بعد حسم منصب رئيس البرلمان العراقى الذى فاز به محمد الحلبوسى قبل يومين، اتجهت البوصلة إلى اختيار رئيس جديد للعراق خلفا للرئيس السابق فؤاد معصوم، فى إطار معركة تشكيل الرئاسات الثلاث فى العراق. وبموجب النظام المتبع فى البلاد منذ الإطاحة بنظام صدام حسين فى 2003، فإن منصب رئيس الجمهورية ينحصر بين سياسيى القومية الكردية، ولا يحق للشيعة أو السنة المنافسة على المنصب، حيث يتولى السنة رئاسة البرلمان بينما يتولى الشيعة رئاسة الحكومة. البرلمان العراقى بدأ اليوم الثلاثاء، تسلم طلبات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، والتى تستمر حتى 23 سبتمبر الجارى، وطالب المجلس الراغبين فى الترشح وفق شروط قانونية تقديم الطلبات خلال الدوام الرسمى، ابتداءً من اليوم وحتى يوم الأحد المقبل. وتنفيذا لمقتضيات الدستور أكدت رئاسة مجلس النواب، أن انتخاب الرئيس المقبل سيجرى فى موعد أقصاه نهاية يوم 2 أكتوبر المقبل. أبرز المرشحين مصدر سياسى فى حزب "الاتحاد الوطنى الكردستانى" كشف أن حزبه قدم 3 مرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، موضحا أن الأسماء ستسلم لاحقا إلى رئاسة البرلمان لتحديد جلسة التصويت على انتخاب الرئيس. اقرأ أيضا: «سنة العراق» ينقسمون على منصب رئيس البرلمان الجديد وأشار المصدر إلى أن المرشحين للمنصب الذين قدمهم الحزب هم: برهم صالح، ولطيف رشيد، وملا بختيار"، منوها بأن برهم صالح، المرشح الأكثر قبولا من غالبية الكتل السياسية الشيعية والسنية. كما قدمت الجماعة الإسلامية، سليم شوشكى، مرشحا للمنصب، فيما قدم حزب الديمقراطى الكردستانى، فاضل ميرانى، مرشحا للمنصب، وتقدم النائب الكردى السابق والمستقل سردار عبد الله، نفسه كمرشح أيضا، حسب "القدس العربى". وحول أول مرشح تقدم بأوراقه، كشف مصدر برلمانى أن المرشح المستقل سردار عبدالله هو أول مرشح كردى يقدم أوراق ترشيحه بشكل رسمى إلى مجلس النواب لمنصب رئيس الجمهورية. وقال المصدر ل"السومرية نيوز"، إن "سردار عبدالله وصل اليوم إلى بغداد قادما من إقليم كردستان حيث قدم أوراق ترشيحه إلى منصب رئيس الجمهورية كمرشح مستقل"، مبينا أن "عبد الله كان عضو بمجلس النواب وعضو بلجنة الأمن والدفاع البرلمانية بالدورة البرلمانية الثانية إضافة إلى تسلمه منصب رئيس كتلة التغيير البرلمانية فى نفس الدورة". اقرأ أيضا : قوات «الباسيج» فى العراق.. أداة قمعية لحماية المصالح الإيرانية ومنذ عام 2004 وحتى الآن سيطر حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى على منصب رئيس الجمهورية بعد أن تم اختيار زعيمه السابق جلال الطالبانى لهذا المنصب لدورتين متتالتين، ومن ثم الرئيس الحالى فؤاد معصوم الذى تولى منصبه فى 2014. لكن الحزب الديمقراطى الكردستانى بزعامة مسعود بارزانى يرى أن المنصب يجب أن يكون من حصته باعتبار أنه كان "الجهة الأكثر حصدا لأصوات الناخبين فى إقليم كردستان". قُباد طالبانى نجل الرئيس الراحل جلال طالبانى أعلن دعم ترشيح برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية شرط عودته إلى الحزب الأم. وفى هذا السياق، أعلن الاتحاد الوطنى الكردستانى الذى كان يتزعمه الرئيس الراحل جلال طالبانى، عن ترحيبه بتلقى طلب تحالف الديمقراطية والعدالة برئاسة برهم صالح للاندماج فى الحزب الرئيسى الذى انشق عنه صالح قبل عام. وذكر بيان للاتحاد الوطنى الكردستانى عقب اجتماع للمجلس القيادى أنه شكل وفدا لإجراء تفاهمات مع تحالف الديمقراطية والعدالة، وأنه يرحب بطلب الاندماج، حسب "العربية نت". وكان برهم صالح البالغ من العمر 58 عاما، وهو من مواليد محافظة السليمانية، قد تبوأ منصب رئيس حكومة إقليم كردستان إلى جانب منصبه كنائب ثانٍ للسكرتير العام للاتحاد الوطنى الكردستانى الذى انشق منه العام الماضى. اقرأ أيضا: منافسة غير مسبوقة.. «جلسة الحسم» تزيح الستار عن رئيس البرلمان العراقي وقام صالح بتأسيس كتلة العدالة والديمقراطية لخوض الانتخابات التشريعية فى العراق والذى تمكّن من خلاله الحصول على مقعدين ضمن البرلمان الجديد. الرئيس وثلثا الأعضاء ووفقا لقانون أحكام الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية الذى أقره مجلس النواب فى 2012 فإن الترشيح للمنصب يتم خلال مدة ثلاثة أيام من تاريخ انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه على أن يتم غلق باب الترشيح بعدها بثلاثة أيام. وحسب الدستور يجب أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال 30 يوما من تاريخ انعقاد أول جلسة لمجلس النواب الجديد، ويفوز المرشح الحاصل على أغلبية ثلثى عدد أعضاء مجلس النواب. وإذا لم يحصل أى من المرشحين على أغلبية الثلثين يعاد الاقتراع ثانية ويتم التنافس بهذه الحالة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأصوات ويعد رئيسا منتخبا للجمهورية من حصل على أكثرية الأصوات فى الاقتراع الثانى، حسب "الحرة". اقرأ أيضا : ما هى التحديات التى تنتظر أصغر رئيس لبرلمان العراق؟ يذكر أن الشروط التى يجب أن تتوفر فى الرئيس العراقى تتمثل فى أن يكون المترشح عراقيا بالولادة ومن أبوين عراقيين، وكامل الأهلية وأتم ال40 عاما من عمره، وذا سمعة حسنة، وخبرة سياسية، ومن المشهود له بالنزاهة، والاستقامة، والعدالة، والإخلاص للوطن، وألاّ يقل تحصيله الدراسى عن الشهادة الجامعية الأولية المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى العراق، وغير محكوم بجريمة مخلة بالشرف، وألا يكون من المشمولين بأحكام إجراءات المساءلة والعدالة أو أى إجراءات تحل محلها.