تشهد العملة الإيرانية "الريال" حالة من التراجع أمام العملات الأخرى في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده إيران، حيث هوى الريال أمس إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي، مواصلا خسائره. فقد وصل سعر الدولار أمس إلى 87 ألف ريال، مقارنة بحوالي 75 ألفا و500 ريال الخميس، وهو آخر يوم تداول قبل عطلة نهاية الأسبوع في إيران. ضعف الأداء الاقتصادي والصعوبات المالية في البنوك المحلية والطلب الكثيف على الدولار بين الإيرانيين القلقين بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتجدد العقوبات الأمريكية على طهران، بما قد يقلص صادرات البلاد من النفط وغيره، أسباب أدت جميعها إلى انهيار الريال. اقرأ أيضا: هل ينقذ النظام الإيراني «التومان» من الانهيار؟ ودخلت بعض العقوبات حيز التنفيذ بعد مهلة "تصفية أعمال" تبلغ 90 يوما، وتنتهي 6 أغسطس المقبل، وأهمها العقوبات، التي تستهدف قطاع البترول، بعد مهلة 180 يوما تنتهي في الرابع من نوفمبر المقبل. موجة غضب انخفاض قيمة العملة المحلية، أشعل موجة غضب عامة بسبب الارتفاع السريع في أسعار السلع المستوردة، فقد خرج مئات المتظاهرين إلى شوارع العاصمة الإيرانية، طهران، احتجاجا على أحدث هبوط للعملة المحلية "الريال"، الأمر الذي أشعل الاحتجاجات مجددا في وجه النظام الحاكم. واحتشد مئات الأشخاص في مناطق التسوق الرئيسية في طهران، لمطالبة الحكومة الإيرانية بالتحرك أمام التدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي منذ أشهر عدة. وقال العديد من المتظاهرين من أصحاب المتاجر ممن يبيعون الهواتف المحمولة، إن ارتفاع سعر الدولار يجعل سعر الهواتف المستوردة بعيدا عن متناول المستهلكين، الأمر الذي يكبدهم خسائر فادحة. المئات من أصحاب محلات الهواتف المحمولة، أغلقوا محالهم التجارية، ونظموا وقفة احتجاجية، مطالبين وزير الاتصالات محمد آذري جهرمي بالاستقالة من منصبه. وقال أحد تجار الهواتف المحمولة بالعاصمة طهران، "إن تقلب سعر الدولار دفعنا إلى إغلاق محالنا"، مضيفًا أنه بسبب تقلب أسعار الدولار وارتفاع أسعار السلع، يفضل أصحاب المتاجر عدم البيع، بحسب وكالة "آخرين خبر". اقرأ أيضا: اغتصاب فتيات السنة.. جريمة جديدة تفضح النظام الإيراني كما انطلقت احتجاجات شعبية مناهضة لحكومة روحاني في مدينة مشهد شمال شرق البلاد، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، رفع خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة لحكومة الرئيس حسن روحاني وفريقه الاقتصادي. وطالب المحتجون روحاني بإقالة فريق حكومته الاقتصادي والعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. كما هتف المحتجون ضد التدخل الإيراني في سوريا الذي تبعته أضرار كبيرة أنهكت الاقتصاد وأتعبت المواطنين، وطالب المحتجون نظامهم بالانسحاب الفوري. في المقابل، اتهم وزير الاتصالات الإيراني، من وصفهم ب"أصحاب المصالح الخاصة" بأنهم يقفون وراء عملية ارتفاع أسعار الهواتف، متعهدًا بمحاسبة التجار الذين يستهدفون قطاع بيع الهواتف المحمولة. رحيل روحاني البرلمان الإيراني ناقش خلال جلسة مغلقة الانخفاض المستمر للعملة، التي بلغت أدنى مستوياتها تاريخيا، وما ترتب على ذلك من أضرار على الاقتصاد، وذلك وسط مطالبات باستقالة الرئيس حسن روحاني، وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد. تزامنت جلسة البرلمان مع حملة مطالبات شعبية واسعة النطاق، نظمها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبت بتغيير الفريق الاقتصادي، والبحث عن حلول للخروج من الأزمة التي تثقل كاهل الإيرانيين، بحسب "العربية". اقرأ أيضا: «سعيد مرتضوي».. تورط في قتل المتظاهرين وهربه النظام الإيراني وبينما تحذر الحكومة بقيادة روحاني الإعلام الإيراني من نشر معلومات عن أوضاع العملة أمام نظيراتها الأجنبية، نشرت وكالة "تسنيم" المقربة من النظام الإيراني تقريرا، الأحد، كشفت فيه عن أسعار غير مسبوقة تتداولها مكاتب الصرافة بعيدا عن الرقابة الحكومية. تداعيات العقوبات وكان العديد من التقارير قد تحدث عن تداعيات العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني وحكام طهران، كان أبرزها انهيار العملة وهو ما حدث بالفعل والذي يتوقع الخبراء أن يواصل تدهوره، كما تشمل تلك التداعيات ما يلي: - سيكون من الصعب على إيران بيع نفطها الخام في الأسواق العالمية، وهو ما يعني خسارة إيرادات كبيرة كانت تستغلها طهران في دعم الميليشيات والتوسع الإقليمي. - ستغذي الأوضاع الاقتصادية المتدهورة الاحتجاجات في البلاد، لأن السكان لن يكونوا قادرين على تحمل تكاليف الحياة الأساسية. - كما ستشهد الاستثمارات الأجنبية تراجعا كبيرا، ولن يؤدي نقص الاستثمارات إلى الإضرار بالنمو الاقتصادي فحسب، بل سيعرقل أي جهود لتطوير أو تحديث الصناعات المحلية الإيرانية. - ويتصل جزء من العقوبات الأمريكية بمحافظ البنك المركزي الإيراني وأحد مساعديه، اللذين تتهمهما وزارة الخزانة الأمريكية بدعم الحرس الثوري الإيراني، وخاصة فيلق القدس الذي يتولى رعاية الميليشيات الطائفية في المنطقة، بحسب "سكاي نيوز". اقرأ أيضا: بعد «إهانة القومية العربية».. «الأحواز» ينتفضون ضد النظام الإيراني وفقدت العملة الإيرانية نصف قيمتها خلال عام واحد، و40% خلال 6 أشهر، لا سيما بعد وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وانسحابه من الاتفاق النووي في الثامن من مايو الماضي، ونجد أن الحكومة تحاول توحيد سعر الصرف الرسمي وغير الرسمي مقابل الدولار، لكن دون جدوى.