يستقبل مطار القاهرة خلال الساعات القادمة، وصول رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، فى زيارة رسمية، يلتقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسى، على رأس وفد رفيع المستوى من الجانبين، لمناقشة ملف سد النهضة والقضايا المشتركة بين البلدين. وأفادت مواقع إخبارية، أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بدأ اليوم جولة إفريقية تشمل أوغندا ومصر، لإجراء مباحثات حول آليات حوض النيل والأمن الإقليمي والتجارة. وتأتي جولة أبي أحمد، في أعقاب أسبوع من الإصلاحات الجذرية في إثيوبيا، شملت رفع حالة الطوارئ، والإعلان عن الاتجاه لتحرير الاقتصاد، وقبول اتفاقية الجزائر الموقعة عام 2000 لإنهاء الصراع مع إريتريا. جدول أعمال الزيارة وصل وزير الري والكهرباء الإثيوبي سلشى بيكيلى، القاهرة اليوم السبت على رأس وفد، قادما من أديس أبابا في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، ويلتقي خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين والشخصيات خاصة في وزارة الموارد المائية والري؛ لاستعراض ملف سد النهضة الإثيوبي، ودعم التعاون بين مصر وإثيوبيا في مجالات المياه والطاقة. ووقع ممثلو مصر والسودان وإثيوبيا في الاجتماع الماضي على وثيقة مخرجات تم الاتفاق فيها على توجيه ملاحظات الدول إلى المكتب الاستشاري بشأن التقرير الاستهلالي، وعقد القمة الثلاثية كل 6 أشهر، وإنشاء صندوق الاستثمار المشترك، وتشكيل مجموعة علمية مستقلة لتحقق التقارب حول السد. ومن المقرر عقد الاجتماع في 18 يونيو الحالي لاستكمال ما تم في الاجتماع التساعي السابق، والذى عقد في إثيوبيا منتصف مايو الماضي حيث يسبقه اجتماع اللجنة الفنية الخاصة بالسد. الوصول لتسوية شاملة قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والري، إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى القاهرة، خلال الساعات القادمة، تأتى تلبية لدعوة الرئيس السيسى له بزيارة القاهرة، وذلك على هامش الاجتماع التساعي الثاني حول سد النهضة المنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على مستوى وزراء الخارجية والري والمخابرات بكل من مصر والسودان وإثيوبيا، لمناقشة نتائج الاجتماع الأخير فى حضور كل من سامح شكري وزير الخارجية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة. وأوضح نادر نور الدين ل"التحرير"، أنه ما زالت هناك أمور عالقة لم يصل الطرفان إلى تسوية واتفاق نهائي بشأنها، الأمر الذى قد يجعل من اجتماع الرؤساء بمثابة طريق للوصول إلى تسوية شاملة، خاصة فيما يتعلق برغبة إثيوبيا بتخزين ما يعادل 45 مليار متر مكعب من الماء خلال فترة الثلاث سنوات، الأمر الذى يتسبب فى أضرار جسيمة بمصالح مصر. وتابع: إن الجانب الإثيوبي يريد من خلال تلك المفاوضات، أن يصل إلى اتفاق على تخزين ما يعادل 15 مليار متر مكعب سنويا خلال فترة ثلاث سنوات، الأمر الذى يجعل من حصة مصر فى المياه تضعف بشكل كبير، وبالتالى لجأت القاهرة إلى تخفيض مساحة زراعة الأرز، فضلا عن تدشين الكثير من المبادرات التى تستهدف ترشيد استهلاك المياه، كنوع من التدابير الاحترازية خلال فترة ملء السد. وشدد نور الدين، على أنه يتعين على رئيس الوزراء الإثيوبي، أن يتفهم تلك الأضرار التى تصيب البلاد جراء سد النهضة، وأن يبدى خلال لقاء الرئيس السيسى نوعا من التفاهم لتلك المسائل، ويتخذ خطوات فعلية ورسمية فى تبني إجراءات لا تضر بمصالح القاهرة، خصوصا أن إثيوبيا لديها أحواض مائية كثيرة، وأن مصر لا تملك من مصادر الماء سوى نهر النيل، مؤكدا أنه حيال فشل المفاوضات المرتقبة بين الطرفين خلال قمة السيسى وأبي أحمد، سيكون هناك نوع من ترحيل المشكلات إلى الأجيال القادمة، وستكون إثيوبيا قد أحدثت مشكلات كبيرة بالقاهرة. عودة مهام اللجنة الفنية وأكد الدكتور عباس شراقي، الخبير المائي، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى المرتقب مع رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، بمثابة بادرة خير للوصول إلى تسوية لملف سد النهضة، خاصة فيما يتعلق بتسهيل عمل اللجنة الفنية بعدما وصلت إلى طريق مسدود، الأمر الذى دفع إلى تدخل وزراء الخارجية ورؤساء المخابرات من الجانبين، للوصول إلى سبل للتفاوض مرة أخرى. وأوضح شرقاوى ل"التحرير"، أن تلك الزيارة سيكون لها مردود إيجابي على ملف سد النهضة، خصوصا أن هذا اللقاء هو الأول من نوعه عقب تولي أبي أحمد، رئاسة وزراء إثيوبيا، مؤكدا أنه من المتوقع أن يتطرق الاجتماع إلى التباحث فى العديد من الملفات أبرزها ملف سد النهضة وعودة عمل اللجنة الفنية، ومناقشة المشروعات الاقتصادية بين الجانبين وصندوق التنمية.