يتوافدون جميعا على ميدان التحرير فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وفى عيونهم يظهر الإصرار، رغبة منهم فى أن يظهر صوتهم عاليا بمطالبهم التى يبغونها، يتزايدون شيئا فشيئا، منتظرين أن ينقل الإعلام صوتهم إلى الجميع، كى تصل رسالتهم، ولكن الإعلام لم يقف على نفس الدرجة تجاه تغطيتهم، فالبعض عزف عن نقلهم، والبعض الآخر نقل صوتهم على استحياء، وقلة من رأوا فى نقل صوتهم أمانة إعلامية تفرض نفسها عليهم، حيث جاءت تغطية التليفزيون المصرى للتظاهرة، متمثلة فى تقرير تورده على رأس الساعة فى نشراتها الإخبارية، لتقوم عقب النشرة ببث بعض البرامج المسجلة، فى تصرف يدعو إلى التساؤل عن عزوف التليفزيون المصرى فى تغطية تظاهرة تضم عشرات الآلاف فى ميدان التحرير، وهو حدث يشغل بال كثيرين من أبناء الوطن، وإن كانت هذه هى حال الإعلام المصرى الرسمى، فلم تختلف الحال بالنسبة لباقى القنوات المصرية الخاصة التى لم تعط الحدث حجما كبيرا، باستثناء قناة «التحرير» التى قامت بتغطية خاصة لميدان التحرير عبر برنامج «فى الميدان»، الذى كان حاضرا من خلاله ناصر عبد الحميد، عضو ائتلاف شباب الثورة، بصحبة عدد من الضيوف، وكانت الشاشة منقسمة إلى نصفين، نصف يبرز الميدان بمنصاته ونصف للاستوديو بضيوفه، وكانت تجرى لقاءات من داخل الميدان بشكل مباشر، كان أحدها مع الشيخ مظهر شاهين، خطيب الثورة، وعلى نفس السياق كانت تغطية شبكة «الجزيرة» للحدث، متمثلة فى نقل قناتها «الجزيرة-مباشر مصر» تفاصيل الحدث لحظة بلحظة، رغم أن السلطات المصرية قد قامت بإغلاق مكتب القناة فى القاهرة، ومنعها من البث مرتين خلال أسبوع، آخرها أول من أمس، بداعى عدم حصولها على التصاريح، حيث قامت القناة بالبث من العاصمة القطرية الدوحة، ونقل الوقائع التى تحدث فى ميدان التحرير عبر الإنترنت، فى مشهد يعيد إلى الأذهان ما كان يحدث إبان قيام الثورة المصرية وقيام نظام مبارك بإغلاق مكتب القناة بالقاهرة، بينما كانت تغطية القنوات الإخبارية ك«BBC ARABIC»، و«FRANCE 24» متمثلة فى تقرير يأتى على رأس الساعة من مراسل القناة الذى كان حاضرا فى ميدان التحرير، تقريرا بالصوت والصورة المباشرة.