أعلنت الولاياتالمتحدة، نيتها الانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا، ويرى البعض أن موسكو هي المستهدفة من هذا القرار، إلا أن الصين هي المستهدفة. أشارت الولاياتالمتحدة في 20 أكتوبر الجاري، إلى أنها تنوي الانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1987، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، إن روسيا "تنتهكها لسنوات عديدة، ولن ندعهم ينتهكون الاتفاقية ويصنعون أسلحة، في الوقت الذي لا يسمح لنا بالقيام بذلك"، ولكن على الرغم من إلقاء اللوم على انتهاكات موسكو المتكررة للمعاهدة، فإن انسحاب أمريكا من معاهدة الأسلحة النووية لا يستهدف روسيا، ولا حتى يتعلق بالأسلحة النووية، لكنه يدور حول تنافس أمريكا مع الصين على النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أن الصين لم تكن من الموقعين على معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، التي تحظر تطوير أو نشر كل من الصواريخ الباليستية التقليدية والنووية، التي تطلق من البر، والتي يتراوح مداها بين 500 إلى 5 آلاف و500 كيلومتر. وقد سمح ذلك للصين ببناء ترسانة ضخمة من الأسلحة التقليدية وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أن الصين لم تكن من الموقعين على معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، التي تحظر تطوير أو نشر كل من الصواريخ الباليستية التقليدية والنووية، التي تطلق من البر، والتي يتراوح مداها بين 500 إلى 5 آلاف و500 كيلومتر. وقد سمح ذلك للصين ببناء ترسانة ضخمة من الأسلحة التقليدية الدفاعية، مثل الصاروخ الباليستي المضاد للسفن من طراز "DF-21" والذي يصل مداه إلى 1500 كيلومتر، وهو نوع من الأسلحة التي لا يمكن للولايات المتحدة تطويرها أو نشرها وفقًا للمعاهدة. وقد أدى هذا إلى أن تصبح أمريكا غير قادرة على منافسة الصين للسيطرة وفرض النفوذ في منطقة غرب المحيط الهادي، ففي حالة اندلاع نزاع بين البلدين، فإن البحرية الأمريكية ستجد نفسها في موقف ضعف، حيث ستضطر إلى الاعتماد على أنظمة صاروخية بحرية قديمة، مثل صاروخ "توماهوك"، وحاملات الطائرات الضعيفة، في مواجهة أسلحة الدفاع الفتاكة التي يمكن للصين إخفائها بسهولة. لماذا انسحب ترامب من معاهدة السلاح النووي مع روسيا؟ وترى المجلة الأمريكية أن هذا يمثل مشكلة لأمريكا، مشيرة إلى ما قاله كريستوفر جونسون كبير محللي الصين السابق في وكالة المخابرات المركزية، إنه "في أي اندلاع لحرب جوية، سنقوم بعمل عظيم في اليومين الأولين"، لكن "يجب علينا بعد ذلك نقل كل شيء إلى اليابان، وحينها لن يكون بإمكاننا شن غارات جوية كافية يمكنها الضرب في عمق البر الرئيسي الصيني". وأضاف أنه "بدون القدرة على ضرب الأنظمة المضادة للسفن في البر الرئيسي، فإن حاملات الطائرات الأمريكية التي ستنتشر قبالة الساحل الصيني ستكون في مواجهة خطر غير مسبوق". ولذلك، فإن انسحاب الولاياتالمتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، سيساعد على عكس هذه الديناميكية، وقد يؤدي إلى سيناريو مظلم بالنسبة للصين. «بيحلم بعالم أحادي القطب».. موسكو ترد على ترامب حيث يمكن نشر الصواريخ الأمريكية الجديدة، التي ربما تبدأ بنسخة أرضية من صواريخ "توماهوك" لتتوسع مستقبلًا وتشمل الصواريخ الباليستية المشابهة للصواريخ الصينية من طراز "DF-21" و"DF-26"، في أماكن يصعب على الصين استهدافها، مثل شمال اليابان، وجزيرة "غوام"، وجنوب الفلبين، أو حتى شمال أستراليا. وترى "ناشيونال إنترست" إن هذه الأسلحة ستكون بمثابة حجر الزاوية لاستراتيجية عسكرية أمريكية جديدة في منطقة غرب المحيط الهادي، ستكون قادرة على ردع واحتواء العدوان العسكري الصيني دون أن تضع السفن الأمريكية في خطر كبير. علاوة على ذلك، فإن مثل هذه الاستراتيجية لديها القدرة على أن تكون أقل تكلفة من ناحية الأموال والأرواح، من الاعتماد على مجموعات قتالية منقولة، للحفاظ على السيطرة على البحر. أمريكاوالصين توافقان على تعاون جوي عسكري وفي غضون ذلك، حذر العديد من المحللين في مجال مراقبة التسلح، من أن انسحاب الولاياتالمتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، من الممكن أن يثير "سباقًا صاروخيًا" جديدًا، فيما أعلن السياسي الروسي ألكسي بوشكوف، أن انسحاب الولاياتالمتحدة من المعاهدة، سيكون بمثابة "ضربة قوية للنظام العالمي بأكمله". إلا أنه في سياق التنافس بين الولاياتالمتحدةوالصين، يمكن أن تكون النتيجة مزيد من الاستقرار الاستراتيجي في العالم أجمع، وذلك من خلال وجود ما يردع الصين من التورط في ممارسات، قد تدفع الولاياتالمتحدة إلى شن هجوم، والدخول في حرب معها.