الزوجة لم تتعلم الطهى وأعمال المنزل فحاول زوجها مساعدتها فى البداية لكن ضاق به الأمر فبات يوبخها ورفض الإنجاب منها لحين إصلاح أحوالها.. إلا أن زوجته قررت الخلع رأفة به تبهرنا قضايا الأسرة كل يوم بالجديد والغريب من التفاصيل الاجتماعية والإنسانية فى كل دعوى، وفيما يتعلق بقضايا الخلع منها لا تحوى الأوراق عادة التفاصيل الدقيقة للخلاف وإنما يكفى أن تذكر فيها المرأة أنها تطلب التفريق بينها وبين زوجها بطلقة بائنة بالخلع وأنها تخشى ألا تقيم حدود الله حال استمرارها فى الزواج، وغالبًا جميع دعاوى الخلع محكوم فيها لصالح الزوجة، إلا أنه وبالحديث مع صاحبة إحدى تلك الدعاوى بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، قالت: "والله حرام.. أنا طالبة الخلع منه لأنى مش عايزة أظلمه معايا". فتحت كلمة الزوجة صاحبة الثلاثين عامًا سيلًا من الأسئلة: هل هى مريضة أم عاقر أم أنها تعاني من أشياء كارثية تجعلها تشفق على شريك حياتها وتصر على الفراق بينهما رغمًا عن إرادته، لكن توضيح أسبابها لطلب الخلع كان أكثر غرابة، إذ بدأت حديثها بالإشارة إلى محاسن وخلق زوجها: "هو ابن ناس متربى وكريم ومرتاح ماديا فتحت كلمة الزوجة صاحبة الثلاثين عامًا سيلًا من الأسئلة: هل هى مريضة أم عاقر أم أنها تعاني من أشياء كارثية تجعلها تشفق على شريك حياتها وتصر على الفراق بينهما رغمًا عن إرادته، لكن توضيح أسبابها لطلب الخلع كان أكثر غرابة، إذ بدأت حديثها بالإشارة إلى محاسن وخلق زوجها: "هو ابن ناس متربى وكريم ومرتاح ماديا ويتحب"، وطالت سلسلة المدح وكنا فى انتظار كلمة "لكن" وجاءت وقالت الزوجة بعدها: "أنا اللى مستهلوش.. هو خسارة فيا.. نفسي يبدأ حياة جديدة مع ست بيت شاطرة تدلعه وتراعيه وتهتم بيه". وتوضح صاحبة دعوى الخلع أنها فتاة مدللة، وكانت وحيدة والديها على الإطلاق، لا تعرف عن شؤون المنزل شيئا ولا تهتم إطلاقا، وكانت كلما همت لعمل شيء فى منزل أسرتها ولو جلب كوب ماء لنفسها تقول لها والدتها: "خليكي إنت يا حبيبتى أنا هجيبهولك"، وتتابع: "من الآخر أخدت على الدلع وعدم تحمل المسؤولية.. والمصيبة الأكبر إنى لما عرفت عيوبى بعد الزواج وأن الحياة بين زوجين لا تستقيم مع هذا، وجدتني لا أملك طاقة ولا قدرة للتغيير". وتتابع الزوجة: لا أعرف كيف أطهو وكل محاولاتى وتجاربى من وصفات الإنترنت باءت بالفشل، ورغم غلاء المقادير وانتظامي فى الخطوات، حتى المنزل لا أقدر على تنظيفه كاملًا، وزوجى يرفض جلب سيدة لمساعدتى فى التنظيف ولو مرة فى الأسبوع، وتقول: "كان عارف قبل الجواز وقالى هتتعلمى وهستحملك لكن بشرط.. مبحبش حد غريب يدخل بيتي فمتجيش تقولى أجيب واحدة تساعدنى والكلام ده نهائى". فى بداية الزواج كان الزوج يحاول مساعدة زوجته وتعليمها ومشاركتها فى الأعمال المختلفة بعد البحث عن التفاصيل على الإنترنت، وكان يتحمل الأكل المهترئ لكثرة السواء أو حتى شبه المحترق لنسيانه وكذلك الطعام قليل النضج، وكان يمزح ويخفف عنى ويقول لى: "بكرة تتعلمي"، لكن مر عام ونصف العام على بداية الزواج وأنا محلك سر، وبدأ زوجى يتضايق ويعاملنى بحدة، إذ بات يرفض شراء طعام جاهز، بل ويأخذنى من يدي إلى السوق ويقول لي: "شوفى كل اللى يلزمك أجيبهولك تطبخي زى بقية البنات.. مفيش أكل من بره". وفقد الزوج الأمل فى أن تصبح زوجته "ست بيت شاطرة"، وبعدما كان يساعدها ويغسل معها الأطباق ويحاول ترتيب المنزل معها، بات يلوم زوجته ويوبخها على إهمالها وتقصيرها، وعدم اهتمامها لا بطعامه ولا بملابسه ولا حتى نظافة المكان، وكان يقول لها فى توبيخه إياها: "أمّال لو خلفتى عيل هتعملى فيه إيه؟"، وتوضح صاحبة دعوى الخلع أنها وزوجها كانا متفقين على تأخير الإنجاب لمدة عام فى بداية الزواج، إذ كانا يحلمان بالاستمتاع بحياتهما منفردين فى البداية خاصة أن فترة خطبتهما لم تستمر سوى شهرين فقط، لكن بعد انقضاء السنة رفض زوجها فكرة الإنجاب بحدة قائلًا: "هو انت عارفة تطبخي لقمة لنفسك لما تجيبي عيل تهمليه وتبهدليه". ومع الوقت تزايدت الخلافات بين الزوجين وتدخلت فيها الحموات، وتطورت المواقف إلى أن تكرر ترك الزوجة بيت زوجها لحدة مشاجراتهما بسبب أعمال المنزل، حتى قررت أخيرًا طلب الطلاق، ليتهمها زوجها بالجنون، إذ بدلًا من المحافظة على بيتها وتعلم إصلاح أحواله تريد هدمه، لكنها أصرت ومع إصرار زوجها على التمسك به قررت طلب الخلع مشددة فى حديثها: "أنا مستحقهوش.. فعلًا حرام أظلمه معايا".