سعادة عارمة اجتاحت قلوب الفلاحين بعودة القطن "طويل التيلة"، ونجاح خطة الزراعة في القضاء على أمراضه وزيادة نسبة إنتاج الفدان الواحد عن الأعوام الماضية انتشرت زهور "الذهب الأبيض" تكسو الأراضي الزراعية بمحافظة الفيوم، مُنافسة المحاصيل الأخرى مثل الذرة، كالحجيج يتسابقون للانتشار بجبل عرفة، خصوصًا بعد عودة القطن "طويل التيلة" الذي توقفت زراعته منذ أعوام طويلة وتسبب توقفه خسائر فادحة لمزارعي القطن، إلا أنّ الأمل بدأ يلوح في الأفق بعدما زادت إنتاجية الفدان الواحد من القطن هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، بالإضافة إلى القضاء على الأمراض التي كانت تصيب القطن قديمًا. وبينما تسير على الطرق المختلفة بالفيوم، تجد القطن يكسو الحقول على جانبي الطريق، وينتشر الأطفال والكبار لجني القطن. قال سيد محمد صميدة، إن هذا العام الزراعة وفرت لهم القطن طويل التيلة الذي غاب عنهم لمدة 20 عامًا لذلك المحصول أفضل بكثير، والفدان طرح كمية كبيرة من القطن، فحقق أرباحًا أعلى لهم مقارنة بالأعوام الماضية، موضحًا أن الفدان هذا العام أنتج ما بين 6 إلى 10 قنطارًا من القطن، يُباع القنطار الواحد بسعر 2600 جنيهًا، لافتًا أن هناك أقاويل بأن سعره سيصل إلى 3 آلاف جنيه. اقرأ أيضًا: «كانت له يوم شنة ورنة».. «ذهب مصر الأبيض» يختفي لصالح «قصير التيلة» وأشار صميدة إلى أن زراعة القطن تتطلب تنظيف الأرض وحرثها وتسبيخها بشكل جيد، بخلاف باقي المحاصيل، فحرث الأرض لزراعة القطن يتكلف 1000 جنيه بينما حرث الأرض لأي غرض آخر يكلف الفلاح 500 جنيه فقط، لافتًا إلى أن زراعة القطن تبدأ في 15 مارس من كل عام، ويقوم بإعطاء المحصول "كيماوي يوريا" ثلاث مرات على مدار فترة زراعته، 3 أجولة لكل فدان، وفي بداية الشهر الجاري يبدأ جني القطن. ولفت إلى أن الفدان الواحد يستغرق 10 أيام للانتهاء من جني القطن منه بشكل كامل، كل يوم 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 أعوام إلى 18 عامًا، يومية الطفل فيهم تتراوح بين 40 إلى 45 جنيهًا، بالإضافة إلى 50 جنيهًا يوميًا للسمسار الذي يقوم بتجميع الأطفال وإحضارهم له يوميًا، أي أن الفدان يستهلك ما يقرب من 5 آلاف جنيه لجني القطن منه، لافتًا إلى أن مشكلته الوحيدة هذا العام هي ارتفاع درجة الحرارة التي أدت إلى حرق عدد كبير من القطن لديه. اقرأ أيضًا: سنوات من الإهمال.. كيف تدهور القطن المصري؟ وشدد على أن محصول القطن هذا العام أفضل من بقية المحاصيل لأنه حقق أرباحًا هائلة للفلاحين بخلاف القمح والذرة والمحاصيل الأخرى، وبالتالي يساعده في سداد ديونه، وإنجاز مصالحه مثل تزويج أبنائه أو أي شئ آخر يرغب في عمله، بالإضافة إلى أنه لم يعد هناك مشاكل في زراعة القطن لأن مديرية الزراعة تتابع الفلاحين وتعطيهم علب بلاستيكية بداخلها محلول توزع على مسافات وهي تقضي على دودة القطن، والعفن، وأمراض القطن المختلفة، كما أنه يمكن للفلاح زراعة بصل بين القطن ويبيعه وبالتالي يحقق ربح أعلى، كما أن البصل يقضي على أمراض القطن. وكشف صميدة، أن المشاكل التي قابلته في زراعة القطن، هي احتياجه لكمية كبرى من السماد "اليوريا" وأسعاره مرتفعة جدًا، مُطالبًا مديرية الزراعة بتوفير الأسمدة للفلاح بأسعار مخفضة، أما المشكلة الثانية فهي استغلال التجار لهم وشرائهم القطن بأسعار أقل، مُطالبًا الحكومة بفتح منافذ لشراء القطن من المواطنين مثل القمح بأسعار عادلة. وفي السياق ذاته، أعلن المهندس حسن جودة وكيل وزارة الزراعة بالفيوم، أن مساحة القطن المنزرعة بالمحافظة بلغت 16 ألف و162 فدانًا من صنف جيزة 95 إكثار، موضحًا أن الزراعة تهتم بالمحاصيل الاستراتيجية ومنها القطن مما يعود بالنفع على الفلاح، ويرفع مستوى معيشته اقتصاديًا. وأكدّ جودة، أن المديرية تبذل قصارى جهدها للارتقاء بقطاع الزراعة وتوفير كافة مستلزمات الفلاح من البذور والتقاوي والأسمدة لتحسين نوعية المنتجات الزراعية وزيادتها.