شبكة نتفليكس رسخت لنفسها سمعة أن عروضها لا تنتهي؛ فشهريا تقدم لمشتركيها قائمة جديدة من الأفلام والمسلسلات و"الشاطر" من ينهيها، ومع هذا التنوع من مسلسلات رعب وأفلام دراما وكوميدي وأكشن، لا بد بالطبع أن تتسبب بعض عروضها في ضجة، فأحيانًا تناقش هذه العروض قضايا حساسة بالنسبة للمجتمع الأمريكي، وأحيانا تتناول شخصيات مثيرة للجدل، وموقع looper يعرض قائمة ب5 عروض قدمتها نتفليكس، غيرت الواقع في المجتمع الأمريكي. 1- مسلسل 13Reasons Why منذ عرض الجزء الأول من مسلسل 13Reasons Why العام الماضي والآراء تتضارب حوله؛ فالبعض يراه من أفضل ما قدمته الشبكة، والبعض الآخر يرى أنه مسلسل مبالغ في تقديره، لكن ما يمكن أن نتفق عليه هو أنه يناقش قضايا حساسة جدا ويسلط الضوء على جانب مخيف ومظلم للمجتمع الأمريكي؛ في الموسم الأول شاهدنا هانا بيكر تنتحر بطريقة شنيعة وهي قطع شرايينها في البانيو، ورغم انزعاج الكثيرين من هذا المشهد الدموي، إلا أن صناع المسلسل قرروا زيادة الجرعة الدموية في الجزء الثاني، وهذه المرة بمشهد اغتصاب أحد طلاب الثانوية، الذي أثار أغضب رواد مواقع السوشيال ميديا، وطالب البعض بحذفه، لكن المدير النتفيذي ل"نتفليكس" رفض لأنه مهم لتوعية الجمهور بالكوارث التي تحدث في المدارس الثانوية الأمريكية، وأكد أن المنزعج من المشهد يمكنه ألا يراه. 2- مسلسل Big Mouth من الصعب أن تثير مسلسلات الأنيميشن جدلًا في أمريكا، لكن نتفليكس نجحت في ذلك بمسلسل Big Mouth رغم كونه يحكي عن مراهقين في المدرسة الثانوية، فإنه كان يتناول مواضيع جنسية شائكة، ما جعل الجمهور ينفر منه إلى حد ما، فالفارق بينه وبين مسلسلات أنيميشن مثل BoJack Horseman الذي كان يعرض على نتفليكس أيضًا، أن الأخير كان يتطرق إلى أزمات وجودية مثل الخوف من الفشل والبارانويا في إطار كوميدي يصلح للكبار، بينما Big Mouth كان يعتمد على كوميديا منفرة لم ترق إلا لبعض النقاد الذين رأوا فيها ذكاءً نادرًا. 3- فيلم Blue is the Warmest Color رغم أن فيلم Blue is the Warmest Color فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2013، وسط إشادة جماهيرية ونقدية كبيرة، يستحقها بالفعل، بشهادة البطلتين آديل وليا سيدو، فإن الاثنتين رغم مدحهما للفيلم أثارتا جدلًا كبيرًا بكلامهما عن المخرج عبد اللطيف كشيش، وطريقة معاملته لهما في الفيلم الذي يحكي عن مراهقة تقع في حب فتاة ساحرة تمتلك شعر أزرق وتعيش معها قصة رومانسية تحاول فيها التغلب على وصمة المثلية التي تلاحقها، وبتطور الأحداث تنتهي قصة الحب بنهاية مأساوية تخون فيها أديل صديقتها وترفض الثانية اعتذارها، "عبد اللطيف" من أجل إتقان الدور كان يجعل الممثلة ليا تضرب أديل بعنف بعد اكتشافها خيانته، لدرجة أن أديل وليا كانا يبكيان في لقاء تحدثتا فيه عن الفيلم، ليصب الجمهور غضبه على المخرج، الذي هدد الممثلتين برفع قضية ضدهما. 4- مسلسل Atypical أن تبني قصة مسلسل على فتى مصاب بالتوحد هو أمر عادي، المشكلة إتقان العمل، وهو ما غاب عن مسلسل Atypical فالقصة ظهرت ركيكة لأن المعلومات المقدمة عن مرض التوحد لم تكن دقيقة، والأسوأ أنها كانت تعرض بطريقة ساخرة تحاول أن تكون مضحكة؛ ليفشل المسلسل في أن يكون كوميديا أو حتى دراميا إنسانيا، وينجح في إثارة غضب الناس خاصة من يعاني أقاربهم من مرض التوحد؛ فوصفوه بالجهل وانعدام الذوق والإساءة، ورغم ذلك أعلنت الشبكة نيتها عرض موسم ثان، ما يعني أن المسلسل نجح في كسب بعض الجمهور، وربما نشهد في الموسم الثاني بعد التعديلات في بناء القصة وعرض معلومات مضبوطة. 5- مسلسل Step Sisters منذ بداية عرض المسلسل Step Sisters وهو يلقى ردود فعل سلبية من الجمهور، المسلسل يدور حول مجموعة من الفتيات الجامعيات يسكن في منزل واحد، والمسئول عنهن مشرفة سمراء، التي تدربهن في كل مجالات الحياة. المتابعون انتقدوا نمطية الفكرة، وأيضًا عبارات السخرية "العنصرية" المستمرة في هذا المسلسل، رغم كونها من التابوهات في أمريكا؛ فقضية اللون في أمريكا حساسة، ولذلك تعتبر السخرية منها خطوة خطيرة ومهينة لكثير من الأمريكيين. ليست المرة الأولى التي يخلق فيها الفن حالة من الجدل، فالفن مهمته توعية المجتمع وتسليط الضوء على جوانب مختلفة، وبدوره يتسبب الاختلاف في ردود فعل متباينة من الجمهور، فمثلًا فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" لاقى ردود فعل استنكارية خلال عرضه بسبب الجوانب السياسية التي يتناولها، ومثله فيلم "اشتباك" أثار حالة جدل بسبب الرقابة الشديدة التي فرضت عليه، لكن في النهاية غالبًا ما ينتصر الفن ويبقى ليسجل لحظات ومواقف تاريخية يخلدها الزمن.