في الوقت الذي تجتمع فيه الأسر داخل منازلها حول مسلسلات تتابعها بشغف ينُم عن إعجاب واستمتاع بالمشاهدة، وتكتسب فيه الدراما إقبالًا فنّيًا وجماهيريًا من مختلف الفئات العمرية على حساب السينما، كانت الساحة ممهدة لنجاح عدة أسماء، لم تكن في الحسبان خلال السنوات الماضية، وأخرى لم يكن لها تواجد درامي ولا سينمائي من قبل، وبعد تولي عدد من الفنانين البطولة المطلقة في الأعمال التليفزيونية، ونجاحهم في فرض أسمائهم بقوة على الساحة الدرامية، وخوض منافسة الموسم الرمضاني، كان ذلك دافعًا لهم لخوض تجارب عبر الشاشة الذهبية، ولكن هل ينصفهم شباك التذاكر ويصنع منهم نجومًا سينمائيين؟ أمير كرارة مواسم أربعة أخيرة في دراما رمضان شهدت تواجد بطولي للفنان أمير كرارة، البداية من خلال مسلسل "حواري بوخاريست" (2015)، ثم مسلسل "الطبال" (2016)، وكان عام 2017 شاهدًا على بداية جديدة لكرارة، بداية لم تكن في مخيلته من خلال مسلسله "كلبش"، أحد أهم الأعمال الرمضانية التي عُرضت العام الماضي، وحقق به جماهيرية كبيرة ونجاحًا غير متوقع، ما دعاه لتقديم جزء جديد من العمل في رمضان المنقضي (2018)، واصل خلاله النجاح الذي دفعه لتقديم أولى بطولاته السينمائية المطلقة من خلال فيلم "حرب كرموز" بموسم أفلام عيد الفطر، والذي يشهد منذ طرحه إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، وحقق به إيرادات ضخمة تخطت حاجز ال40 مليون جنيه حتى الآن. ياسر جلال شهدت دراما رمضان في آخر موسمين تواجد بارز للفنان ياسر جلال، البداية مع نجاح كبير حققه عام 2017، من خلال مسلسل "ظل الرئيس"، أولى بطولاته المطلقة عبر الشاشة الفضية، بعد سنوات من أداء الأدوار الثانية، وواصل تألقه وتفوقه هذا العام بمسلسل "رحيم" الذي استحوذ على نسبة كبيرة من المشاهدات والإشادات في رمضان، فيما أعلن المنتج ريمون مقار مالك شركة "فنون مصر" المنتجة للعملين، إنه يعقد جلسات عمل مع جلال لتقديم مشروع سينمائي جديد وضخم لم يُستقر على اسم له بعد، معربًا عن ثقته الكبيرة بياسر بعدما حقق قاعدة جماهيرية ضخمة على الشاشات التليفزيونية وداخل البيوت العربية. عمرو يوسف 5 مواسم رمضانية أخيرة شهدت تواجد بطولي للفنان عمرو يوسف، البداية مع مسلسل "عد تنازلي" (2014)، ثم "ظرف أسود" (2015)، ثم "جراند أوتيل" (2016)، وحقق العمل نجاحًا كبيرًا، ثم "عشم إبليس" (2017)، وأخيرًا "طايع" (2018)، وحقق العمل نجاحًا كبيرًا أيضًا، تلك النجاحات على وشك أن تُعيده للسينما من خلال فيلم "علي الزيبق" الذي يعكف على التحضير له منذ عام 2015، ويتناول قصة أحد أهم الأبطال الشعبيين المصريين، وسبق وأن قدّمها للتليفزيون النجم فاروق الفيشاوي منذ أكثر من ثلاثين عامًا. يوسف الشريف الفنان يوسف الشريف نجح على مدار أعوام في وضع اسمه في مقدمة نجوم الدراما التليفزيوينة كل عام، من خلال عدة مسلسلات حققت نجاحا كبيرا خاض من خلالها تجربة البطولة المطلقة، البداية بمسلسل "رقم مجهول" و"زي الورد" (2012)، ثم "اسم مؤقت" (2013)، ثم "الصياد" (2014)، ثم "لعبة إبليس" (2015)، ثم "القيصر" (2016)، وأخيرًا "كفر دلهاب" (2017)، ثم آثر الابتعاد عن الموسم الرمضاني لأول مرة منذ عام 2009، وذلك لتصوير فيلمه "بني آدم" للمخرج أحمد نادر جلال والمؤلف عمرو سمير عاطف، والذي يشهد عودته للسينما بعد فترة غياب وصلت ل9 سنوات، منذ أن قدم فيلم "العالمي" مع المخرج أحمد مدحت. طارق لطفي مشوار طويل للفنان طارق لطفي مع الدراما التليفزيونية، بدأه منذ مطلع الألفية الجديدة، ولكن في أدوار ثانية، وبداية تواجده البطولي كان في عام 2014 من خلال مسلسل "عد تنازلي" بحلوله اسم ثاني من خلف عمرو يوسف، ثم شهد العام التالي أولى بطولاته المطلقة من خلال مسلسل "بعد البداية" (2015)، ثم مسلسل "شهادة ميلاد" (2016)، ثم مسلسل "بين عالمين" (2017)، وآثر عدم المشاركة في الموسم الرمضاني المُنقضي في مقابل تحضيره للعودة لعالم السينما مرة أخرى بفيلم "122" للمخرج العراقي ياسر الياسري، بعد فترة غياب تصل ل9 سنوات، منذ أن قدّم فيلم "أزمة شرف" مع غادة عبد الرازق (2009)، ولكن بطلًا لأول مرة وليس سنيدًا كما كان. لا شك أن السينما أبقى من التليفزيون، ولكن الشاشة الذهبية صارت مغامرة يخشى المنتجون عواقبها، وعلى عكس ذلك فإن توزيع المسلسلات في الموسم الرمضاني فرصة ذهبية لضمان بيع الدقيقة الإعلانية بمبالغ طائلة، وبالتالي إمكانية جني ما تم صرفه على العمل كبيرة، ويأتي ذلك في ظل حاجة مُلحة لضرورة إحياء القوى الناعمة واستغلالها سياسيًا بما يوافق المصالح القومية للبلاد، وبالطبع السينما من أبرز القوى الناعمة المصرية على المستوى الإقليمي.