على مدار السنوات القليلة الماضية، شهدت البحرية الصينية تطورًا هائلًا في قدراتها العسكرية، إلى أن تفوقت على النسر الأمريكي في القوة البحرية، وذلك بعد بناء أكثر من مائة سفينة حربية. الأهم من ذلك، أن الصين لديها الآن حاملتي طائرات، ومن المتوقع أن تمتلك اثنين آخرين لازالا قيد الإنشاء، ما دفع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إلى التساؤل.. ماذا يعني هذا الأمر للبحرية الصينية ولنظيرتها الأمريكية؟ في التاريخ الحديث، كانت الصين هدفًا سهلًا لحاملات الطائرات، بالنظر إلى عدم امتلاكها أي منها، حيث شنت حاملات الطائرات اليابانية ضربات على الأراضي الصينية في ثلاثينيات القرن الماضي، كما قامت البحرية الأمريكية بحماية القوات القومية الصينية في نهاية الحرب الأهلية بالصين. وخلال الحرب الكورية، شنت حاملات الطائرات الأمريكية غارات جوية على "المتطوعين" الصينيين، وفي عام 1996 خلال أزمة تايوان الثالثة، نشرت الولاياتالمتحدة حاملات طائرات بالقرب من تايوان دعمًا للأخيرة ضد الأعمال العسكرية الصينية، بحسب المجلة الأمريكية. أما اليوم، فتمتلك الصين حاملتا طائرات، وهما السوفيتية "لياونينج"، وسفينة ثانية لم يتم تسميتها بعد، من النوع "002"، وتخضع حاليًا لاختبارات بحرية. ومن المتوقع أن تعمل "لياونينج" كمنصة للتدريب، لمساعدة البحارة والطيارين الصينيين على إتقان واحد من أخطر جوانب الحرب البحرية، وهو الطيران البحري. وبالرغم من ذلك، فإن عبور الحاملة "لياونينج" مضيق تايوان ثلاث مرات، وزيارة هونج كونج، يوضح أن البحرية الصينية تعتبر الحاملة قادرة تمامًا على إثبات نفوذ الصين في المنطقة، بحسب المجلة. اقرأ المزيد: البحرية الأمريكية تفقد سيطرتها على بحار العالم ووفقا للمجلة الأمريكية، فإن الحاملة الثانية من طراز "002" تشبه "لياونينج"، ولكن مع بعض التحسينات، بما في ذلك رادار متطور، بالإضافة إلى سطح يسع إلى طائرات أكثر. ويعتقد الخبراء أن الحاملة من طراز "002" ستحمل عددًا أكبر من المقاتلات مقارنة ب"لياونينج"، بما يصل إلى ثلاثين طائرة من طراز "J-15". وستكون "002" أول حاملة طائرات قادرة على القتال، على الرغم من أن عدم تجهيزها ب"مجنقة" التي تساعد الطائرات على الإطلاق، ما يعني أن الطائرات يجب أن تضحي بجزء من قوتها النارية من أجل الإقلاع من على سطح الحاملة. وهناك حاملة ثالثة من فئة أخرى قيد الإنشاء في حوض "جيانج نان" لبناء السفن في "شانغهاي"، مع تقارير موثوقة عن حاملة رابعة من نفس الفئة قيد الإنشاء في "داليان". وتعد الفئة الجديدة، التي يطلق عليها "003"، هي أول حاملة طائرات صينية يتم تشييدها باستخدام طريقة بناء "الوحدات" النموذجية الحديثة، حيث تُجمع الوحدات التي تزن كل منها مئات الأطنان، على الأرض ومن ثم رفعها على بدن السفينة، وهي الطريقة نفسها التي يتم بها تجميع السفن الحربية الأمريكية والبريطانية الكبيرة، بما في ذلك حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد، والبريطانية الملكة إليزابيث. وأوضحت "ناشيونال إنترست" أنه على الرغم من عدم وجود الكثير من التفاصيل حول حاملة الطراز الصينية "003"، إلا أنها استطاعت التوصل إلى بعض المعلومات. اقرأ المزيد: البحرية الصينية تنافس أمريكا في «المياه الزرقاء» بمدمرتين وستقوم الحاملة الجديدة باستخدام نظام "مجنقة" جديد، سيسمح للحاملة بإطلاق طائرات أثقل بأحمال وقود وأسلحة أكبر، مما يجعلها أكثر فعالية في المواجهات الحربية. وأفادت تقارير أن الصين أجرت الآلاف من التجارب لاختبار نظام إطلاق كهرومغناطيسي جديد للطائرات، وهو النظام الذي لا يتيح للحاملة إطلاق مقاتلات أكثر ثقلًا فحسب، بل يمكنها أيضًا من إطلاق طائرات مروحية تشبه طائرات "هوك آي E-2D" التابعة للبحرية الأمريكية. وأضافت المجلة أنه لا توجد معلومات حتى الآن حول حجم وإزاحة الحاملة "003"، لكن من المحتمل أن تكون أكبر من الحاملة "002"، مع وجود غرفة حمل طائرات أكبر، وقدرة قتالية شاملة، على الرغم من أنها لا تزال أقل من حاملات الطائرات الأمريكية الكبرى، ومن المتوقع أن تعمل حاملات الطائرات الصينية الجديدة بالطاقة التقليدية. في الوقت نفسه، يُعتقد أن المصممين الصينيين يعملون على فئة رابعة من حاملات الطائرات، تحمل اسم "004"، ووفقًا لتسريبات نشرتها مجلة "بوبيولار ساينس" الأمريكية، فإن الفئة الجديدة من حاملات الطائرات الصينية "سوف يتراوح معدل إزاحتها ما بين تسعة وتسعين ألف إلى مائة ألف طن، وتمتلك نظام إطلاق كهرومغناطيسي". وتابعت "من المحتمل أن تحمل غرفة حمل طائرات ضخمة تستوعب مقاتلات من طراز "J-15"، و"J-31 الشبح"، وطائرات الإنذار المبكر المحمولة جوًا من طراز "KJ-600"، ومروحيات حربية مضادة للغواصات، و طائرات بدون طيار هجومية". وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن هذه المواصفات ستجعل حاملات الطائرات الصينية، متساوية مع نظيرتها الأمريكية، حتى وإن كان ذلك بشكل نظري. وفي الوقت الذي تتطلع فيه البحرية الصينية إلى بناء حاملات طائرات تنتمي للجيل التالي، إلا أنها لا تمتلك إلا أربعة وعشرين مقاتلة متعددة المهام من طراز "J-15"، وهو عدد غير كافي لتجهيز حاملات الطائرات الموجودة حاليًا، والحاملات قيد الإنشاء حاليًا. اقرأ المزيد: أمريكا في خطر بسبب الغواصات الروسية والصينية وترى "ناشيونال إنترست" أنه من الممكن للصين، تنصيع مقاتلات من طراز "تشنجدو J-20" أو "J-31" أو "C-31"، مخصصة لحاملات الطائرات. ومن الممكن أن يكون هناك حل مؤقت باستخدام مقاتلات من طراز "J-17"، وهي نسخة مطورة من مقاتلات "J-15"، يمكن مقارنتها بالمقاتلات الأمريكية من طراز "سوبر هورنيت FA 18"، أو "جرولر EA-18G".