الانترنت أمر ضروري لا غنى عنه في كل منزل ومطلب أساسي لكل فرد، فلا يوجد أحد الآن لا يعرف كيفية استخدامه، بداية من الطفل الصغير إلى الكبير، لا يمكنهم القيام بعملهم دون وجود الإنترنت. للإنترنت فوائد وأهمية كبيرة في حياتنا، فقد ذكر كل من أسامة عبد الرحمن في كتابه «الإنترنت ما له وما عليه»، وعبد الهادي مصباح في كتابه «الإدمان» عن أهمية الإنترنت ما يلي: 1- يساعد الإنترنت في التواصل بين الناس، فهو أسهل وأسرع من الوسائل الأخرى، ويوفر برامج للمحادثات والمكالمات التي تمكن من التواصل بطرق مختلفة بمجرد لمسة إصبع. 2- يوفر الإنترنت خدمات كثيرة للمستخدم، منها خدمات البيع والشراء وكذلك عقد الصفقات التجارية مع آخرين من كل أنحاء العالم وتتيح عملية التسوق التي قد لا يتمكن من القيام بها بعض الأفراد في الأماكن التجارية وتصل البضائع إلى المستخدم دون أن يتحرك من مكانه، كما توفر إمكانية الإعلان عن أي منتج أو حدث بسهولة وتكلفة بسيطة. 3- توفر شبكة الإنترنت أيضا وسائل متعددة للترفيه بما توفره من برامج وتوفر له ما يحتاج من أفلام وأغان ومواد إعلامية قد يحتاج إليها، كما يوفر برامج التسلية والمتعة كالألعاب الإلكترونية التي أصبحت جزءا لا غنى عنه من أنشطة أي مستخدم للإنترنت. 4- ليس الترفيه والعمل والتجارة فقط من أهم فوائد الإنترنت، فهو فرصة كبيرة للدراسة والتعلم، ويتمكن الفرد من الالتحاق بأماكن للدراسة دون الحاجة إلى السفر، فيمكنك حضور الدورات التدريبية والحصول على الشهادة الخاصة بها من خلال الإنترنت، وأيضا يوفر إمكانية الوصول إلى الكتب والمراجع والرسائل التي يحتاجها المستخدم. ومن أضرار الإنترنت الإدمان الذي يحدث عندما يستخدمه الشخص لفترات طويلة بداع ودون داع. ومن الأعراض التي ذكرها كل من أسامة إبراهيم في كتابه وآمال عبد السميع أباظة أستاذ الصحة النفسية بجامعة كفر الشيخ في كتابها تربية الأطفال ما يلي: 1- يشعر الفرد بمتعة كبيرة للجلوس لفترة طويلة أمام الإنترنت دون الشعور بالوقت وتزداد المدة باستمرار، بالإضافة إلى التحدث الدائم في الأوقات الأخرى عن الإنترنت والتفكير أو الانشغال به. 2- شعوره بالتوتر والخوف عند انقطاع الإنترنت أو عدم توافره لأي سبب والشعور بالسعادة البالغة عند عودته مرة أخرى وإمكانية استخدامه مما يدل على التعلق الشديد به. 3- إهمال العمل أو الدراسة من أجل استخدام الإنترنت وأيضا إهمال واجباته الإجتماعية تجاه أسرته وتقصيره في القيام بدوره كأب أو كابن أو تقصيره في زيارة الأهل والتعامل معهم، أي أنه يلغي كل ما يجب القيام به تجاه أي شيء من أجل استخدام الإنترنت. 4- يستخدم الإنترنت كوسيلة للهروب من المشكلات التي يعاني منها في حياته سواء الدراسية أو العملية أو الأسرية و خاصة عند زيادة الإحساس بالحيرة والعجز عن حل المشكلة أو زيادة الإحساس بالقلق والتوتر والضيق. وتتعدد الأسباب التي تؤدي بالمستخدم إلى إدمان استخدام الإنترنت ومنها: 1- شعوره بالوحدة والفراغ والملل الذي يؤدي به إلى القيام بأي شيء يساعده على التخلص من هذا الإحساس، وبالتالي قضاء وقت طويل في استخدام الإنترنت يعد أمرا طبيعيا له، ويساعده على تقليل شعوره بالضيق والقلق الذي يسيطر عليه. 2- تواصل المستخدم مع الآخرين وهو الشيء غير المتاح له في الواقع وعدم قدرته على التعامل الجيد معهم في الظروف الطبيعية، إما نتيجة لعدم ثقته بنفسه أو ضعف خبرته في التعامل الجيد مع الآخرين. 3- بالإضافة إلى السرية وعدم ضرورة وجود معلومات عنه مما يساعده على استخدامه بارتياح شديد دون الحاجة إلى تعريف نفسه للآخرين أو التصريح بكل المعلومات الحقيقية عنه، وفي بعض الأحيان عندما يضع المستخدم معلومات عن نفسه يمكن بسهولة الحفاظ على سرية هذه المعلومات. 4- يمكن الإنترنت المستخدم الهروب من الواقع بمشكلاته التي يعاني منها ولا يستطيع التغلب عليها إلى واقع افتراضي ينسى فيه كل مشكلاته ويستطيع فيه التعبير عن نفسه بحرية دون أن يعرفه أحد ويحاسبه ويخفف عنه توتره الناتج عن هذه المشكلات. ومن الخطوات التي يجب اتباعها لعلاج وتفادي هذه المخاطر.. 1- يجب أن يقوم المستخدم بتقليل عدد ساعات استخدام الإنترنت، على سبيل المثال تخصيص 10 ساعات في الأسبوع، مما يساعده على التخلص من الآثار السلبية لإدمان الإنترنت وتوفير وقت يقوم فيه بدوره وواجباته سواء نحو دراسته أو عمله أو أسرته أو حتى تجاه نفسه. 2- يمكنه التحكم في الوقت الذي يستغرقه في استخدام الإنترنت أن يستخدم المنبه لتحديد مثلا ساعة من بداية استخدامه وينتهي عندما يدق الجرس بانتهاء الساعة، لأن مدمن الإنترنت لا يشعر بالوقت في أثناء استخدام الإنترنت ويحتاج للتنبيه للانتهاء منه. 3- يمكن أن يقوم المستخدم بعد تقليل الوقت الذي يستخدمه في الإنترنت أن يستفيد به في القيام بالأنشطة التي توقف عن القيام بها قبل إدمانه للإنترنت، كالرياضة ومقابلة أصدقائه أو القراءة أو أي نشاط كان يقوم به بعيدًا عن الإنترنت. 4- يجب أن يحدد الأسباب التي أدت به إلى إدمان الإنترنت حتى يتمكن من التغلب عليها ولا يعود مرة أخرى لإدمانه نتيجة لاستمرار هذه الأسباب، وإذا لم يستطع التعرف على هذه الأسباب أو التخلص من إدمان الإنترنت عليه أن يطلب مساعدة المعالجين حتى يستطيع تحقيق هدفه. عزيزي القارئ، الإنترنت على الرغم من فوائده التي لا تحصى فإنه لا يمكن أن يعوضك عن الكثير من الخبرات والمواقف التي يمكن أن تمر بها في الحياة والتي تزيدك بالخبرة، ولا يمكن أن تعوضك عن السعادة التي يمكن أن تحظى بها عند التعامل مع الآخرين في مواقف حقيقية.