كتب- محمد فتحي وإسلام عبد الخالق «سادات قريش» هو المسجد الأشهر والأقدم في تاريخ العالم العربي والإسلامي، والذي أطلق عليه ذلك الأسم تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر، كما يعتبر بأنه أول مسجد بني في مصر وأفريقيا قبل بناء مسجد عمرو ابن العاص، في مدينة الفسطاط. أول مسجد في مصر وأفريقيا مدينة بلبيس كان لها أسوار وأربع بوابات، وتم فتح البوابة الغربية لقوات عمرو بن العاص من قبل القسيس بنيامين، بسبب هروب الأساقفة والرهبان إلى الأديرة لما تعرضوا له من اضطهاد، وتشتهر هذه المدينة، بالمدن التاريخية الهامة وذلك لوجود مسجد سادات قريش بها، حيث يعتبر أول مسجد بني في مصر وأفريقيا، بعد الفتح الإسلامي لمصر بقيادة عمرو بن العاص في عام 18 هجريًا، كما أنه يحتل المركز الثالث عشر في الترتيب على مستوى العالم، بالإضافة إلى ألتحاق أرض الصحابة به وملاصقة له. كما اشتهرت المدينة، بغناها بعدد من الآثار الإسلامية المتمثلة في الأضرحة و المساجد الشهيرة، ويأتي على رأسها أشهر المساجد ببلبيس، «مسجد عثمان بن الحارث الأنصاري، ومسجد أمير الجيش، ومسجد المقرقع بالقيسرية، والمسجد الكبير مسجد المعز للدين والذي سمي حاليًا بمسجد الشيخ المنسي، ومسجد الشيخ أبو علوان الكبير، ومسجد الشيخ أبو عيسي»، كما يأتي على رأس تلك الأضرحة الشهيرة «ضريح الصحابي عثمان بن الحارث الأنصاري، وضريح الشيخ أبو علوان الكبير، وضريح الشيخ عبد العظيم، وضريح الشيخ المنسي، وضريح الشيخ سعدون، وضريح الشيخ المظلوم، و ضريح الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق». استشهاد 250 صحابيًا المسجد يعتبر ال15 على مستوى العالم من حيث الترتيب والأقدمية، وانتسب اسمه إلى قبيلة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك قبل تغيير اسمه من مسجد «الشهداء»، نظرًا لاستشهاد 250 صحابيًا وتابعيًا مكان المسجد أثناء معركة المسلمين بقيادة عمروبن العاص مع الرومان، وقد تم ترميم المسجد في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون وأطلق عليه جامع المأمون، بالإضافة إلى أنه يحتضن قبور الصحابة، وعند المحراب يوجد مدخل رئيسي للسرداب يؤدي إلى منطقة تل بسطة. 25 صحابي شارك في تحديد القبلة أما عن قبلت المسجد، فشارك في تحديدها 25 صحابيًا، كما يوجد خلف المسجد 250 شهيد إلى جانب 40 صحابي وبعض التابعين، كما تم تجديد المسجد في العهد العثمانى عام 1002 هجرية، بالإضافة إلى وجود مأذنة ومنارة اسطوانية الشكل على ارتفاع 15 م خلف المسجد ودمر ثلثها في حرب 1967. أعمدة رخامية أثارية يحتوي المسجد على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال وتم تجديد هذا المسجد فى العهد العثمانى على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة، كما تم ترميمه فى العصر العباسى فى عهد الخليفة المأمون وأطلق عليه جامع المأمون. مئذنة من الطراز العثماني بني خلف المسجد مئذنة ومنارة على الطراز العثماني، بارتفاع 15مترًا، وبها63 درجة، كما أن المسجد مقاوم للزلازل، وذلك بسبب وجود قطع خشبية تعرف ب«السوستة»، وبينهم شدادات ليقاوم أي زلزال، بالإضافة إلى وجود 3 أبواب للمسجد و21 شباكا، وأسفل المسجد يوجد سرداب المدينة، كما أن المسجد يتوسط شارع بورسعيد الشهير بقلب مدينة بلبيس. الباعة الجائلين ومحلات الملابس 1422 عامًا هي عمر المسجد، والتي شهد فيها ترميمات متوالية ووقائع إهمال على كل شكل ولون، لعل أبرزها ما تلاحظه عند اقترابك من المسجد، فالباعة الجائلين ومحلات الملابس تفترش الطريق على الجانبين وتعوق حركة دخول المصليين للمسجد، فضلًا عن تأثر الجدران القديمة وظهور عدة شروخ تحتاج للترميم، وهو ما جعل رجال قطاع الاثار الإسلامية بالشرقية يطالبون بتدخل رجال الأعمال لترميم المسجد. الترميمات قضت على المعالم الأثرية الدكتور مصطفي شوقي، مدير عام منطقة الآثار الإسلامية القديمة بمحافظة الشرقية، قال إن أعمال الترميم المتوالية على مسجد «سادات قريش» طوال عدة قرون لم تترك به شيئًا أثريًا سوى قاعدة المسجد، موضحًا أن المسجد فقد طبيعته الأثرية فيما عدا نحو 10 «تيجان» أعمدة وقاعدة المئذنة. وأوضح شوقي خلال تصريحاته ل«التحرير»، أن قاعدة المئذنة هي الجزء الأثري الوحيد المُسجل بقطاع الآثار الإسلامية، منوهًا بأنه جارٍ عمل الأبحاث اللازمة ب 5 أعمدة بالمسجد، لعرضها على اللجنة الدائمة للآثار، ومن ثمَّ ضمها لقطاع الآثار، خلصةً، بالإضافة إلى أن المسجد غير مُدرج ضمن الخريطة السياحية، وبحاجة إلى تضافر جهود رجال الأعمال وتبني إعادته لأصوله القديمة، حتى يكون مزارًا سياحيًا. وعما إذا كان المسجد مُهدد بالإهمال أم لا، أشار مدير عام هيئة التفتيش على الآثار الإسلامية والقبطية بالشرقية، إلى أن المسجد يُعد بمثابة «بؤرة الضوء» وأنه يتمتع باهتمام كبير من جانب الأهالي والمسئولين على حدٍ سواء، منوهًا بأن آخر وقائع الإهمال تم رصدها قبل سنة، حيث كانت هناك تعديات على مدخل المئذنة، بالإضافة إلى وجود «أطباق دش» وتكييفات، وهي التعديات التي تم إزالتها بمعرفة قطاع الآثار بالشرقية. الأهالي يطالبون بفتح الساحة الخلفية وطالب عدد من أهالي المنطقة المجاورة للمسجد، بفتح الساحة الخلفية أمام المُصلين، خاصةً وأن المسجد بالكاد يسع المُصلين في وقت الذروة ويوم الجمعة، ما يدفع العشرات منهم لافتراش الشارع، بالإضافة إلى التكدس المروري التي تشهدة المنطقة. اقرأ أيضًا: مساجد تحت سيطرة السلفيين.. ننشر تجمعات الدعوة السلفية في رمضان مساجد شاهدة على الحضارة الإسلامية.. أقدم 12 جامعا في الإسلام