقة بشعة على يد من أحسنت إليه. كواليس الليلة الأخيرة «كانت بتحبه زي ابنها اللي مات، يا ريته خد الفلوس وسابها تعيش» بهذه الكلمات بدأت ابنة المجني عليها وزوجة الجاني التي لم تكف عن البكاء والنحيب لتروي ل«التحرير» ما حدث ليلة الثلاثاء الماضي، مضيفة: «اتجوزته من 6 سنين وكان عايش معانا هنا في شقتي أنا وأمي كواليس الليلة الأخيرة «كانت بتحبه زي ابنها اللي مات، يا ريته خد الفلوس وسابها تعيش» بهذه الكلمات بدأت ابنة المجني عليها وزوجة الجاني التي لم تكف عن البكاء والنحيب لتروي ل«التحرير» ما حدث ليلة الثلاثاء الماضي، مضيفة: «اتجوزته من 6 سنين وكان عايش معانا هنا في شقتي أنا وأمي وولادي، بعد ما ساب بلده في المنوفية». وتابعت: «كدب علي وقاللي اشتريت عربية وخد مني فلوسي علشان يرخصها، واكتشفت إنه مأجرها في اليوم ب300 جنيه، وأصحابها فضحوني عند البيت، وآخر مرة عربية تانية وقاللي عايز فلوس أعمل الرخصة وادفع القسط، قولتله مش معايا غير فلوس العملية بتاعتي والعلاج». وأضافت ابنة المجني عليها: «أمي كانت تديله فلوس من ورانا وليلة الحادثة خد منها 50 جنيه، وقالتله بكرا تفرج، وفي الصبح قتلها، أنا كنت باحس بالغيرة من معاملة أمي ليه، وكنت باقولها ماتخليهوش يضحك عليكي وياخد منك فلوسك، تقوللي: يا بنتي ده غلبان، سايب أهله وعايش معاكي، أنا عايزاكي تكوني مبسوطة ويعاملك كويس». «كانت بتجيبله سجاير من فلوسها، وهي عارفة إنه بيشرب حشيش، وتقول أحمد زي ابني اللي مات وربنا عوضني بيه، ومش بترضى تاكل أي حاجة غير لما يرجع وياكل معاها".. هكذا أضافت الابنة. تصمت الابنة فجأة وتمسح دموعها وتتذكر ما حدث ليلة الواقعة: «أمه اتصلت بيا وقالتلي إنه عليه فلوس جمعية وقسط العربية، والناس اشتكوها للعمدة بتاع البلد عندهم، وقوليله لازم في الصبح يجهز الفلوس بدل ما أجيب الناس والعمدة من المنوفية ونعمله فضيحة، ولما قولتله فضل يزعق فيا، واتصل بأمه وشتمها في التليفون»، واستطردت زوجة الجاني: «أمي زعلت عليه وزعقت فيا وقالتلي يا بنتي ماكنتيش قولتيله كده، بكرا تفرج عليه ويسدد فلوس الناس». مقتل المتهم بقتل شخصين داخل مسجد بأسيوط واستكملت: «وإحنا قاعدين أختي كانت مستلفة من أمي مبلغ 2000 جنيه واديتها الفلوس قدامه، وهو كان شايفهم وحطتهم في المحفظة بتاعتها، ويوم الأربعاء الصبح مشيت روحت الشغل». «إسلام»، سائق توك توك، ونجل ابنة المجني عليها زوجة الجاني، التقط أطراف الحديث ليضيف: «حوالي الساعة 10 لقيت جدتي واقعة قدام العمارة وكنت فاكرها جاتلها غيبوبة السكر، وأحمد ماحاولش حتى يساعدني ويفوقها معايا، وكان واقف بيتفرج علي، وأنا بانادي على الجيران يلحقوني وندخلها جوا أوضتها». وأضاف الحفيد: «هو استغل إن مافيش حد فينا في البيت وقتلها وسحبها من على سريرها ورماها قدام العمارة، بعد ما قطع ودنها وسرق الحلق". محمود، حفيد آخر للحاجة تحية، اقتحم الحديث غاضبا: «نزلت على صوت إسلام وهو بيصرخ لقيت جدتي مرمية على الأرض قدام مدخل العمارة ولما مالقيتش الحلق في ودنها شكيت فيه علطول، لأنه كان دايما يستلف مني فلوس وكمان رد فعله وتوتره كان يوحي إنه هو القاتل، روحت حبسته في أوضته وقفلت عليه الباب قبل ما يهرب، وبلغت المباحث ولما فتشت الأوضة بتاعته لقينا فلوس جدتي 20 ألف جنيه والحلق بتاعها». «دسوقي اغتصبها».. تفاصيل اغتيال براءة «حبيبة»
واختتم محمود الحفيد: «جدتي ماتستاهلش اللي عمله فيها، آخر مرة قبل الحادثة بيومين زعلت مني علشان كنت باهزر معاه وقالتلي بلاش الهزار التقيل معاه أحسن يزعل ويسيب خالتك ويمشي». هنا عادت ابنة المجني عليها حديثها من جديد بعد أن التقطت أنفاسها: «أمي اتظلمت واتقتلت غدر وكانت مريضة بالسكر وابنها مات من 4 شهور، وأنا عايزة القانون يجيبلها حقها واشوفه وهو لابس البدلة الحمرا». وأنهت الابنة حديثها الباكي: «إحنا ناس غلابة مالناش إلا ربنا.. أمي كانت شايلة الفلوس دي لدفنتها، وقالتلي لما أموت أشتري منها الكفن وادفعي مصاريف الدفنة والعزاء.. أمي قتلها شيطان بسبب الفلوس والديون اللي عليه وهي ماتستحقش تموت كده». بدأت الواقعة بورود بلاغ للرائد إكرامي البطران، رئيس مباحث قسم شرطة ثالث أكتوبر، من الأهالي، بالعثور على جثة لسيدة بها سحجات بوجهها أمام عقار بدائرة القسم. وبالانتقال والفحص، تم التقابل مع «إسلام.ع» 18 سنة، سائق توك توك، ومقيم بذات العقار محل البلاغ، قرر أنه حال عودته لمسكنه شاهد جدته للأم «تحية.ن»، 78 سنة، ربة منزل ومقيمة بذات العقار ملقاة على وجهها أمام العقار، فنقلها بمساعدة الأهالي للشقة سكنها ظنًا منه أنها مغشيًا عليها إلا أنه فوجئ بوفاتها. وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج ابنة المجني عليها «أحمد.ع»، 30 سنة، سائق، ومقيم بذات الشقة سكن المجني عليها وأصل إقامته المنوفية، السابق اتهامه في قضيتين «مخدرات- سلاح ناري» بغرض سرقتها. وأرشد المتهم عن مكان إخفائه المسروقات بغرفة نومه، حيث أمكن ضبط حافظة نقود حريمي بداخلها مبلغ 19 ألفا و500 جنيه وقرط ذهبي. فقر وسجن.. حكاية «تمارا» ومستشار العجوزة وجاء في اعترافات المتهم أنه يمر بضائقة مالية، ولم يجد أمامه سوى ذهب حماته فاختمرت في ذهنه فكرة سرقتها مستغلاً إقامته معها في الشقة، فانتظر حتى غادرت زوجته، وفتش في حجرتها ومحتوياتها فصرخت العجوز فكتم أنفاسها واستولى على قرطها الذهبي وحافظة نقودها، وبعد ذلك ألقى بالجثة أمام المنزل في مكان اعتادت المجني عليها الجلوس فيه لإبعاد الشبهة الجنائية عنه.