رغم عروض المهرجان القومي للسينما المميزة، وكونه أحد أهم وأعرق المهرجانات المصرية، إلا أنه في الآونة الأخيرة فقد بريقه، ولم يعد جاذبًا للنجوم وللجمهور. في التاسع والعشرين من أكتوبر المُنقضي، انطلقت فعاليات الدورة 22 من المهرجان القومي للسينما، أحد أهم المحافل الفنية المصرية، برئاسة المخرج الكبير الدكتور سمير سيف، وتحمل الدورة عنوان "السينما.. لحظات لا تُنسى" للتأكيد أن السينما تؤرخ لأجمل لحظات حياتنا وتنقل من واقعنا وتفاصيل حياتنا الكثير من المشاعر، واستمرت الفعاليات التي أُقيمت بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية وبمشاركة 15 محافظة في الفعاليات، حتى 4 نوفمبر الجاري، وشملت قائمة الأعمال المعروضة عدد 105 أفلام ما بين الروائية الطويلة والقصيرة التسجيلية وتحريك كارتون. وتضمنت عروض المهرجان العديد من الأعمال المميزة، ومنها، من فئة الأفلام الروائية الطويلة "علي معزة وإبراهيم" و"الفندق" و"الأصليين" و"فوتو كوبي"، ومن فئة الأفلام الروائية القصيرة "سلامة الشوف" و"ونس" و"بطاطا" و"عالم افتراضي"، ومن فئة الأفلام التسجيلية "هدية من الماضي" و"فستان ملون" و"عندي صورة" و"جومر"، وتضمنت عروض المهرجان العديد من الأعمال المميزة، ومنها، من فئة الأفلام الروائية الطويلة "علي معزة وإبراهيم" و"الفندق" و"الأصليين" و"فوتو كوبي"، ومن فئة الأفلام الروائية القصيرة "سلامة الشوف" و"ونس" و"بطاطا" و"عالم افتراضي"، ومن فئة الأفلام التسجيلية "هدية من الماضي" و"فستان ملون" و"عندي صورة" و"جومر"، ومن فئة أفلام التحريك "عمل أسود" و"كفرتيني" و"الحوت الحزين" و"لا أرى لا أسمع لا اتكلم"، وغيرها، وتقترب قيمة جوائزه من حاجز المليون ومائتي ألف جنيه. وشهدت فعاليات هذه الدورة تكريم 5 سينمائيين هم حسين فهمي، ونادية الجندي، والمونتيرة عنايات السايس، ومدير التصوير محمود عبد السميع، والناقد والمخرج السيد سعيد، وكلها أسماء تستحق التكريم، ولكن المفارقة أنه رغم عروض المهرجان المميزة، والأسماء المُكرمة، وكونه أحد أهم وأعرق المهرجانات المصرية، إلا أنه في الآونة الأخيرة فقد بريقه، ولم يعد جاذبًا للنجوم وللجمهور ولا يحظى بمتابعات إعلامية ولا صحفية إلا في أضيق الحدود. ولعل أحد أهم أسباب فقدان المهرجان لبريقه، هو غياب النجوم عن فعالياته، غالبية النجوم المصريين معروفون بأنهم دائمًا ما يغيبوا عن أي مهرجان لا يُكرمون فيه، حتى وإن كان المهرجان كبيرًا ويحظى بحفاوة، فما بالنا بالحضور في المهرجان القومي الذي يُعاني منذ سنوات؟ المقابل المادي الذي يتقاضاه النجم من إدارة أي مهرجان له أثر كبير أيضًا في قرار حضوره حفل الافتتاح أو الختام من عدمه، ومما لا شك فيه أن المهرجان القومي يُعاني ماليًا وليس لديه إلا ما يكفيه لتنظيم دورة كل عام، أما الآلاف التي يتقاضها النجم نظير تواجده لمدة ساعة في مهرجان ما لالتقاط الصور التي تُستغل للترويج له، فلا طائل للقومي بها. ورغم أن الكثير من النجوم بالفعل لن يطرقوا عتبة مهرجان إلا بمقابل مادي، إلا أن هناك آخرين إن قُدّمت لهم الدعوة سيحرصون على التواجد، يبدو أن هناك مشكلة في التواصل مع الكثيرين وحثهم على مساندة مهرجان عريق كالقومي للسينما، المخرج سمير سيف رئيس المهرجان، كان عليه أن يفعل ذلك بنفسه. لا ننسى الخطوة الموفقة التي أقدّم عليها سمير سيف هذا العام، بإقامة عروض الأفلام في 12 محافظة من الجنوب إلى الشمال، رغم أن العادة جرت أن يقام المهرجان في القاهرة فقط، لكنه أدرك أن مصر ليست القاهرة فقط، وفي ذلك فرصة لإثراء الصناعة الفنية في مصر، كما أنها فرصة جيدة لأن يشعر الجمهور مجددًا بأجواء المهرجان. المفارقة أنه رغم ذلك لم ينل المهرجان وعروضه البريق المستحق، بالتأكيد هناك تقصير إعلامي وصحفي كبير تجاه المهرجان وعروضه، ولكن المعادلة أصبحت طردية بنسبة كبيرة، فالتواجد الإعلامي مقرون بوجود نجوم، وبقدرة إدارة المهرجان على جذب الأنظار إليه، وطالما أن ذلك لم يحدث فلن تجد مردودا جيدا، ولكننا أيضًا لا نعفي أنفسنا من مسئولية التقصير تجاه المهرجان. الناقد الفني طارق الشناوي ذكر في السابق أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، كان يفكر في إلغاء المهرجان بسبب عدم حضور النجوم، أضاف: "تصدينا لهذا القرار واقترحنا حلولا للأزمة، وقلنا يجب أن نحاول لفت الأنظار وجذب الجمهور والنجوم للمهرجان ليعود إلى سابق عهده، وليس الحل في أن نلغيه". بالفعل الحل ليس في إلغاء المهرجان، ولكن الحلول تكمن في دعمه ماليًا بشكل أكبر من جانب وزارة الثقافة، ودعمه من قِبل النجوم بالمشاركة في فعالياته، ودعمه من قِبل وسائل الإعلام بالترويج لعروضه، ودعمه من قِبل الجمهور بحضور تلك العروض الثرية للغاية كل دورة بعدد يتجاوز ال100 عمل.