بجانب الأوضاع الاقتصادية السيئة، والديكتاتورية التي تحكمهم، يعاني سكان كوريا الشمالية من استغلالهم في العمل دون مقابل، أو بمقابل زهيد فيما يعرف ب"العبودية الحديثة". وذكر تقرير نشر أمس الخميس، أن كوريا الشمالية تمتلك أعلى معدل من العبودية الحديثة في العالم، حيث يعيش أكثر من واحد من كل عشرة أشخاص في عبودية. وأشار التقرير الذي نشرته مجلة "التايم" الأمريكية، إلى أن العبودية الحديثة تنتشر في العديد من الدول ذات الأنظمة القمعية بما فيها كوريا الشمالية، لكن الدول المتقدمة تتحمل أيضًا مسؤولية ذلك، حيث تستورد بضائع بقيمة 350 مليار دولار يتم إنتاجها في ظل ظروف مريبة. ويقدر مؤشر العبودية العالمي الصادر عن مؤسسة "ووك فري" أن هناك نحو 40.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم تعرضوا للعبودية الحديثة في عام 2016، وتتركز أكبر نسبة في كوريا الشمالية، حيث يعيش نحو 2.6 مليون مواطن كوري شمالي تحت وطأة العبودية. ونقلت المجلة عن يون مي بارك، وهي مواطنة من كوريا الشمالية هربت إلى الصين حيث أجبرت على الزواج، في مؤتمر صحفي في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، أن "هذا المؤشر يؤكد أننا موجودون". اقرأ المزيد: «العبودية الحديثة» في بريطانيا.. عشرات الآلاف مستعبدون في أعمال الدعارة وصناعة المخدرات وأضافت المواطنة الكورية الشمالية، أن "أكثر من 40 مليون شخص ليسوا أرقاما، ويمكن أن يكون أي شخص، من ضمنهم، لقد كنت من ضمنهم، وكذلك والدتي وأختي"، وأكدت "حتى الآن، يوجد 300 ألف من الهاربين الكوريين الشماليين في الصين، ويتم تهريب 90% منهم وبيعهم من قبل رجال صينيين مقابل بضع مئات من الدولارات". وحثت التي تدرس الآن في جامعة كولومبيابنيويورك، الناس في كل مكان في العالم لمساعدة الملايين من ضحايا العبودية الحديثة. وقالت بارك، التي أسست مجموعة تساعد ضحايا الاتجار في البشر من الكوريين الشماليين، إن "هؤلاء الناس ولدوا في المكان الخطأ، وهذا هو السبب في أنهم يعاقبون". وتعد مؤسسة "ووك فري"، حملة لمكافحة العبودية أسّسها الملياردير الأسترالي أندرو فورست، الذي قال في مؤتمر صحفي في نيويورك: "للمرة الأولى هناك أمل حقيقي في إنهاء العبودية الحديثة". وتعرف العبودية الحديثة على أنها استخدام العنف أو الخداع أو التهديد للإيقاع بالبشر وإجبارهم على العمل القسري والاستغلال الجنسي والخدمة المنزلية القسرية. اقرأ المزيد: مؤشرات العبودية المعاصرة وذكر فورست أن الهدف من هذا المؤشر هو الضغط على الحكومات والشركات للقيام بالمزيد لإنهاء العبودية الحديثة من خلال توفير بيانات حقيقية عن أعداد الأشخاص الذين يعانون من العبودية الحديثة وتأثيرها في جميع أنحاء العالم. وأضاف أنه على سبيل المثال، تهدد العبودية الحديثة في الدول النامية، الوظائف في الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية، لأن السلع المحلية تشهد منافسة غير عادلة ضد الواردات التي تنتج عن طريق "أسوأ الأنواع الاستغلال". وقال التقرير إنه "من خلال كشف السلاسل التجارية والتركيز على المنتجات التي تستغل الأشخاص الواقعين تحت وطأة العبودية الحديثة، والتي تستوردها الاقتصادات الكبرى، يصبح من الواضح أنه حتى أغنى البلدان تتحمل مسؤولية واضحة وفورية في انتشار العبودية الحديثة على الصعيد الداخلي وخارج حدودها". وأكد أن "الاقتصادات المتقدمة تتعرض لخطر العبودية الحديثة ليس فقط عندما ترتكب هذه الجريمة داخل حدودها الوطنية، ولكن أيضًا عندما يتم نقل تلك المخاطر إليها فعليًا من خلال المنتجات التي تستوردها". وأشار التقرير إلى أن كلا من الفحم والكاكاو والقطن والأخشاب والأسماك، من بين المنتجات التي قد تشوبها العبودية الحديثة، وفي كوريا الشمالية، تعتبر صادرات الفحم هي مصدر القلق الأكبر. اقرأ المزيد: 500 مليون دولار سنويا من جيوب العمال بالخارج للزعيم الكوري الشمالي وتحتل الولاياتالمتحدة قائمة الدول التي تستورد المنتجات التي ينتجها ضحايا العبودية الحديثة بإجمالي واردات تقدر بنحو 143 مليار دولار، وتليها اليابان بإجمالي 47 مليار دولار، وألمانيا ب30 مليار دولار. وأضاف أن نحو 71% من ضحايا العبودية الحديثة هم من الإناث، فيما يمثل الذكور نحو 29% فقط من إجمالي الضحايا حول العالم. ومن ضمن ضحايا العبودية الحديثة البالغ عددهم نحو 40.3 مليون شخص، نحو 15.4 مليون امرأة أجبرن على الزواج، فيما أُجبر 24.9 مليون شخص على العمل بشكل قسري.