أثار مقترح معاملة لاعبي شمال إفريقيا كلاعبين محليين في مصر حفيظة مدربي ومسئولي التعاقدات في أندية الدوري ودفعهم للتحذير من أن القرار سيقتل المواهب ويدمر الكرة المصرية حالة من الارتباك ضربت الوسط الكروي بعد المقترح، الذي اتفق عليه اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم (مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب) بالتعامل مع لاعبي شمال إفريقيا، معاملة اللاعب المحلي، مثلما يحدث في دول الاتحاد الأوروبي. عصام عبد الفتاح، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، أعلن أن هناك اجتماعًا في ديسمبر المقبل لتطبيق القرار في مصر. في الوقت الذي بادر الاتحاد التونسي وطبّق المقترح بداية من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.. «التحرير» استطلعت أراء مدربي وممثلي أندية الدوري الممتاز، والمفاجأة أن أغلبهم يرى أنه قرار عشوائي يضر الكرة المصرية. مختار مختارالمدير الفني للإنتاج الحربي، قال: "الفكرة ليست في صالح الكرة المصرية، لأن الأندية المصرية لن توافق على رحيل نجومها لدوريات شمال إفريقيا التي تحوى عددا ضخما من النجوم المميزين، وبالتالي سوف يتأثر المنتخب الوطني".وتابع: "نحن نعاني في مصر من نقص المهاجمين. بعد هذا القرار سنفتقد وجود اللاعبين مختار مختار المدير الفني للإنتاج الحربي، قال: "الفكرة ليست في صالح الكرة المصرية، لأن الأندية المصرية لن توافق على رحيل نجومها لدوريات شمال إفريقيا التي تحوى عددا ضخما من النجوم المميزين، وبالتالي سوف يتأثر المنتخب الوطني". وتابع: "نحن نعاني في مصر من نقص المهاجمين. بعد هذا القرار سنفتقد وجود اللاعبين المصريين في كل المراكز، كما أن القرار لن يكون في صالح الفرق الصغيرة لأن ميزانية معظم الأندية لن تسمح باستقدام لاعب واحد في الفريق، لسبب بسيط أن مرتب لاعب واحد بثمن ميزانية نادي بالكامل". حلمي طولان يرى المدير الفني للاتحاد السكندري، أن المقترح له سلبيات عديدة، أولها أن معاناة المنتخب الوطني في البحث عن لاعبين في بعض المراكز ستزداد، ويكفي أننا معندناش مهاجمين مميزين بخلاف وليد أزارو وكابونجو كاسونجو. وشدد طولان على أن لاعبي شمال إفريقيا أسعارهم عالية مقارنة باللاعبين المحليين، ومن ثم لن يستفيد من هذا القرار إلا الأهلي والزمالك وسموحة وبيراميدز، أي الأندية التي تمتلك رأسمالًا كبيرًا. وطالب طولان في حالة الموافقة على تطبيق هذا المقترح ألا تغالي الأندية في طلباتها المالية نظير احتراف اللاعب المصري حتى نعوض من خلاله زيادة رقعة الاختيار لدى المدير الفني للمنتخب الوطني. على ماهر المدير الفنى لفريق سموحة، قال: "الاقتراح له إيجابيات عديدة، أبرزها زيادة عدد اللاعبين المميزين في الفريق، وتقريب مستويات الأندية، وإزالة الفوارق بين الدول العربية، وتقوية العلاقات والترابط بينهم، إضافة إلى تأهيل اللاعبين المصريين لخوض تجربة الاحتراف تدريجيًا، حيث سيكون لعبهم في أندية شمال إفريقيا تمهيد للاحتراف الأوروبي. ويرى على ماهر أن لكل شيء إيجابيات وسلبيات، فمن أهم السلبيات لهذا الاقتراح القضاء على لاعبي مركز المهاجم الصريح في مصر، حيث إن معظم التعاقدات تكون في هذا المركز، والمهاجم الإفريقي الذي يلعب بشكل أساسي مع معظم الأندية المصرية كان بديله محليا، لكن بعد تطبيق القرار لن يكون للمهاجمين المصريين أي تواجد. طارق العشري المدير الفني لفريق حرس الحدود يرى أن القرار سيكون له إيجابيات وسلبيات، مؤكدًا أنه سيمنح الدوري قوة ومنافسة بسبب تميز لاعبي شمال إفريقيا في الجزائر، ليبيا، تونس، والمغرب، إضافة إلى أنه سيمنح الفرصة للاعبين للظهور في الدوريات العربية بشمال إفريقيا، والتعرف عليهم جيدًا من خلال الاحتكاك القوي، إضافة إلى المبالغ المالية التي سيتقاضها العديد من لاعبينا. وعن النواحي السلبية للقرار رد العشري قائلاً: "يأتي على المنتخب المصري بضرر كبير لأن المدير الفني للمنتخب لن يشاهد إلا لاعبين لا يحملون الجنسية المصرية وستزداد معاناتنا مع المراكز التي تحتاج للدعم. هادي خشبة مدير الكرة بنادي بيراميدز، يرى أن هذا القرار جيد جدًا، ولا بد من دراسته وتقنين عدد اللاعبين الذين سيتم التعاقد معهم، موضحاً أنها تجربة لا بد من أن تخوضها الكرة المصرية وتطبقها من الناحية العملية لكي يتم الحكم عليها بشكل واقعي. وطالب خشبة بضرورة أن يكون هناك انفتاح على الكرة العربية بشكل عام والاستفادة من كل المدارس المتاحة بشرط أن يتم تقنين التعاقدات مثلما يحدث في الدوريات الأوروبية الكبرى، مؤكدًا أن كل ناد سيكون له احتياجاته، ومن يستفيد سيرى هذا الأمر جيد، ومن لن يستفيد منه سيعارض تطبيق التجربة. محمد فضل يرى مدير التعاقدات بالنادي الأهلي أن قرار اعتبار لاعب شمال إفريقيا لاعبًا محليًا له سلبيات وإيجابيات، وأن النادي الأهلي سيستفيد منه من ناحيتين، الأولى زيادة أعداد اللاعبين المعروضين في سوق الانتقالات، والثانية تخفيض أسعار اللاعبين بعدما ارتفعت بطريقة مبالغ فيها. وشدد فضل على أن أبرز سلبيات القرار أن المنتخبات الوطنية لن تجد مواهب كثيرة، بسبب فتح السوق على اللاعبين غير المحليين، ومثلما تعاني مصر في الوقت الحالي مثلًا في مركز رأس الحربة قد تتأثر بعض المراكز الأخرى. وأشار مدير التعاقدات بالأهلي إلى أن من الضروري جدًا تطبيق هذا القرار، مع وضع قيود عليه بربطه بعدد معين من اللاعبين وليس تطبيقه مفتوحا دون قيد أو شرط حتى لا تعاني الكرة المصرية من سلبياته. أمير عزمي مجاهد شدد مدرب الزمالك على أن هذا القرار يأتي بالنفع على الكرة المصرية مثلما حدث في الدوري الإسباني، وقد يأخذ الكرة المصرية إلى مكان مميز، موضحًا أن ريال مدريد مثلًا يلعب ضمن صفوفه العديد من اللاعبين الأوروبين غير الإسبان ويتم التعامل معهم على أنهم لاعبون محليون، وكذلك الأمر بالنسبة لبرشلونة ومعظم دوريات قارة أوروبا. واشار أمير عزمي إلى أن المقترح سيساهم في زيادة متابعة الدوري المصري من دول شمال إفريقيا، مثلما حدث مؤخرا بعد انضمام حمدي النقاز وفرجاني ساسي للزمالك وعلى معلول ووليد أزارو للنادي الأهلي. وطالب مدرب الزمالك، قبل أن يتم تطبيق التجربة دراستها بشكل جيد أولا، وتقنين التعاقدات ثانيا، حتى لا تحقق نتائج إيجابية للكرة المصرية بدلاً من تطبيقها بشكل يتسبب في ظهور السلبيات فقط.
محمد حلمي أكد المدير الفني لفريق طلائع الجيش، أن تطبيق هذا الاقتراح سيكون له أضرار عديدة على الكرة المصرية، قائلًا: "قرار عشوائى يحتاج للدراسة والبحث قبل تطبيقه، لا سيما أن أضراره كثيرة على الكرة المصرية". وأشار حلمي إلى أن هذا القرار سيرفع المقابل المادي الذي يتقاضاه اللاعبون ، فضلا عن أن المواهب المصرية سوف تتعرض لظلم فادح، موضحاً أن تطبيق هذا الاقتراح خطر كبير على المنتخب الوطني الذي تأهل لكأس العالم في روسيا وتوج بكأس إفريقيا باللاعبين المحليين فلماذا نقضى على فرصهم في أنديتهم بهذا القرار؟ محمد محسن أبو جريشة رفض المدرب العام للنادى الإسماعيلى الفكرة، قائلًا: "وجود أربعة محترفين أجانب فى قوائم الأندية المصرية ليس بالعدد القليل حتى نبحث عن زيادته، هذا العدد كافٍ للغاية وزيادته ستؤدى لقتل المواهب المصرية". وعن سلبيات التجربة قال أبو جريشة: "نعانى من أزمة فى المهاجمين بشكل عام في صفوف منتخب مصر ومع تطبيق القرار ستتحول المعاناة لأزمة فعلية لن تجد حلاً ولنا فى قرار منع احتراف الحراس الأجانب خير دليل، فلقد ساهم فى ظهور حراس مصريين مثل محمد الشناوى حارس الأهلى وعواد، ولا بد أن نعي جيدا أننا نلعب الكرة من أجل المنتخب، لذا علينا البحث عن مصلحته فقط دون النظر لشيء آخر".