طائرات الدرونز متاحة للشراء على الإنترنت للأفراد وبأسعار منخفضة، وتستطيع الهرب من أجهزة الرادار كما يمكن لمن يشغلها أن يتخلى عن تسييرها في حالة ملاحقة الأجهزة الأمنية له مع كل تطور تكنولوجي تشهده البشرية لخدمة تقدمها ورفاهيتها، لا يتوانى الإرهاب عن تحويل هذا التطور إلى سلاح ضد البشر وأمنهم، ومن هذه التكنولوجيا سلاح الدرونز الذي استكثر الإرهابيون من استخدامه في عملياتهم. ما هي الدرونز؟ الطائرات بدون طيار (unmanned Arial Vehicle) أو طائرة الدرون هي طائرة مبرمجة ومسيرة عن بُعد من خلال غرفة تحكم أو ريموت كنترول، وتتعدد الاستخدامات الخاصة بالطائرة بدءً من توصيل الطلبات للمنازل (ليفري) حتى حمل المتفجرات وأجهزة الاستطلاع، والقيام بعمليات عسكرية ضد أهداف مدنية وعسكرية. وللطائرات بدون طيار تاريخ طويل مرتبط بتاريخ تطور الطيران ذاته، فكان أول إنتاج للطائرة سنة 1924 كأهداف متحركة للمدفعية، ثم ظهرت ثانية في الستينيات في حرب فيتنام، وكانت الولاياتالمتحدة هي المحتكرة لصناعة الطائرات بدون طيار ثم كسرت إسرائيل وبريطانيا هذا الاحتكار واليوم تنتج وتستخدم الطائرة حوالي 68 دولة وللطائرات بدون طيار تاريخ طويل مرتبط بتاريخ تطور الطيران ذاته، فكان أول إنتاج للطائرة سنة 1924 كأهداف متحركة للمدفعية، ثم ظهرت ثانية في الستينيات في حرب فيتنام، وكانت الولاياتالمتحدة هي المحتكرة لصناعة الطائرات بدون طيار ثم كسرت إسرائيل وبريطانيا هذا الاحتكار واليوم تنتج وتستخدم الطائرة حوالي 68 دولة حول العالم من بينهم 19 دولة لديها تكنولوجيا الدرون عسكريًا. وللطائرة استخدامات مدنية مهمة في الزراعة والري، عمليات المراقبة في المحميات الطبيعية لمنع الصيد الجائر، التصوير في السينما، ونقل المواد الغذائية. وتتعدد استخداماتها العسكرية فهي توصف بأنها كالصقور في السماء 24ساعة في ال7 أيام، حيث يمكن تسيير الطائرات الموجهة عن بُعد لمدة يوم كامل، وذلك لقلة استهلاكها للوقود في تصوير الأهداف الأرضية والجوية، والقيام بعمليات عسكرية ضد أهداف مدنية وعسكرية. وتتراوح أسعار الطائرة من 250 دولارًا ويمكن شراؤها من على موقع أمازون، لتصل إلى 70ألف دولار للطائرات التي تتمتع بقدرات عسكرية فائقة. كيف وصلت الطائرة إلى الإرهابيين؟ بدأ الاستخدام الكثيف لطائرات الدرونز في إطار استراتيجية الحرب على الإرهاب التي أطلقتها الولاياتالمتحدة، حيث أثبتت فعاليتها في حرب أفغانستان ثم في العراق، وشهد عصر الرئيس السابق "أوباما" توسعًا غير مسبوق في استخدام الطائرات بدون طيار تحت لافتة الحرب على الإرهاب فيما عُرف بحرب الدرونز، وقد خلفت الألاف من الضحايا خاصة من المدنيين. ومع ظهور داعش في العراقوسوريا وتوسع التنظيم في تجنيد متعاطفين معه في أروبا والولاياتالمتحدة، حذرت مؤسسة RAND من إمكانية قيام إرهابيين متعاطفين مع داعش بإطلاق هجوم على الولاياتالمتحدة من داخلها أو من دول مجاورة لها باستخدام طائرات الدرون وقد أخذت وزارة الداخلية التحذير في الاعتبار ووجهت الشرطة في الولايات بضرورة التحسب لمواجهة مثل تلك التهديدات. وبالفعل في 23 أغسطس 2014 تمكن داعش لأول مرة من إعلان امتلاكه للطائرة بدون طيار من خلال فيديو نشره يحتوي على مشاهد تصوير جوى قال التنظيم أنها تمت بطائرة بدون طيار تابعة للتنظيم. لماذا يستخدم الإرهابيون الطائرة؟ لا يتوقف استخدام داعش أو غيره للطائرة على استغلال ميزة واحدة، وفضلا عن كون الطائرة متاحة للشراء على الإنترنت للأفراد وبأسعار منخفضة، فهي أيضًا تستطيع الهرب من أجهزة الرادار، كما يمكن لمن يشغلها أن يتخلى عن تسييرها في حالة ملاحقة الأجهزة الأمنية له، أو تفجيرها ذاتيًا من خلال جهاز التحكم دون أن يُصاب بضرر، ما يعني أن الاستخدام الواسع للطائرة ستوفر بديًلا للعمليات الانتحارية. ولم يكن داعش وحده هو من تمكن من كسر احتكار الدول لتسيير الطائرة، فقد سبقه حزب الله في لبنان حيث تمكن من استخدامها في عام 2004 ثم في أثناء حرب لبنان في 2006 لمهاجمة أهداف إسرائيلية، وأعلنت إسرائيل في أبريل 2014 إسقاط طائرة بدون طيار تابعة للتنظيم. ويستخدم حزب الله حاليًا الطائرات في الحرب الدائرة في سورية ضد المعارضة من جهة وداعش من جهة أخرى فقد سبق للتنظيم اغتيال 23 معارضًا سوريًا باستخدام الطائرة، كما تمتلك حماس طائرات بدون طيار أعلنت إسرائيل عن إسقاط واحدة منها في يوليو 2014. ومن العمليات التي قام بها تنظيم داعش علاوة على جمع المعلومات وإدارة المعارك عن بعد، اغتيال أفراد قوات الأمن، مثل عملية إغتيال إثنين من قوات البشمرجة الكردية، أو إصابة اثنين من القوات الخاصة الفرنسية، كما قام التنظيم بمهاجمة القوات العراقية التي حررت الموصل باستخدام الطائرة وتحميلها بالمتفجرات، كما استخدمتها ضد القوات الحكومية السورية كمهاجمة مطار الطبقة العسكري في 2014، ومهاجمة معسكر للشرطة العراقية بقاعدة سبايكر الجوية. ورغم ذلك تبقى الطائرات التي يستخدمها داعش في مهاجمة الأهداف العسكرية محدودة الفعالية نظرًا لقدرتها التفجيرية الضعيفة، فهي عادة تُحمل بمتفجرات في حجم قنبلة يدوية. رد فعل الدول على تطور استخدام الدرونز في الإرهاب أجبرت العمليات الإرهابية الدول التي تواجه خطر الإرهاب على ضرورة تطوير آليات تكنولوجية للتعامل بفعالية مع تطوير الإرهابيين لأدواتهم، حيث نجحت وحدة مكافحة الإرهاب العراقية في تتبع العديد من طائرات التنظيم وإسقاطها في كلا من الرمادي والموصل. ولا يتوقف التهديد على دول المواجهة، لكن تخطاه للدول التي يتوقع أن يقوم الإرهابيون بتنفيذ عمليات فيها باستخدام الطائرات بدون طيار التجارية، حيث نجحت الشرطة البريطانية في تطوير تكنولوجيا تتبع مُسير الطائرة بعد إسقاطها والقبض عليه، ويأتي ذلك بعد تحذيرات من وجود أكثر من 200 طائرة تباع بالمتاجر في بريطانيا يمكن تحميلها بالمتفجرات، وتحظر بريطانيا تحليق الطائرات بدون طيار على ارتفاع أعلى من 120 متر خاصة بعد وقوع عدد من حوادث الطيران المدني التي اصطدمت فيها درونز تجارية بطائرات مدنية متسببة في تعطيل حركة الطيران. واتخذت العديد من الدول مجموعة من التدابير القانونية والاحترازية لمواجهة تنامى ظاهرة تشغيل الطائرات بدون طيار، ففي أغسطس الماضي أعطت وزارة الدفاع الأمريكية الضوء الأخضر لأكثر من 130 قاعدة عسكرية منتشرة في أنحاء الولاياتالمتحدة بإسقاط أي طائرة بدون طيار تجارية أو خاصة حال تهديدها سلامة الطيران، أو تسببها في تهديدات أخرى. وأقر مجلس النواب الأردني عقوبة الحبس مدة لا تزيد عن سنتين وبغرامة لا تزيد عن 15 ألف دينار لكل من يقوم بامتلاك أو حيازة طائرة بدون طيار أو تصنيعها أو استيرادها أو استعمالها دون الحصول على الرخص المفروضة. وفي مارس 2017، وافقت الحكومة المصرية على قانون من شأنه حظر استيراد أو تصنيع الطائرات المسيرة إلكترونيًا ومعاقبة من يخالف ذلك بالحبس من سنة إلى سبع سنوات، وبغرامة بين 5 آلاف إلى 50 ألف مع مضاعفة العقوبة في حال التكرار.