أثار «تابلت» النظام الجديد للتعليم، والذي يعتمد عليه كوسيلة أساسية فى التعليم، حالة من الجدل بشأن تكلفته الباهظة بين النواب، حيث رفض النائب طلعت خليل، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، تخصيص 2 مليار جنيه لشراء تابلت للطلبة لتطبيق منظومة التعليم الجديدة قائلا: «لا توجد خطة واضحة لتلك المنظمومة ومش عارفين لها رأس من رجلين». وأضاف النائب خلال كلمته فى الجلسة العامة لمجلس النواب، لمناقشة الموازنة العامة للدولة، أن الزيادة التى أقرتها الحكومة للمدرسين والتى تتراوح ما بين 7 إلى 8 مليارات جنيه قليلة ولا تتماشى مع خطة تطوير التعليم. وكان وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي، قد قال إن خطة تطوير التعليم قائمة على تطوير النظام القائم والانتقال الجذري لنظام تعليمي جديد تحت عنوان «خطة بناء الإنسان المصري»، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرر تحمل الدولة تكلفة توفير جهاز كمبيوتر لوحي «تابلت» لكل طالب، ووجه بالتفاوض مع البنك الدولي لرفع قيمة القرض من 500 مليون دولار إلى مليار دولار لتنمية قطاع التعليم. وأضاف شوقي، خلال عرض خطة الوزارة لتطوير التعليم قبل الجامعي أمام لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن الميزانيات الخاصة بتنفيذ الخطة موجودة، وعقود التعاون والشراكة مع الجهات المختلفة، ومنها شركة بيرسون الأمريكية المعنية بتدريب الكوادر المصرية على كيفية وضع وبناء الأسئلة وحفظ المعلومات وتوفير الأجهزة التي سيتم تحميل كل النظام التعليمي عليها والتي سيتم وضعها لدى إحدى الجهات السيادية. وحول جهاز الكمبيوتر اللوحي المقرر توفيره لكل طالب، أوضح شوقي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرر تغطية تكلفة توفير هذا الكمبيوتر بتكلفة تصل إلى نحو 150 دولارا لكل جهاز، ووجه بأن يتم تصنيع هذا الجهاز في مصر بالتعاون بين وزارتي الإنتاج الحربي والاتصالات. «مش هينفع الطالب يسقط سنه واتنين والدولة تتحمل» من جانبه طالب الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، الحكومة بضرورة وضع حل لأزمة الطلاب الذين يرسبون فى العام الدراسى أكثر من مرة، وتتحمل الدولة مصاريف دراستهم، رغم رسوبهم. وأكد أن الدعم الذى تقدمه الدولة لا بد أن يكون نقديا، لأن العينى بوابة للفساد، وخير دليل على ذلك ما حدث فى وزارة التموين، مشيرًا إلى أن الدعم الذى يوجه للطلاب الراسبين فى الدراسة لا بد أن يكون له حل قائلا: «مش هينفع الطالب يسقط سنة واتنين والدولة تتحمل مصاريف الحكومة لا بد أن تفكر فى هذا الأمر برؤية مختلفة». وفى نفس السياق قال النائب هشام عمارة، عضو المكتب السياسي لائتلاف دعم مصر بمجلس النواب، إنه لا بد من عرض مفصل لقانون النظام التعليمي الجديد على نواب البرلمان واللجان المختصة بالأمر، وفتح حوار مجتمعي للنقاش المطول أكثر من مرة حوله، لاستيضاح الإيجابيات والسلبيات في القانون قبل تطبيقه. وأضاف عمارة، فى تصريح ل«التحرير» أنه لا يجوز انفراد أي شخصية بوضع القانون واحتكار وجهة النظر الصحيحة حوله، موضحا معارضته لإلغاء المدارس التجريبية لأنها الأداة السهلة في يد الطبقات المتوسطة لتعليم أبنائهم بشكل جيد، ولا يجوز تقليل الفرص التعليمية وإنما زيادتها. أبرز التفاصيل بشأن «التابلت» في منظومة التعليم الجديدة - وزارة التربية والتعليم ستوفر مليون تابلت لتوزيعه كهدية مجانية على الطلاب وغير مسموح ببيعه. - توزيع المليون تابلت سيكلف الوزارة 3 مليارات جنيه. - الوزارة ستوفر على هذا التابلت مصادر تعلم ممتعة وفيديوهات تفاعلية لشرح المقررات التعليمية. - الجهاز سيكون متاحا عليه إمكانية الاتصال بالإنترنت سواء عن طريق «واي فاي» أو من خلال شريحة محمول ستوفرها الوزارة. - جار التواصل بين وزارة التعليم وشركات الاتصالات حتى لا يتحمل الطلاب دفع أي مبالغ مالية خاصة بتوفير خدمة الإنترنت. - نظام الامتحان في ظل وجود التابلت لن يتدخل في وضعه أي عنصر بشرى فالأسئلة سترسل للطالب إلكترونيا بلا وسيط. - سيتم تصنيع أجهزة التابلت لنظام التعليم الجديد، بالتعاون مع وزارة الاتصالات والإنتاج الحربي وسيكون لها مركز صيانة ومركز دعم فني. وكان وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي، قد أكد أن امتحانات الثانوية العامة في النظام المعدل ستكون 12 اختبارًا بواقع 4 اختبارات سنوية، والطالب يحتاج إلى 6 تقييمات جيدة من بين ال12 اختبارًا لاجتياز الثانوية العامة، مشيرًا إلى أن الدفعة الأولى التي ستبدأ من العام الدراسي المقبل «أولى ثانوي» ستحتاج إلى 4 تقييمات جيدة فقط من بين ال12 لاجتياز الثانوية. وبالنسبة لنظام التعليم الجديد والذي سيطبق على طالب أولى ابتدائي اعتبارا من العام الدراسي الجديد، قال الوزير إن النظام يعتمد على مهارات الإبداع والتفكير الناقد والتواصل والفنون، وستكون المرحلة الابتدائية لمدة 6 سنوات بلا أية مواد دراسية حيث سيكون الاعتماد فيها على موضوعات متنوعة يتم من خلالها تقديم معلومة عامة تتضمن موضوعات أكثر تخصصا مثل الحديث عن الطقس وكيفية تكوين المطر وغيرها من الظواهر الطبيعية. ولفت شوقي إلى أن الخطوات الرئيسة لتطوير التعليم قبل الجامعي تقوم على المحتوى الرقمي «بنك المعرفة»، ومهارات استخدام وتطويع التكنولوجيا عن طريق التعلم عن بعد أو التعليم المدمج والرقمي، مع الاهتمام بالمعلم، منوها بأن برنامج «المعلمون أولا» تم تخريج 17 ألف معلم منه حتى الآن وأنه عبارة عن تدريب مكثف لمدة ثلاثة أشهر يتم خلالها تغيير سلوك المعلم والبناء عليه وفقا لإطار وضعته منظمة اليونسكو، وأن الوزارة تستهدف تدريب 523 ألف معلم.