تشهد العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين، أكبر اقتصادين في العالم، العديد من الأزمات خلال الفترة الأخيرة، والتي بدأت بحرب تجارية بينهما، ورغم ذلك لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أعلنت أمريكا في وقت سابق من هذا الشهر عن صفقة عسكرية مع تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها، بقيمة 300 مليون دولار، بالإضافة إلى ذلك اتهم الرئيس دونالد ترامب بكين بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. ويبدو أن الولاياتالمتحدة مستمرة في استفزازاتها للصين، حيث أشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن سفينة حربية أمريكة أبحرت بالقرب من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، اليوم الأحد. وأضافت الشبكة أن هذه الخطوة من شأنها أن تثير غضب بكين، حيث تأتي وسط تصاعد حدة التوترات بين الولاياتالمتحدةوالصين حول مجموعة واسعة من القضايا. وقال مسؤولان أمريكيان إن مدمرة الصواريخ الموجهة "يو إس إس ديكاتور"، أبحرت على بعد 12 ميلًا بحريًا من شعاب "جافين وجونسون" في جزر "سبراتلي"، كجزء مما تسميه البحرية الأمريكية عمليات "حرية الملاحة" التي تهدف إلى التأكيد على حرية المرور في المياه الدولية. اقرأ المزيد: تايوان واتهامات ترامب تُصعّدان حدة التوتر العسكري بين أمريكاوالصين وأضاف المسؤولان أن القوات الأمريكية تبحر في منطقة المحيط الهندي والهادي بشكل يومي، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي، حيث تتفق جميع هذه العمليات مع القانون الدولي، وتثبت أن الولاياتالمتحدة سوف تسمح لطائراتها ومراكبها بالذهاب في أي مكان وفقًا للقانون. وأكدا أن عمليات حرية الملاحة، تأتي في مواجهة ادعاءات السيادة على المنطقة، وتثبت التزامنا بدعم حقوق استخدام المجال البحري والجوي لجميع الدول بموجب القانون الدولي. لكن يبدو أن الصين أعربت عن عدم رضاها جراء هذه العمليات، خاصة عندما تقترب من المناطق التي بنت فيها الحكومة الصينية جزرًا ومنشآت عسكرية على جُزر بحرية متنازع عليها. وكانت آخر عمليات "حرية الملاحة" التي قامت بها الولاياتالمتحدة بالمنطقة في مايو الماضي، عندما أبحرت سفينتان حربيتان أمريكيتان على بعد 12 ميلًا من أربع من جزر "باراسيل" في بحر الصين الجنوبي. وتدَعي الصين سيادتها على جزر "سبراتلي" وجزر "باراسيل"، على الرغم من رفض المجتمع الدولي التأكيد على هذه الادعاءات بالسيادة. اقرأ المزيد: ترامب يستفز الصين ويعقد صفقة عسكرية مع تايوان ولطالما انتقدت الولاياتالمتحدة ما تسميه عسكرة الصين لهذه الجُزر، حيث اتهم المسؤولون الأمريكيون بكين بنشر صواريخ ومعدات تشويش إلكترونية هناك. في وقت سابق من هذا الأسبوع، قامت طائرات أمريكية من طراز "بي 52" بالتحليق فوق بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، وهي مناطق يعتبرها الجيش الصيني حساسة، واحتجت بكين على هذه الخطوة التي وصفتها بأنها استفزازية. من جانبه، حاول وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، الأربعاء الماضي، التقليل من حدة التوتر بين الولاياتالمتحدةوالصين، قائلًا: إن المهام التي قامت بها طائرات "بي 52"، أمر مألوف تمامًا، مؤكدًا للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أنه لا يوجد شيء خارج عن المألوف بشأن هذه المهام. لكن الشبكة الأمريكية أكدت أن إبحار السفينة الحربية الأمريكية بالقرب من جزر "سبراتلي" اليوم الأحد، من شأنه أن يثير احتجاجات من الحكومة الصينية، حيث إنه يأتي وسط تصاعد حدة التوترات بين بكين وواشنطن. واتهم ترامب الصين، الأربعاء الماضي، بمحاولة التدخل في انتخابات الكونجرس الأمريكي 2018، في الوقت الذي تشن فيه البلدان حربًا تجارية على بعضهما البعض. اقرأ المزيد: البحرية الصينية تنافس أمريكا في «المياه الزرقاء» بمدمرتين وخلال الأيام العشرة الأخيرة، رفضت الحكومة الصينية السماح لسفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية بزيارة هونج كونج، كما فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات عسكرية على الجيش الصيني، بسبب شرائه أسلحة روسية الصنع. وفي الوقت نفسه، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع معدات عسكرية إلى تايوان، وألغت الصين اجتماعًا رفيع المستوى بين قادة في البحرية الصينية ونظرائهم الأمريكان.