على مدى عقود مضت، احتلت الولاياتالمتحدة، صدارة قائمة الدول صاحبة أقوى القوات الجوية على مستوى العالم، حيث تمتلك أكثر من 13 ألف طائرة عسكرية وفقًا لمؤشر "جلوبال فاير باور". إلا أنه خلال السنوات القليلة الماضية، تمكنت قوى أخرى تعتبرها أمريكا تهديدًا لها مثل الصين وروسيا، من تطوير سلاحها الجوي، بشكل أثار مخاوف الولاياتالمتحدة. وهو ما دفع واشنطن إلى العمل على تطوير طائراتها لمواجهة هذا التطور، وهو ما بدأته بتطوير مقاتلات "F15" لزيادة قدراتها الهجومية، وفقًا لمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية. حيث قالت إيميلي جريبوسكي المتحدثة العسكرية باسم القوات الجوية الأمريكية إن سلسلة كاملة من الاختبارات، تُجرى على مقاتلات F15 لتطويرها، ومن المقرر أن تنتهي في 2020". ومن المقرر أن تطور القوات الجوية الأمريكية، المقاتلة F15 التي دخلت الخدمة منذ 1976، حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات القتالية المعاصرة. اقرأ المزيد: البحرية الأمريكية تفقد سيطرتها على بحار العالم حيث من المقرر أن تسمح هذه التحديثات، المقاتلة بالبقاء في الخدمة حتى أربعينيات القرن الحالي، وتمنحها القدرة على تتبع وتدمير أهداف العدو تحت ظروف القتال المختلفة. وأضافت جريبوسكي "أن القوات الجوية تهدف إلى تطوير صواريخ (إيم 9 إكس) وقنابل (إس بي دي 2) حتى تتمكن مقاتلات F15 من استيعابها". وأشار مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إلى أنه من المتوقع أن تستطيع مقاتلات F15، من استخدام قنابل "إس بي دي 2" بشكل كامل نهاية العام الجاري. وذكر مسؤولو شركة "رايثيون" للمقاولات العسكرية، أن قنابل "إس بي دي 2"، المقرر دخولها الخدمة قريبًا، تعد جيلا جديدا من القنابل قادر على تدمير الأهداف المتحركة في جميع أنواع الظروف الجوية من على مسافات أكبر من 40 ميلا. وأشارت المجلة إلى أن الأسلحة الجديدة التي ستحظى بها المقاتلة، تأتي ضمن استراتيجية أكبر لتطوير الطائرة، تشمل إضافة أجهزة استشعار واستهداف وحرب إلكترونية ورادار جديدة. اقرأ المزيد: الصين وروسيا تطوران صواريخ «الهايبرسونيك».. وأمريكا «محلك سر» وذكرت إيميلي جريبوسكي، أنه "سيتم إضافة أنظمة رادار إلكترونية حديثة لمقاتلات F15، على مدار السنوات العشرين القادمة"، مضيفة أن "الرادارات أثبتت توافقها مع الطائرة في اختبارات التشغيل الأولية". ويعد الرادار المحسّن عنصرًا رئيسيا في عملية تطوير المقاتلة، حيث إنه يتيح الكشف عن التهديدات المتقدمة، واستهداف الطائرات المعادية ذات التكنولوجيا المتقدمة، مثل المقاتلة الصينية "جيه 10". وأشار مسؤولو شركة "رايثيون" إلى أن مهندسيها يعملون على خطط لدمج قنابل "إس بي دي 2" مع مقاتلات من طراز F16 وF35 الشبح، و"سوبر هورنيت" كذلك. وأضافوا أن أهم ما يميز قنابل "إس بي دي 2" هو تقنية تسمى باحث "الوضع الثلاثي"، وهو نظام توجيه يوفر مجموعة من خيارات التوجيه والاستهداف التي لا يتم استخدامها عادةً في أي نظام آخر. وتعطي هذه التقنية القنابل القدرة على الاستهداف في أجواء الطقس المختلفة، في الوقت الذي قد تواجه فيه أنظمة التوجيه الأخرى مشكلات في الوصول إلى الأهداف أو تحديد أهدافها. اقرأ المزيد: مشروع ترامب للقوة الفضائية يثير الأزمات في الجيش الأمريكي كما تم تصميم هذه القنابل لتزن 208 رطلا فقط، وهو وزن أخف من معظم القنابل التي يتم استخدامها حاليا، بحيث يمكن دمج ثمانية منها داخل المقاتلات الشبح. وأكد مسؤولو شركة "رايثيون" أنه إذا تم وضع هذه القنابل في غرفة الأسلحة الداخلية للمقاتلة الشبح، فيمكن للطائرة أن تنجح في الاحتفاظ بخصائصها الخفية، حيث لن تكون هذه القنابل مرئية لرادارات العدو. وتحمل قنابل "إس بي دي 2" رأسا حربيا متفجرا وزنه 105 أرطال بتقنية "الانفجار هش"، وتكنولوجيا "البلازما جيت" المصممة لاختراق الدروع. كما لديها القدرة على تصنيف الأهداف، حيث يمكن، على سبيل المثال، برمجتها لاستهداف الدبابات فقط، كما يمكن أن تفرق هذه القنابل بين الدبابات أو القوارب أو الأهداف ذات العجلات.