يصر حلف شمال الأطلسي "الناتو" على التواجد داخل العراق، رغم الكثير من المطالبات التي تدعو لمغادرة القوات الأجنبية للأراضي العراقية منذ الإعلان عن القضاء على تنظيم "داعش" أواخر العام الماضي. فقد أعلن زعماء "الناتو" رسميا عن إطلاق بعثة تدريب في العراق، بهدف رفع كفاءة القوات الأمنية والعسكرية هناك ومساعدة الدولة على بناء الأكاديميات العسكرية وتأسيس هياكل قطاع الدفاع والأمن. أمين عام حلف "الناتو" ينس ستونتلبيرج، أكد على أن قوات التحالف ستبقى بالعراق لمساعدته في مواجهة الإرهاب، وقال خلال مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تباحثنا بشأن تدريب القوات العراقية"، مشيرا إلى أن الحلف سيبقى يقدم المساعدة الى البلدان التي تواجه الإرهاب وخاصة العراق. كندا تقود المهة ووسط هذا الإصرار، أعلنت الحكومة الكندية أمس، أنها سترسل حوالى 250 عسكريا وآليات مصفحة و4 مروحيات، استعدادا لتسلمها لمدة عام قيادة مهمة "الناتو" لتدريب ودعم القوات العراقية. اقرأ أيضا : لماذا «الثعلب الإيراني» موجود في العراق؟ الحكومة الكندية، أعلنت في بيان لها، أن الجنود الكنديين بقيادة ميجور جنرال، سينتشرون ابتداءً من خريف 2018 في منطقة بغداد ل"مساعدة العراق على بناء هيكلية أمنية وطنية اكثر فعالية وعلى تطوير تدريب قوات الأمن العراقية". وأوضحت الحكومة الكندية أن فرق التدريب المتحركة لدعم جهود الحلف الاطلسي لمكافحة العبوات الناسفة قد باشرت عملها، بحسب "الحياة". وأعلنت وزارة الدفاع القومي الكندي في بيان صدر عنها اليوم الخميس، أن أوتاوا، التي تنتهي ولايتها الجارية للوجود العسكري في العراق في 30 يونيو الجاري، "مددت مساهمتها في أعمال التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» حتى 31 مارس 2019". وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، شدد أمس، على أن مهمة العسكريين الكنديين الموجودين في العراق تتمثل في تدريب العسكريين العراقيين والأكراد ولا تتضمن مشاركتهم في العمليات القتالية. حكومة رئيس وزراء كندا السابق، ستيفن هاربر، قررت في أكتوبر الماضي، نشر مجموعة طائرات حربية صغيرة وعدد من الفنيين في قاعدة جوية بالكويت ضمن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لمحاربة "داعش"، إضافة إلى إرسال 69 مدربا عسكريا إلى شمال العراق. وتشارك كندا منذ العام 2014، في ائتلاف عسكري ضد المتشددين عبر القيام بعمليات جوية وتقديم دعم طبي وأعمال تدريب إلى القوات العراقية. اقرأ أيضا : وسط مخاوف أمنية واقتصادية.. العراق يدخل مرحلة «الفراغ التشريعي» وكانت كندا أعلنت في يونيو الماضي، أن القوة الكندية التي تتألف من 210 جنود على الارض في العراق، لم تعد تقدم مساعدات أو تدريبات إلى المقاتلين الأكراد إثر اندحار "داعش" في شمال العراق. هذا الإعلان يأتي متزامنا مع قمة لقادة دول الأطلسي تعقد حاليا في بروكسيل، كما يأتي بالتزامن مع توجه رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، إلى بروكسل لحضور اجتماعات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وقال مكتب العبادي، في بيان إنه "توجه الى العاصمة البلجيكية بروكسل لحضور اجتماعات التحالف الدولي ضد عصابات داعش الإرهابية التي تنطلق اليوم"، مضيفا أن العبادي سيلتقي على هامش المؤتمر بعدد من المسؤولين إضافة إلى حلف الناتو. ويُعقد على هامش القمة التي بدأت امس اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة داعش، لمناقشة مراحل العمل المقادمة بعد هزيمة التنظيم. وتطالب السفيرة الأمريكية لدى الناتو بأن يتم التركيز في المرحلة المقبلة على مساعدة العراق على بسط الاستقرار على أراضيه، والاستفادة من التحالف الدولي ضد داعش في هذا المجال، منعاً لأي محاولة لا عادة تشكيل التنظيم. اقرأ أيضا : بعد تشغيل «إليسو» التركي.. هل يخوض العراق حرب مياه؟ انتهاك للسيادة وتعليقا على إعلان الحلف موافته على إنشاء بعثة غير قتالية في العراق بقيادة كندا، لتدريب القوات العراقية، وصفت حركة عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي، تواجد القوات الأجنبية بأنه انتهاك لسيادة العراق، حيث أبدت رفضها لوجود قوات حلف الناتو، مؤكدة "عدم حاجة العراق لها". ونقلت "روسيا اليوم" عن المتحدث باسم الحركة نعيم العبودي قوله: "وجود أي قوات عسكرية على أرض العراق يحتاج إلى تفويض برلماني، ونحن نرفض وجود أي قوة مقاتلة على الأرض". مضيفا: "وجود هذه القوات يعتبر انتهاكا لسيادة العراق، كما أن العراق ليس بحاجة لأي قوة، فلديه جيش وشرطة وحشد شعبي". وكان أمين "الناتو" قد أعلن في مارس الماضي، أن قوات الحلف ستبقى في العراق، بناءً على طلب السلطات المحلية، وذلك بعد أن طلب البرلمان العراقي حينها إقرار جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية. وأكد أن الحلف لن يبقى "أكثر مما ينبغي"، مضيفا أن القوات التي أرسلتها 19 دولة في الناتو تكثف تدريباتها (للقوات العراقية) خصوصا في مجال إزالة الألغام والطب العسكري وصيانة المعدات. موضحا أن الحلف سيتولى التدريب طالما كان ذلك ضروريا، للتأكد من عدم ظهور تنظيم داعش مجددا، كما سيساعد الحلف العراق أيضا في إقامة مدارس وأكاديميات عسكرية والعمل على إصلاح المؤسسات بما فيها مكافحة الفساد ، بحسب "سكاي نيوز". اقرأ أيضا : وسط قلق حقوقي.. «إعدامات العراق» بين الاستجابة لضغط الشارع والثأر هناك موقف شعبي موحد في العراق يتمثل في أن هذا البلد لم يعد بحاجه لقوات برية أجنبية لضرب الإرهاب، مؤكدين أن قوات الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية قادرة على دحر الإرهاب، وأن كل ما يحتاجه العراق هو تسريع وتيرة التسليح والدعم الجوي، والأهم إيقاف تدفق الإرهابيين من دول الجوار.