في الوقت الذي تسعى سوريا إلى إعادة أبناءها من الخارج، زادت مخاوف تركيا بعد ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في البلاد، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، وهو ما يشكل عبئًا كبيرًا على البلد العثماني. هيئة الهجرة التركية نشرت تقريرا يشير إلى أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا سوف يتجاوز 5 ملايين نسمة بحلول عام 2028، الأمر الذي اعتبره مراقبون بمثابة إنذار مبكر، لم تشر أنقرة إلى من توجهه بالتحديد. ووفقا لصحيفة "حرييت"، فقد منحت تركيا وضعية حماية مؤقتة ل3 ملايين ونصف مليون سوري لاذوا بالفرار من أتون الحرب التي تشهدها بلادهم منذ أكثر من 7 سنوات، وانخفض عدد السوريين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين إلى نحو 205 آلاف لاجئ. وبحسب بيانات هيئة الهجرة، التي نشرتها الصحيفة، فإن إسطنبول هي المحافظة التي تستضيف أكبر عدد من السوريين بنحو 565 ألف لاجئ، تليها شانلي أورفا بنحو 470 ألفًا. اقرأ أيضًا: تركيا تلجأ إلى دول «البريكس» لتفادي شبح الانهيار الاقتصادي ورغم موجة النزوح السورية، إلا أن السلطات التركية منذ عام 2013، ألقت القبض على نحو 40 ألف لاجئ، ونحو 60 ألفا في 2014، وأكثر من 146 ألفا في 2015، وما يزيد عن 174 ألفا في 2016، ونحو 176 ألفا في 2017، وأخيرا في عام 2018، حيث تم القبض على نحو 150 ألف لاجئ سوري حتى أغسطس الجاري، بحسب صحيفة "المناطق" السعودية. في الوقت نفسه، أفادت آخر إحصاءات الأممالمتحدة، أن اللاجئين السوريين يشكلون نحو ثلث أجمالي اللاجئين في العالم، وأن تركيا تستضيف منهم أكثر من 3 ملايين ونصف المليون لاجئ سوري. معهد واشنطن الخاص بدراسات الشرق الأوسط نشر تقرير عن إحصاءات منقحة صادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأن تركيا تستضيف ما نسبته 63.4% من اللاجئين السوريين، وأنهم أسهموا في زيادة عدد سكان تركيا عام 2017 بنسبة 4.2%، لتقترب الدولة العثمانية من 82 مليون نسمة، بحسب "روسيا اليوم". ولفت التقرير إلى أن تدفق اللاجئين السوريين على تركيا بين عامي 2011 -2017، يعد التحول الديموغرافي الأهم في هذا البلد منذ التبادل السكاني الذي جرى بينه واليونان بين عامي 1923 - 1924. وأوضحت إحصاءات الأممالمتحدة أن 1.926.987 من اللاجئين السوريين في تركيا هم من الذكور، و1.627.085 من الإناث، ويوجد بينهم أكثر من مليون لاجئ دون سن العاشرة. اقرأ أيضًا: بعد عقوبات ترامب.. هل تشتعل الحرب التجارية بين أمريكاوتركيا؟ "الأممالمتحدة" أشارت إلى اختلاط الغالبية الساحقة من اللاجئين السوريين بالسكان الأتراك، فيما يتم إيواء 212.816 لاجئًا في مخيمات، وهو الأمر الذي أثار مخاوف السلطات التركية، نتيجة تزايد الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على كاهل الدولة. وتظهر هذه الإحصاءات وجود التجمع الأكبر من اللاجئين السوريين في محافظة إسطنبول، وهؤلاء يمثلون 3.6% من إجمالي سكان المحافظة عام 2017 ويتجاوز عددهم نصف مليون لاجئ. بينما تستضيف 8 محافظات تركية جنوبية نحو 57% من اللاجئين السوريين، فيما يشكل اللاجئون السوريون "19.3% من سكان سانليورفا، و21.2% من سكان هاتاي، و16.1% في غازي عنتاب، و10.4% من مرسين، ونسبة هائلة تبلغ 49% من سكان محافظة كيليس الصغيرة". ونتيجة للزيادة الملحوظة للسوريين في تركيا، ذكر محافظ إسطنبول، حسين أفني موتلو، أن الحكومة التركية ستتخذ إجراءات جدية حيال فئة من السوريين، ممن يقلقون سكان المدينة، ويسيئون لسمعة الشعب السوريين، بحسيب الأناضول. "موتلو" أوضح أن هناك نحو 67 ألف ضيف سوري في مدينة إسطنبول، مشيرًا إلى أن هذا الرقم لن يرتفع، إذ لم يلاحظ أي زيادة في عدد السوريين هناك خلال الأشهر الثلاثة الماضية. اقرأ أيضًا: هل تنتهي الأزمة بين تركياوالولاياتالمتحدة؟ وأضاف "لدينا معلومات حول مناطق سكن السوريين، وظروفهم، وأين يعملون وكيف يكسبون"، لافتًا إلى أن معظم السوريين في إسطنبول هم أصحاب مهن، ويعملون في المدينة، لكن هناك أيضًا متسولون ومشردون، وسنتخذ إجراءات جدية حول هذا الموضوع. وأكد محافظ إسطنبول أن الحكومة تعمل حاليا على إصدار قانون لنقل من لا يملك عمل أو مكان إقامة إلى المخيمات، حتى بدون رضاهم. أما مدير شعبة الأجانب في مديرية أمنيات غازي عنتاب، فقد نوه إلى أن نسبة الجرائم التي كان أطرافها سوريون في عام 2011 كانت أقل من 1%، فيما بلغت هذه النسبة في عام 2014 نحو 5.13% وذلك من أصل 24000 ألف جريمة، بينها 1276 جريمة أطرافها سوريون، بحسب الوكالة التركية. وأشار المسؤول التركي إلى وجود 270لاجئ سوري في مراكز الترحيل التركية، بسبب ارتكابهم جرائم تتعلق بالتهريب والمخدرات. وأخيرا، فإن حالة الخوف التي انتابت السلطات التركية، هي بداية لسلسلة من الهواجس خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها البلد العثماني مع فرض عقوبات اقتصادية عليها من قبل الولاياتالمتحدة.