انفتاح أبوظبي على دمشق، خاصة في ظل استمرار أزمة حصار قطر، يرمي فضلا عن تقويض الحضور الإيراني في سوريا إلى ضمان ألا تكون الدوحة أو أنقرة سباقتين في التطبيع مع الأسد. في الوقت الذي ينشغل العالم والمنطقة العربية بتداعيات قمة العشرين، عملت أطراف خليجية، في مقدمتها الإمارات العربية المتحدة بعيدا عن الأضواء خلال الفترة الأخيرة من أجل إنعاش علاقتها بنظام الرئيس بشار الأسد الذي يسعى إلى ترجمة سيطرته الميدانية في سوريا لمكاسب سياسية إقليميًا، خاصة بعد تقارب الأردن وإعادة تطبيع العلاقات مجددا مع الأسد، الذي بدأ في إحكام قبضته على كافة الأراضي السورية، وهو ما دفع الدول الإقليمية لإعادة توجهها السياسي في شكل العلاقات مع البلد الذي مزقته الحرب على مدار 7 سنوات. البداية، كشف موقع "المصدر" الإخباري المقرب من النظام السوري، معلومات تفيد بأن المملكة العربية السعودية وسوريا تعملان من خلال قنوات خلفية عبر الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى مصالحة سياسية. ووفقا للموقع، فقد أعلنت أبو ظبي، التي جمدت علاقاتها مع دمشق منذ بداية الحرب في سوريا استجابة لضغوط سعودية، في حين يرى موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن انفتاح كل من أبوظبي على دمشق، خاصة في ظل استمرار أزمة حصار قطر، يرمي فضلًا عن تقويض الحضور الإيراني في سوريا، إلى ضمان ألا تكون الدوحة أو أنقرة سباقتين لإعادة علاقتهما مع النظام السوري. وأكد الموقع أن التنافس الخليجي للسيطرة على عدة ساحات قتال عزز تدخُّل أطراف غير عربية في عواصم رئيسية تقع في قلب العالم العربي، مثل دمشق والقاهرة وبغداد، فيما ترفض الإمارات والسعودية حقيقة أن تركيا وإيران هما حاليًا الدولتان الأكثر نفوذا في المنطقة. محللون أشاروا إلى أنه سواء أكان تقرب الرياضوأبوظبي من دمشق يتعلق بحاجة جيوسياسية، أو بهدف إيديولوجي هو احتواء نفوذ كل من تركيا وإيران وقطر، فكل هذه المستجدات تصب لا محالة في مصلحة طرف واحد هو نظام الأسد، بحسب الموقع البريطاني.