نجاح غير مسبوق حققه مسلسل "أبو العروسة" في جزئه الأول، بقصص واقعية تحاكي بيوتنا المصرية، الأب، الأم، الإخوة، الجيران، الأقارب، كل شيء كان قريبا من المشاهدين مع بداية عام 2019 عاد أبطال المسلسل معلنين بداية الجزء الثانى، الذي حمل مفاجآت عديدة نجحت فى خطف المشاهدين لمتابعة العمل، وتخطت كل حلقة من المسلسل حاجز المليوني مشاهدة على موقع «يوتيوب»، هذا النجاح الكبير الذي حققه المسلسل يعود إلى مخرج العمل كمال منصور، الذي نجح في تقديم لوحة فنية متكاملة، ويفتخر بأنه أحد تلاميذ العالمى الراحل يوسف شاهين، حيث يرى أنه كان محظوظًا لتعلمه على يده، ويعترف بأن «أبو العروسة» نقلة فى مشواره الفنى بعد أن أصبح له جماهيرية كبيرة داخل الشارع المصرى، وكان ل«التحرير» حوار معه ليكشف لنا أسرار نجاح العمل. بعد عرض أكثر من 15 حلقة من أبو العروسة 2.. حدثنا عن ردود الأفعال؟ ردود أفعال مسلسل «أبو العروسة 2» فاقت كل التوقعات، بعد أن أصبح العمل لديه جماهيرية كبيرة في مصر والوطن العربي والبلاد الأوروبية، وسعيد جدا بما يحققه العمل على «يوتيوب» فكل حلقة يتم طرحها تحتل «تريند»، بعد عرض أكثر من 15 حلقة من أبو العروسة 2.. حدثنا عن ردود الأفعال؟ ردود أفعال مسلسل «أبو العروسة 2» فاقت كل التوقعات، بعد أن أصبح العمل لديه جماهيرية كبيرة في مصر والوطن العربي والبلاد الأوروبية، وسعيد جدا بما يحققه العمل على «يوتيوب» فكل حلقة يتم طرحها تحتل «تريند»، ولم أكن أتوقع أن يفوق الجزء الثاني نجاح الأول، على الرغم من أننا بذلنا مجهودًا كبيرًا، لكن كان هناك تخوف من عدم تقبل المشاهدين الجزء الثاني، وأتذكر أنني قلت مسبقًا لست من أنصار الجزء الثاني إذا لم يكن مكتوبًا بحرفية عالية، لكن بعد أن عرض عليّ سيناريو الجزء الجديد، كنت من أول المتحمسين للعمل.
ألم يصبك خوف من أن يفقد الجزء الثانى جماهيرية الجزء الأول من «أبو العروسة»؟ بالتأكيد كان هناك خوف، لأن من الصعوبة أن تنجح في الجزء الأول، وتحقق نجاحا فى الجزء الثاني بهذا الشكل، رغم أننا ما زلنا في بداية المسلسل، وهناك الكثير من الأحداث المثيرة، وغير المتوقعة التي تنتظر الجمهور، وأتذكر في أثناء التحضير ل«أبو العروسة2»، كان هناك تحد كيف أستطيع أن أجعل المشاهدين يجلسون أمام التليفزيون لمتابعة أحداثه حتى آخر حلقة.
ما الاختلافات بين الجزءين الأول والثانى من «أبو العروسة»؟ لا توجد اختلافات كبيرة بين الجزءين، فقط ما حدث هو إعادة فتح الخطوط الدرامية من جديد، وأرى أن أهم ما يميز الجزء الجديد هو عدم حدوث أي تغيير فى أبطاله، وأن الموسم الثاني من أبو العروسة عرض مباشرة بعد مرور 7 أشهر فقط، لنجد أن «زينة» أصبحت حاملًا، و«هاجر» تنتظر دخول الجامعة، وكان هذا سهلًا على المشاهد تقبله، على عكس «مسلسلات الأجزاء»، التي كانت تقدم على فترات زمنية متباعدة. هل كان مقترحًا من البداية تقديم جزء ثانٍ؟ بصراحة شديدة لم يكن مقترحًا، لكن تم التفكير في جزء ثان بعد النجاح الجماهيري، الذى حققه المسلسل، حيث أصبح هناك مطلب جماهيري بتقديم جزء جديد، حينها بدأنا نفكر لو كان هناك جزء ثان ماذا سنناقش؟ ولأن دراما أبو العروسة تتحمل ذلك بدأنا نناقش ذلك مع المنتج والسيناريست ونجوم العمل، وجميعهم بلا استثناء كانوا متحمسين للجزء الثاني، خاصة أن الورق كان أكثر من رائع. ما سر نجاح مسلسل «أبو العروسة»؟ سر نجاح مسلسل «أبو العروسة» هو بساطته وعرضه لمشكلات البيوت دون أي افتعال، وأعتقد أن الكثير من المشاهدين يجدون تشابهًا بينهم وشخصيات المسلسل، وبالتالي نجحت في تقديم الخلطة الدرامية التي من خلالها يقدر أي مشاهد أن يرى نفسه من خلالها، إضافة إلى أن العمل يناقش موضوعات من داخل المجتمع، على عكس ما نرى في أغلب الأعمال الأخرى، شخصا يتوفى، ويعود إلى الحياة مجددًا فى نهاية المسلسل. والفضل في نجاح «أبو العروسة» يعود إلى شركاء النجاح منتج العمل، الحدوتة التي كتبت باحترافية شديدة من قبل هاني كمال، وأيضًا مدير التصوير والموسيقى التصويرية والاستايلست والنجوم، لأنهم كانوا طبيعيين إلى أبعد الحدود.
عند إبلاغ نجوم العمل بأن هناك نية لتقديم جزء ثان.. هل رفض أحد المشاركة؟ لا، نهائيا بل على العكس كل الممثلين كان لديهم حماسة وحب لاستكمال المسلسل، وذلك بعد نجاحهم في الجزء الأول، وعلى وجه الخصوص الشباب لأنهم اشتغلوا فى أكثر من عمل قبل هذا المسلسل، ولكن شهرتهم اكتسبوها من خلاله، والجمهور أصبح يعرفهم بشخصيات المسلسل، وينادونهم فى الشارع بهذه الأسماء، وكان لدي إصرار شديد عند بدء الجزء الثانى أن لا يتغير أحد من فريق العمل بداية من عامل البوفيه وحتى النجوم، وأرى أنه إذا كان أحد قد قرر عدم إكمال دوره في الجزء الثانى كان سيخسر كثيرًا، بعد أن أصبح «أبو العروسة» عملًا قوميا.
أستنتج من هذا أن هناك نية لتقديم جزء ثالث.. ما تعليقك؟ لم نتطرق حتى هذه اللحظة إلى تقديم جزء ثالث، لكني أرى أن المسلسل يتحمل جزءًا ثالثا ورابعا وخامسا وسادسا، والله أعلم من الوارد أن لا أوجد فيه، لأن هذا يعود إلى ظروف الحياة التي نعيشها.
من الواضح للجميع خلو المسلسل من (العنف والألفاظ)، التى أصبحت فرضًا فى كل الأعمال.. هل هذا كان مقصودًا؟ نعم، لأن أحد أهداف الشركة المنتجة وكاتب العمل، تقديم دراما اجتماعية نظيفة لا يوجد بها لفظ خارج أو عري أو فعل شائن، وأنا من أنصار هذا وضد إقحام العنف والبلطجة على الدراما، وتقديمه على الشاشات تحت مسمى الجمهور عاوز كده وأعتقد أن نجاح المسلسل رغم خلوه من العنف والبلطجة يثبت صحة هذا الكلام، ومن النوادر أن «أبو العروسة» على مدار عرض الموسمين الأول والثاني لم يأت عليه أى تعليق سلبي، لأنه احترم عقلية الجمهور.
معنى ذلك.. أن «أبو العروسة» سيترتب عليه اختيارك لأعمالك المقبلة؟ بالطبع، لأن مسلسل «أبو العروسة» وضعنا جميعًا (مخرج- كاتب- النجوم المشاركين) في مأزق، ماذا ستقدم بعد ذلك؟ وليس لدي مشكلة في تقديم أكشن أو رومانسي أو اجتماعي، لكن هل سأقدم عملًا أضحك به على الجمهور أم عملًا جيدًا يحمل جميع مقومات النجاح، وأعتقد أني حصلت على شعبية جماهيرية من خلال «أبو العروسة»، لذلك لا بد أن أحترم الجمهور، وأقدم له عملًا يحترم عقليته، وأنا على استعداد أن أجلس دون عمل لمدة سنة، أفضل من تقديم عمل دون المستوى. كان لك تصريح بأن كواليس مسلسل «أبو العروسة» الأقرب إلى قلبك.. لماذا؟ لأني لم أرَ كواليس مليئة بهذا الحب، ويغلب عليها الطابع الأسري بهذا الشكل، فأنا أشعر أننى وسط عائلتي نأكل ونضحك ونبكي معًا، وحالفني الحظ أن أعمل مع نجمين بحجم الفنان سيد رجب والفنانة سوسن بدر، ولا أنكر أنهما عامل أساسي في النجاح، ولديهما ذكاء كبير، يقرآن في عينى عدم إعجابي بالمشهد، فيطلبان إعادته مرة أخرى من نفسيهما، رغم أن هذا عمل مرهق للغاية، إضافة إلى الالتزام الشديد من قبل كل فريق العمل، رغم أننا نصوّر أحيانًا أكثر من 16 ساعة يوميا، بسبب ظروف العرض المباشر، إلا أنهم متفهمون ذلك.
لماذا لجأت إلى الوجوه الجديد بدلا من الاستعانة بنجوم لهم أسماء معروفة؟ أنا من أنصار تقديم الوجوه الجديدة، وأرى أن هذه هي وظيفة المخرج الأساسية، والبعض يستسهل، ويعتمد على النجوم، وهذا لا يعني أننى أرفض العمل مع نجوم، لكن لا بد أن يكون لدى رؤية في إعادة اكتشاف المواهب الشابة، لأن نجاحهم فيما بعد نجاح لى، وليس لدى أزمة أن أعمل مع من لم يسبق لهم الوقوف أمام الكاميرا، إذا وجدتهم موهوبين.
كيف استطعت أن تجعل المشاهدين يصدقون سيد رجب فى دور الأب.. رغم أنه بارع فى أدوار الشر؟ سيد رجب كان موجودًا على الورق كبطل العمل قبل إسناد مهمة الإخراج إليَّ، ربما كان اختياره من قبل الشركة المنتجة، ولكن بعيدًا عن «أبو العروسة»، فأنا من معجبي سيد رجب، وأرى أنه ممثل لديه قدرات مثل محمود المليجى، لكنها لم تكتشف بعد، وكان لدي تحد كيف أجعل سيد رجب يتحب كأب، وهذا ما تحقق بالفعل لأن «أبو العروسة» عمل درامي هرمي أساسه الأب، فإذا كان شخصية ليست ملائمة العمل سيفشل حتمًا.
لماذا قلت إن مقارنة «أبو العروسة» ب«الحفيد وأم العروسة» ظلم لك.. رغم أن العملين ناجحان؟ لم أقصد هذا المعنى، فقط ما أردت أن أقوله هو أن المقارنة ظلم لحدوتة أبو العروسة، لأن وقتها كتب أن المسلسل مقتبس من الفيلمين، وهذا ليس صحيحًا، لأنه دراما اجتماعية بمشكلات عصرية.
