كتب: عبد الرحمن عاطف بدأ شهر أغسطس بعدة عقوبات اقتصادية فرضتها أمريكا، بداية بروسيا، وبعدها إيران، وأصبحت الساحة أكثر اشتعالا بعد فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، على خلفية استمرار احتجاز أنقرة للقس الأمريكي، أندرو برونسون، المتهم بالتعامل مع جماعة "فتح الله جولن" المحظورة في تركيا. حيث اتهمت تركيا، واشنطن، الأربعاء الماضي، بشن حرب اقتصادية، وعدم احترام نظامها التشريعي، فيما يتعلق بتدخلها بمصير القس الأمريكي، الذي ظل معتقلا في تركيا لمدة تقارب الواحد وعشرين شهرا، بسبب اتهامات تتعلق بالإرهاب . واستهل المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالين خطابه، قائلا: "إن إدارة ترامب أكدت أنها تنوي اتباع سبل الرسوم الجمركية، والعقوبات، لتبدأ بهما حربا تجارية عالمية"، مشيرا إلي سياسات مشابهة اتبعتها أمريكا مع كندا والمكسيك والصين ودول الاتحاد الأوروبي. وتابع قائلا: "ليست لتركيا نية في بدء حرب اقتصادية مع أي طرف، ولكنها لا يمكنها البقاء مكتوفة الأيدي، أمام الهجمات الموجهة ضد اقتصادها وقضائها". ومن جانبه أعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، في تصريحات له خلال زيارته لإسرائيل، عن قلقه حيال تعهد قطر بالدعم الاستثماري لتركيا، والمقدر بخمسة عشر مليار دولار، الذي كان حسب قوله "غير كاف تماما لإحداث تأثير على الاقتصاد التركي". بالإضافة إلي تراجع الليرة التركية، هذا العام، حيث فقدت سبعة وثلاثين بالمئة من قيمتها، نتيجة لتأثرها بسياسة ترامب المالية، زاد الأمر سوءا، بسبب النزاع مع أمريكا وفرض الأخيرة عقوبات اقتصادية على أنقرة. وأما فيما يتعلق بقضية احتجاز القس الأمريكي، الذي من المحتمل أن يؤجج الخلاف الاقتصادي بين أنقرةوواشنطن، فقال كالن مدافعا عن موقف بلاده "بالتأكيد يوجد قانون في تركيا، وحالة القس، أندرو برونسون، تعتبر حالة قانونية جارية، متعلقة به بشكل فردي". وفي هذا السياق، تحدث، بير هامرلوند، مدير التخطيط السوقي، لمجموعة "إس إي بي" المصرفية، موضحا أنه يعتقد أن القس برونسون، سيتم إطلاق سراحه في النهاية، حيث إن قضية القس من شأنها أن تزيد من الضغوط المفروضة على الليرة من قبل أمريكا". وتابع: "طالما هنالك تدفق للدولار الأمريكي، إلي البنوك التركية، أو إلي أنقرة بشكل عام، سوف يستمر الضغط على الليرة، كما لن يكون من المدهش، إذا شهدنا نوبة أخرى من التقلبات في سعر الليرة". وفيما يتعلق بمحاكمة القس، رفضت محكمة محافظة إزمير التركية، الموافقة علي إطلاق سراح القس، معللة ذلك، بأن الأدلة ما زال يتم جمعها. وصرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مقابلة له، أمام شبكة أخبار "رويترز"، بأنه لن يقدم تنازلات لتركيا، مقابل إطلاق الأخيرة سراح القس المحتجز.