بدأ تشكيل كتائب الزينبيات في معاقل الميليشيا قبل الانقلاب على الشرعية واقتحام صنعاء وتم إرسال المجموعة الأولى منهن إلى إيران حيث تلقين التدريبات رافعات شعارات ميليشيا الحوثي، مرتديات بالطو مع نقاب أو لثام ويرددن صرخات معينة، يسرن في شوارع اليمن حاملات السلاح والعصى الكهربائية لفض الاحتجاجات النسائية وبث الرعب في نفوس السيدات والأطفال.. كتائب «الزينبيات» مجموعة نساء يتبعن ميليشيا الحوثي، وظهرن لأول مرة في الشارع اليمني عام 2014، برفقة المقاتلين في الجبهات، وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ الصراعات العسكرية اليمنية، حتى إن ناشطين علقوا على الأمر بأنه يكشف بوضوح حالة الضعف الكبير الذي ينتاب صفوف ميليشيات المتمردين ومدى الاستنزاف الكبير في صفوف مقاتليها. الاعتداء على الناشطات والسيدات اليمنيات والتجسس على منازل المعارضين، ومحاولة تجنيد نساء أخريات للانضمام للحوثي، هي أهم المهام الموكلة ل«الزينبيات»، فمن هن؟البداية«بدأ تشكيل كتائب الزينبيات في معاقل الميليشيا قبل الانقلاب على الشرعية واقتحام العاصمة اليمنية صنعاء» وذلك حسب تصريحات مصادر لوكالة «2 ديسمبر» الاعتداء على الناشطات والسيدات اليمنيات والتجسس على منازل المعارضين، ومحاولة تجنيد نساء أخريات للانضمام للحوثي، هي أهم المهام الموكلة ل«الزينبيات»، فمن هن؟ البداية «بدأ تشكيل كتائب الزينبيات في معاقل الميليشيا قبل الانقلاب على الشرعية واقتحام العاصمة اليمنية صنعاء» وذلك حسب تصريحات مصادر لوكالة «2 ديسمبر» اليمنية، مضيفة: «النساء في الكتيبة بدأن بترتيب التظاهرات ونشر أفكار الحوثي الطائفية بين النساء، ثم أسند إليهن مهمات أمنية وإلكترونية واستخباراتية بعد خلو صنعاء من ميليشيات الحوثي التي ذهبت إلى جبهة الساحل الغربي، حيث تقضي آخر أيامها في الاستماتة من أجل عدم سقوط الحديدة بيد القوات المشتركة والتحالف العربي». التدريب «تم إرسال المجموعة الأولى من الزينبيات -وهن من زوجات وشقيقات حوثية من الصف الأول- إلى إيران، حيث تلقين تدريبات على يد خبراء إيرانيين».. تقول المصادر، موضحة: «بعد عودتهن إلى اليمن كانت المهمة الأولى تشكيل قوة من النساء عرفن بالزينبيات، وتم تكوين مجموعات تدريبية في معاقلهن وبالمقدمة صنعاء، كما شملت المهام ترتيب تظاهرات للنساء ونشر أفكار طائفية بينهن، وبذلك نجحن في تدريب المئات على استخدام الأسلحة وقيادة المركبات بمساعدة خبراء حوثيين ولبنانيين، حتى وصل عدد الزينبيات إلى 3 آلاف و500 فتاة». تشير المصادر إلى أنه «مع خلو صنعاء من عناصر ميليشيا الحوثي والمشرفين عليها انتشرت الزينبيات وبدأن تنفيذ مهام عدة، أهمها اختطاف فرق خاصة بالكتبية عددا من النساء، بجانب حملات اعتقالات لناشطات مناهضات للانقلاب ليتم اقتيادهن إلى أماكن مجهولة، كما اندمجت الزينبيات في جهاز الأمن الوقائي التابع لميليشيا الحوثي، إذ تلقين تدريبات على يد قادة الجهاز»، وذلك حسب «يمن نيوز» جيش إلكتروني «هناك مجموعة من الزينبيات هن جيش نسائي إلكتروني له مهام تقتصر فقط على الهاتف والكمبيوتر، يعملن على تحسين صورة الميليشيا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشكلن حملات إعلامية بلغات عدة، يديرنها بأسمائهن وأسماء مستعارة، داخل اليمن وخارجه».. توضح مصادر «يمن نيوز»، مضيفة أن «الزينبيات» أكثر من مجموعة، فهناك «الوقائيات» ويعملن بشكل منفصل وسري، وهن متخصصات بالتجسس على منازل المعارضين وجمع المعلومات عنهم ورصد تحركاتهم، إذ تم توزيعهن بحسب مناطق السكن، ورغم تدريبهن في جهاز الأمن الوقائي فإنهن مجموعة منفصلة عنه ويعملن في الاستخبارات الحوثية بقيادة أبو علي الحاكم. استنساخ للتجربة الإيرانية «المهام الموكلة للزينبيات مؤشر على محاولة الحوثي استنساخ التجربة الإيرانية بتفاصيلها، فالنساء في قوات الباسيج الإيرانية يستخدمن في تنفيذ الاعتقالات والاختطاف وكشرطة أخلاقية للنساء اللاتي لا ترتدين الحجاب، ومطاردة الناشطات والاعتداء على المتظاهرات، وهي نفس مهام الزينبيات»، وذلك حسب وكالة «2 ديسمبر». رد فعل الشارع اليمني لا تلقى «الزينبيات» أي قبول بالشارع اليمني، إذ يعتبرهن كثير من النشطاء -حسب «يمن نيوز»- دخيلات على المجتمع، ولا يمثلن المرأة اليمنية المعروف عنها الحشمة والتعفف والوقار، فيما أكد مراقبون أن تجنيد النساء لتنفيذ مهام عسكرية وأمنية مؤشر خطير على كارثية عقلية الميليشيا، إذ تم إدخال النساء في دائرة الصراع وتحويلهن لأداة قمع لمن يختلفن عنهن، ويتطور الأمر أحيانا للقتل بسبب الشحن الطائفي. ويقول الناشط الحقوقي أمين حميد -حسب موقع «الشاهد نيوز»- إن «المرأة التي تنتمي إلى الحوثي أصبحت مجرد أداة تم تعبئتها لتحقق أهداف الميليشيا فتداهم المنازل وتحمل السلاح، وتنفذ أي عمل يوكل إليها من قيادتها السياسية التي محت أنوثتها وحولتها لمجرد آلة تخدم انقلابهم الدموي». أحدث جرائم «الزينبيات» في أكتوبر الجاري، أقدمت جماعة الحوثي على اقتحام سكن الطالبات داخل جامعة صنعاء بمشاركة فرق من المجندات الحوثيات من كتائب «الزينبيات»، اللاتي قمن بالاعتداء على الطالبات وتفتيش التليفونات الخاصة بهن، ما أثار الذعر والهلع بين طالبات السكن، وذلك على خلفية مزاعم الدعوة إلى الخروج للتظاهر ضد الحوثيين في ثورة الجياع، وهذا الاتهام زعمه مدير سكن الطالبات، وهو من الحوثيين.
وقبل هذا الحادث بيومين، أقدمت جماعة الحوثي وكتائب «الزينبيات» التابعة لها على اعتقال عشرات الطلاب والطالبات من جامعة صنعاء كما اعتدت بالضرب على عدد منهم، كما حشدت الجماعة الانقلابية كتيبة من المقاتلين المسلحين داخل جامعة صنعاء لإرهاب الطلاب واستفزازهم بترديد شعارات طائفية لتأييد الجماعة الحوثية، بهدف إطفاء أي رغبة في التمرد. وحسب الإحصائيات الرسمية قتل الحوثيون مئات اليمنيات، من سبتمبر 2014 حتى مايو 2018، وذكر وزير حقوق الإنسان في اليمن محمد عسكر: «ميليشيا الحوثي قتلت 814 امرأة وأصابت 4 آلاف و179 أخريات».
وتعد الألغام المضادة التي يزرعها الحوثيون من أهم الوسائل التي تحصد في الغالب أرواح النساء والأطفال، إذ تعرضت المئات من النساء لإعاقات دائمة بسبب تلك الألغام، فيما يوثق تقرير منظمة «رايتس رادار» الحقوقية، الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة اليمنية منذ انقلاب الحوثي، ومنها: «عنف، تحرش لفظي وجنسي، انتهاكات جسدية وصلت حد الاغتصاب والقتل، زواج قاصرات، إصابات، احتجاز غير قانوني، الحرمان من التظاهر والوقفات الاحتجاجية، إعاقة المرأة عن الحصول على حقوقها في التعليم والرعاية الصحية».
المرأة اليمنية تواجه رغم ما تتعرض له المرأة اليمنية من انتهاكات، فإنها لم تصمت تجاه انتهاكات الحوثي، إذ توجهت للعمل في مجالات الإغاثة الإنسانية لتوفير الدعم الاجتماعي والنفسي والاقتصادي لضحايا الحرب، وشكلت النساء، في إبريل 2016، جمعية سرية باسم «أمهات المختطفات» للبحث عن الرجال المختفين قسريا، بجميع انتماءاتهم السياسية، وباختلاف الجهة التي تقف وراء اعتقالهم، ومنهم الحوثيون، ووثقت الجمعية خلال عام واحد 1866 حالة اختطاف، بينها 35 سيدة و48 طفلا، وكلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كما أسهمت في الإفراج عن 723 حالة.