كل الدلائل تؤكد ان تنظيم داعش الارهابي اصبح قاب قوسين او ادني من الحصول علي طائرات بدون طيار «الدرونز» ان لم يكن قد حصل عليها بالفعل، والفضل في ذلك يرجع لادارة الرئيس اوباما.. فهذا النوع من الطائرات اشعل كراهية ملايين الشباب في الشرق الاوسط مما ادي إلي تفريخ المزيد من الحركات الارهابية مثل داعش بعد ان جعلت ادارة اوباما سلاح الطائرات بدون طيار واحدا من اكثر قوي التدمير في العالم.. فحتي الان تمتلك 86 دولة طائرات بدون طيار منها 19دولة طائراتها مسلحة. قصة الطائرات بدون طيار بدأت من افغانستان..فبعد شهر من هجمات 11 سبتمبر2001 انطلقت هذه الطائرات في سماء أفغانستان واصبحت المركبة الأولي بدون طيار التي تستطيع قتل اشخاص بواسطة صاروخ يطلق عن بعد وبعد ادخال تعديلات عليها اصبح هذا النوع من الطائرات يجوب الكرة الأرضية كالجراد. وطبقا لمعهد نيو أمريكا فإن احتكار أمريكا لهذا النوع من الطائرات انتهي دون رجعة. فهناك علي الأقل 6 دول غير أمريكا استخدمت هذه الطائرات في القتال. ففي عام 2015 قدرت شركة «تيل جروب» للاستشارات الدفاعية أن استثمارات إنتاج الطائرات بدون طيار سيصل إلي 93 مليار دولار في العقد المقبل..أي ثلاثة أضعاف قيمة السوق الحالية. ويخشي الخبراء من ان يتمكن لاعبون أشرار من الحصول علي هذه التكنولوجيا..فقد حذرت مجموعة ابحاث «أوكسفورد جروب ريموت كونترول بروجكت» من أن تنظيم داعش تتملكه فكرة إطلاق هجوم متعدد بطائرات الدرونز علي تجمعات بشرية كثيفة لتكرار كارثة هجمات 11 سبتمبر. السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. هل هذه الطائرات موجودة الآن بين ايادي آمنة؟ الحقيقة ان امريكا هي القوة الدافعة لزيادة انتاج هذه الطائرات. فمنذ ان تسلم أوباما منصبه هاجم بهذه الطائرات دول أكثر مما فعل أي رئيس امريكي آخر منذ الحرب العالمية الثانية حيث شن هجمات ضد 7 دول مما اسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين الابرياء. ولانه من الصعب اعادة المارد مرة اخري إلي القمقم، فقد تزايد القلق في الأعوام الأخيرة خوفا من حصول داعش علي هذه الطائرات. ففي 2014 بث التنظيم مقاطع فيديو للقتال العنيف الذي دار في مدينة كوباني السورية صورتها طائرة بدون طيار. وفي مارس 2015 قالت قوات التحالف الدولي إنها شاهدت داعش يستخدم طائرة بدون طيار في عمليات الإستطلاع قرب الفلوجة بالعراق. وفي ديسمبر وزع مقاتلون اكراد صور لحطام طائرة بدون طيار وأعلنوا أن الإرهابيين بدأوا إجراء تجارب علي تزويد هذه الطائرات بالمتفجرات. هذه المخاوف امتدت ايضا إلي امريكا حيث اعلنت مجموعة» راند كوربوريشن «انه من المحتمل ان تقوم جماعة ارهابية مسلحة بطائرة درونز بشن هجوم داخل امريكا او من دولة مجاورة. المثير للسخرية ان هناك دلائل تشير إلي ان امتلاك امريكا لبرنامج الدرونز حفز الارهابيين للسعي للحصول عليها.. فتنظيم داعش يراقب الوضع دائما ويتعلم اساليب الخداع - التي تقوم بها الدرونز - من الدولة التي اخترعتها ولكن التنظيم غاضب ايضا لضخامة عدد الضحايا الذين يسقطون نتيجة الغارات الامريكية بهذه الطائرات.. وهذا ماتوصل اليه 4 من العاملين بالقوات الجوية الامريكية بعد 10 سنوات من استخدام الدرونز وهو ماجعلهم يوجهوا رسالة لاوباما في نوفمبر الماضي يؤكدون فيها ان سقوط الابرياء بواسطة الدرونز اشعل الكراهية التي ولدت التنظيمات الارهابية مثل داعشن كما ان الحكومة اخفت عن الامريكيين هذه القضية واثارها.. فضحايا الدرونز يموتون في سرية وتدفن اشلائهم في مناطق نائية في الشرق الاوسط وجنوب اسيا.. في الصيف الماضي قاضي المهندس اليمني فيصل علي جابر حكومة اوباما لقيام طائرات الدرونز بقتل اسرته في غارة امريكية عام 2012 وفي سبتمبر طلب محاموه الحكومة الامريكية بتقديم اعتذار او توضيح حول سبب قتلها 3 من المدنيين بالخطأ الا ان وزارة العدل رفضت الدعوة، لكن علي الاقل فان ادارة اوباما ليست مطالبة فقط بالاعتذار لاسر الضحايا الابرياء الذين قتلتهم طياراتها خطأ ولكن ايضا تقديم اجابات عن القتلي الذين سقطوا نتيجة ضربات الدرونز مما ادي إلي استفحال الارهاب ويبقي السؤال: الي اي مدي يمكن لامريكا ان تقضي علي داعش بواسطة الدرونز اذا لم تستطع اولا الاعتراف بالدور الذي لعبته كي تصل هذه الاسلحة إلي ايدي الارهابيين! آمال المغربي