يحتفل موقع IMDB، بعيد ميلاد الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان، التي تتم اليوم الأربعاء 51 عامًا، وبمسيرة فنية حافلة، ما زالت الممثلة الشقراء قادرة على إبهارنا بأدوارها التي تختارها بعناية شديدة؛ فهي الأم التي تخشى على أولادها من الغرباء في فيلم The Others، والمغنية الجذابة التي تغوي الرجال في فيلم Moulin Rouge!، والمحامية التي تخلت عن مهنتها من أجل زوجها وأبنائها واستمرت معه رغم ضربها وإهانته لها في مسلسل Big Little Lies، شاهدناها وصدقناها في كل هذه الأدوار وغيرها، لتكون خير دليل على عبقرية "كيدمان" كممثلة. ولدت "كيدمان" في هاواي عام 1967، لأم ممرضة، وأب طبيب نفسي، والمفاجأة أن أسرتها الأسترالية الأصل كانوا في زيارة تعليمية للجزيرة لكن ولادة "نيكول" فاجأتهم، وبعدها بفترة قصيرة انتقلت الأسرة إلى واشنطن ليكمل الأب دراساته العليا، ثم في عمر ال3 أعوام عادت نيكول مع أسرتها إلى سيدني بأستراليا، وهناك اتضح شغف "نيكول" بالفن والترفيه، فبدأت ممارسة رقص الباليه، وبعدها أخذت دروسا في التمثيل، لتركز اهتمامها عليه، وكلما نضجت "نيكول" في السن، نضجت موهبتها التمثيلية فأصبحت وجها معروفا في مسرح فيليب ستريت، لدرجة أنها تلقت مدحًا من المخرجة الكبيرة جين كامبيون، المخرجة الوحيدة التي فازت بجائزة السعفة الذهبية في كان عن فيلم Piano، لكنها كانت في هذا الوقت طالبة سينما. ومع استمرار تلقيها المديح، اتخذت "نيكول" قرارًا جريئًا وهو عدم إكمال تعليمها، لمتابعة شغفها بالتمثيل، فتركت التعليم الثانوي، ووافقت على تقديم أدوار صغيرة في أفلام أسترالية مثل Vietnam الذي فازت عنه بجائزة المعهد الأسترالي للسينما، لكن "نيكول" كانت تعلم أن مسيرتها الفنية لن تذهب إلى أي مكان ما لم تنتقل إلى هوليوود، لتنجح في تحقيق حلمها بالمشاركة في فيلم أمريكي من بطولة سام نيل Dead Calm، بعدها مباشرة فازت بدور البطولة في فيلم مع توم كروز Days of Thunder ليكون هو تذكرتها إلى عالم الشهرة. وانهالت الأدوار على "نيكول"، فأصبحت تشارك في فيلمين أو أكثر سنويا، نذكر منها دورها في فيلم Batman Forever، لكنها لم تكن تعلم أنها على موعد مع الفيلم الذي سيغير مكانتها في هوليوود، وهو Eyes Wide Shut من إخراج ستانلي كوبريك وبطولة توم كروز، ليحقق الفيلم نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا، ليس هذا فحسب، وإنما يكون شرارة انطلاق حب "نيكول" الأول، لتشهد هوليوود بعدها قصة حب كبيرة كللت بالزواج ونتج عنها طفلان بالتبني، إلا أنه مثل كل قصص الحب لم تدم طويلا، فانفصل الثنائي، وتزوجت "نيكول" من المغني الأسترالي كيث أوربان منذ عام 2006 وحتى الآن. حياة نيكول كيدمان الفنية لم تخل من المعاناة؛ فالممثلة قضت أسبوعين في الفراش بعد الانتهاء من تصوير فيلمها The Portrait of a Lady بسبب إصابتها بانهيار عصبي، ليس هذا فحسب بل كسر أحد أضلاعها خلال تقديمها لرقصة في فيلم Moulin Rouge، مما أدى إلى تعطيل التصوير حتى تشفى تمامًا، وتغلبت على الصعاب واستكملت مسيرتها. وكان من المتوقع أن تلعب "نيكول" دور أنجلينا جولي في فيلم Mr. & Mrs. Smith واقترحت أن يكون براد بيت زميلها في البطولة، إلا أن الأقدار شاءت أن تصبح "أنجلينا" النجمة، بسبب انشغال الفنانة الأسترالية بأعمال أخرى. ورغم الجدية التي تبدو بها نيكول كيدمان في أفلامها، فإنها تمتلك جانبًا مرحًا لا يعرفه عنها الكثيرون، فقد كانت تلقب بالمهوسة في مراهقتها؛ إذ أعجبت بكثير من زملائها في الثانوية، ومؤخرًا كشفت "نيكول" في برنامج Secret Talent Theatre عن موهبة خفية لا يعرفها الكثيرون منها أنها تحب تناول الحشرات سواء الديدان أو الصراصير الصينية، ولا تشمئز أبدًا من تناولها. بحصيلة جائزة أوسكار عن دورها في فيلم The Hours، وأكثر من 170 ترشيحًا للفوز بجوائز سينمائية متعددة، أثبتت "نيكول" أنها واحدة من أكثر ممثلات عصرها موهبةً واجتهادًا؛ فقائمة أفضل أفلامها طويلة ويصعب حصرها، نذكر منها، Cold Mountain مع الممثل البريطاني جود لو، الذي يعد واحدا من أفضل الأفلام الرومانسية التي جسدت مرارة غياب الحبيب ومحاولة العودة له من جديد لكن الأقدار تستمر في تفريقهما، وفيلم Birth وهو واحد من أفضل أعمال "نيكول" وأقلها تقديرًا، وفيه تلعب دور الزوجة التي توفى زوجها وعلى وشك أن ترتبط من جديد ثم يدخل إلى حياتها مراهق يدعي أن روح زوجها تلبسته ورغم سخرية نيكول منه في البداية إلا أنها صدقته بسبب المعلومات التي يعرفها، سر عبقرية أداء "نيكول" هنا هو تعمقها في الشخصية والانفعالات الصادقة التي استطاعت توصيلها للمشاهد بسلاسة. ملامح "نيكول" التي تجمع بين الهدوء والقسوة ساعدتها على التنوع في تجسيد الشخصيات التي تقدمها؛ فتصدقها عندما تلعب دور الشريرة والطيبة أيضًا، وبكل تأكيد الممثلة ما زالت قادرة على إبهار الجمهور والنقاد معا.