واصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العمل بمبدأ "ابدأ بنفسك" لتجاوز العديد من المشكلات التي تتعلق بالسياسة الخارجية لباريس، حيث صدق على زيادة الميزانية العسكرية المرصودة للجيش الفرنسي خلال عام 2019، والتي شملت زيادة واضحة المعالم، جعلتها أولى دول حلف شمال الأطلسي الناتو في الانصياع إلى رغبات الولاياتالمتحدةالأمريكية. الزيادة في الميزانية العسكرية الفرنسية كانت مطلبا رئيسيا من حلف الناتو للدول الأعضاء، وذلك بعد أن طالب بذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحةً خلال الأشهر القليلة الماضية، ما أدى إلى تصدير مشكلات سياسية للدول الأعضاء في الحلف بسبب زيادة الميزانية العسكرية. هل تتمكن أوروبا من الاستقلال عن الولاياتالمتحدة؟ وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن بلادها تعتزم زيادة ميزانية الدفاع لعام 2019 بمبلغ 1.7 مليار يورو، لتصبح 35.9 مليار يورو، وهو ما يعني زيادة مقدرها 5% على العام الحالي، وذلك حسب ما جاء في مجلة ديفينس نيوز الأمريكية. وأضافت الوزارة: "الزيادة في الإنفاق استبعدت المعاشات وستمثل 1.82% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو جزء من محاولة فرنسية لتحقيق هدف يتلخص في الوصول بالميزانية العسكرية إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025". وخضعت فرنسا إلى مشروع قانون ينظم الميزانية العسكرية في البلاد في الفترة من 2019 إلى 2025، بحيث ستكون الزيادة في الإنفاق سنوية تبدأ من العام المقبل. ويتوافق هذا النسق مع الجهد المالي الذي تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القيام به في السنوات المقبلة، حيث عكف على تبني تلك السياسة بدءا من العام الماضي، لتكون 2019 بداية تطبيق الخطة الخاصة بالزيادة التدريجية في الميزانية العسكرية. وقالت الوزارة: "هذا جهد مالي كبير يرغب فيه الرئيس، وسيتم تبنيه في السنة الأولى من قانون الموازنة العسكرية". خطط ماكرون لمكافحة الفقر تواجه عاصفة من الانتقادات في فرنسا ومن أصل هذه الميزانية الإجمالية، تم تخصيص 850 مليون يورو للوجود العسكري في الخارج، بزيادة 200 مليون يورو على عام 2018، ومن المتوقع أن ترتفع الميزانية إلى 1.1 مليار يورو في عام 2020. وشارك عدد من الوزارات الفرنسية في تحمل بعض التكلفة الخاصة بالزيادات الجديدة بالإنفاق العسكري، غير أن على وزارة الدفاع الآن تمويل عملياتها الخارجية بمفردها ودون المساس بنفقات الدولة. ومن بين الأسلحة التي سيتم طلبها العام المقبل، غواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية، وثلاث ناقلات مساعدة وطائرتان لجمع المعلومات الإلكترونية، كما سيتم شراء سفن الناقلات بالتعاون مع إيطاليا. وعلى مستوى التطوير العسكري، فإن الميزانية الجديدة ستُخصص لتطوير 10 مقاتلات ميراج 2000، بالإضافة إلى تطوير نقاط إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات من طراز MMP؛ بالإضافة إلى تصنيع 60 صاروخا جو - جو بعيد المدى؛ وستة زوارق دورية للانتشار في الخارج. وسيتم تخصيص نحو 758 مليون يورو على دراسات البحث والتطوير، وهي خطوة نحو الوفاء بالتعهد بإنفاق مليار يورو على البحث والتطوير سنويًا، كما سيتم إنفاق نحو 4.2 مليار يورو على دعم الخدمة، ومعظمها مخصص لصيانة الطائرات. كان من المتوقع زيادة الإنفاق العسكري في فرنسا، حيث اعتمدت الحكومة رسميًا قانون الموازنة متعدد السنوات، والذي يسعى إلى تحقيق هدف حلف الناتو للإنفاق العسكري. منظومة «S-400».. سلاح ذو حدين لتركيا في التعامل مع أوروبا العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، كانت مثالية على مدى عقود مضت، ومثالا يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الحلفاء، غير أنه منذ تولي ترامب منصبه في يناير من العام الماضي، ظهرت العديد من الخلافات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، مثل قضايا التسليح والإنفاق العسكري. وردًا على تلك المطالب دعا كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وماكرون أوروبا للتحلي بالمزيد من الاستقلالية عن الولاياتالمتحدة، وكانت الرسالة المشتركة هي أن الوقت قد حان لإعادة تأكيد سيادة القارة في مواجهة ترامب، كما طالب كل منهما الاتحاد الأوروبي بتحمل المزيد من المسؤولية الدفاعية، في الوقت الذي يناقشون فيه خطة لإنشاء نظام مالي منفصل لضمان استقلالية أوروبا.