تواجه إسرائيل مشكلة سياسية كبيرة، حال قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلي عن دعمه لحلف شمال الأطلسي الناتو في المستقبل القريب، وهو ما سيفقد إسرائيل تأثيرًا سياسيًا. دقت طبول الفرقة أبواب التحالف التاريخي بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي المتمثل في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خاصة بعد أن شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضرورة تحمل الدول الأعضاء لمزيد من النفقات العسكرية بالحلف. وعلى الرغم من كون إسرائيل تعد مجرد شريك لحلف شمال الأطلسي، إلا أنها قد تتأثر بأي قرار تتخذه الولاياتالمتحدة بشأن الانسحاب من الحلف العسكري الكبير، لا سيما وأنه سهَل على تل أبيب العديد من المهام الدبلوماسية والسياسية مع الدول الأعضاء في الناتو. وأشارت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إلى أن انسحاب الولاياتالمتحدة من الناتو سيكون على رأس الملفات التي سيناقشها اللواء أفيف كوخافي، رئيس الأركان الجديد للقوات الإسرائيلية، والذي لديه قائمة طويلة من التحديات العسكرية للتخطيط، منها صواريخ وأنفاق حركتي حماس وحزب الله، وإيران وتهديدها المستمر ضد إسرائيل وأشارت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إلى أن انسحاب الولاياتالمتحدة من الناتو سيكون على رأس الملفات التي سيناقشها اللواء أفيف كوخافي، رئيس الأركان الجديد للقوات الإسرائيلية، والذي لديه قائمة طويلة من التحديات العسكرية للتخطيط، منها صواريخ وأنفاق حركتي حماس وحزب الله، وإيران وتهديدها المستمر ضد إسرائيل في سوريا، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية الإيرانية والبرامج النووية. إسرائيل في مأزق.. الاعتراف بالخطأ تعويض روسيا الوحيد عن إسقاط الطائرة في المقام الأول، تستفيد إسرائيل من حلف الناتو بسبب النفوذ الواسع للولايات المتحدة، فعلى الرغم من أن الناتو هو تحالف عسكري، ولكنه يستلزم أيضًا من أعضائه الأوروبيين القبول طواعيةً بالموقف القيادي للولايات المتحدة في القارة. وأوضحت الصحيفة في تحليلها السياسي لملف الانسحاب الأمريكي المحتمل من الناتو، أن حلفاء الولاياتالمتحدة خارج الحلف يستفيدون بقوة من النفوذ الأمريكي، وهو الأمر الذي ساعد إسرائيل في الحصول على مقعد على الطاولة كشريك في الناتو. وجود إسرائيل كجزء من الناتو، فتح الأبواب أمامها للتعاون مع الجيوش غير الأمريكية، وهو الأمر الذي ساعدها سياسيًا في منع السيناريوهات التصعيدية خلال لحظات التوتر بين إسرائيل وأعضاء حلف الناتو، وبشكل خاص تركيا. وأوضحت الصحيفة أن في حال انسحبت الولاياتالمتحدة من الناتو، سيكون ارتباط إسرائيل بواشنطن غير القادرة على التأثير بشكل موسع في الغرب بمثابة تحد جديد لتل أبيب، لا سيما في ظل عدم قدرتها على لعب دور تأثيري ونفوذي على غرار ما قامت به واشنطن في السنوات الماضية. وقال دانيال شابيرو، وهو خبير إستراتيجي في إسرائيل، إن التأثيرات يمكن أن تكون أكثر تحديًا مما تدركه تل أبيب، حتى وإن كانت تحتفظ بقدرات ضخمة في الدفاع عن نفسها. هل تسببت إسرائيل في سقوط طائرة الاستطلاع الروسية؟ وأضاف شابيرو: "الخطط العسكرية موضوعة للدفاع على إسرائيل في أي وقت وتحت أي سيناريو، لكن شراكتنا الأمنية مع الولاياتالمتحدة، وهي إحدى الركائز الأساسية الأخرى لسياسة إسرائيل الدفاعية، قد تدفع تل أبيب إلى التكيف مع أوضاع ما بعد الانسحاب الأمريكي من الناتو بطرق معقدة". وكشفت الصحيفة عن أن العلاقات بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي تتم بصفة يومية عبر القيادة الأوروبية الأمريكية، خاصة أن القوات التابعة للولايات المتحدة في ألمانيا هي التي تسافر إلى إسرائيل لإجراء تدريبات مشتركة، وهي نفسها القوات المسؤولة عن تحضير بطاريات صواريخ باتريوت لتعزيز القدرات الداخلية لإسرائيل والمساعدة في الدفاع عنها حال نشوب أي صراع عسكري. وبشكل عام، تبقى الوساطة الأوروبية مهمة للغاية في العلاقات العسكرية التي تجمع الولاياتالمتحدة وإسرائيل، لا سيما على المستوى السياسي، وهو الأمر الذي تسعى تل أبيب لتفاديه على مدى السنوات القليلة المقبلة. كيف أثر التدخل الروسي في سوريا على علاقاتها بإسرائيل؟ وبدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حريصًا على أن يسحب دعمه من الناتو، خاصة بعد أن طلب تخصيص كل دولة من الأعضاء ميزانية قدرها 2% لدعم الإنفاق العسكري في بلادها، وهو الأمر الذي قد لا يمكن للعديد منهم الوفاء به في المرحلة الحالية.