«القضية الفلسطينية لا تنتهي».. خلال الأيام القليلة الماضية زاد تعمد إسرائيل مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وارتكاب مجازر بحقه وسط حالة من الصمت من أغلب الدول العربية وفقًا لرأي عدد من الأحزاب والقوى السياسية، الذين أكدوا أن هذا الضعف تجاه الإدارة الأمريكية وإسرائيل غير مبرم، وذلك لأن ما يحدث يمثل تعارضا واضحا مع القيم الإنسانية والأخلاقية وانتهاكا واضحا وصريحا لميثاق الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. وكانت خرجت عدد من الفاعليات والمسيرات الفلسطينية على حدود قطاع غزة مع إسرائيل للمطالبة بحق عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب الآلاف في قمع الاحتلال الإسرائيلي لتلك الفعاليات السلمية بالقوة. أمريكا تفرض رأيها على الساحة العربية دون مقاومة يقول المهندس ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد للشؤون السياسية والبرلمانية، إن حالة الصمت العربى أمام المجازر التى ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى تشبه نفس حالتهم وقت نقل السفارة الإسرائيلية للقدس، مشيراً إلى أن الدول العربية فى تجاهل تمام لهذه الأحداث، وبهذا الموقف المخزى تقضى على القضية الفلسطينية بشكل نهائي. وأضاف قورة، فى تصريح ل«التحرير» أن ضعف ووهن الدولة العربية تجاه الإدارة الأمريكية وإسرائيل غير مبرر، ولا يوجد أي إجراءات تم اتخاذها بشأن ما يحدث، لافتًا إلى أن جامعة الدول العربية عبارة عن كيان هش ليس له أي تأثير على الإطلاق فى وقف الاعتداءات الوحشية من جانب الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطينى الأعزل أو حتى بشأن نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، وهذه ليست جريمة بحق الفلسطينيين وحدهم ولكنها بحق العرب أجمع. وأكد أن العلاقة بين الدول العربية وأمريكا أصبحت من طرف واحد فقط، لأن أمريكا تفرض رأيها على الساحة العربية دون أي مقاومة من القادة العرب، مشيرًا إلى ضرورة عقد اجتماع قمة طارئ على مستوى رؤساء الدول، واتخاذ إجراءات ضد القمع والانتهاكات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. وطالب مساعد رئيس حزب الوفد للشئون السياسية والبرلمانية، الدول العربية بتحرك جماعي وسحب السفراء والتوجه لمجلس الأمن والمجتمع الدولي لإيقاف تلك المجازر واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين بناء على القوانين والمواثيق والأعراف الدولية. لغة «الغطرسة والهيمنة» لا تدوم طويلا من جانبه قال المهندس على قرطام، نائب رئيس حزب المحافظين للشئون الخارجية، إن سفينة كسر الحصار هى حق مشروع للشعب الفلسطينى للتعبير عن غضبه مما يعانيه من تجاهل المجتمع الدولى لقضية الحصار المفروضة على غزة من قبل السلطات الإسرائيلية، ورسالة رمزية للفت انتباه المجتمع الدولى المتناسى بأن هناك شعبا يعيش تحت الحصار منذ 11 عاما، مما نتج عنه أوضاع إنسانية واجتماعية مأساوية حيث زادت معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائى والبطالة والتضييق على فرص العمل والعلاج داخل وخارج القطاع إلى معدلات غير مسبوقة. وأشار قرطام إلى أن ما يحدث يمثل تعارضا واضحا مع القيم الإنسانية والأخلاقية وانتهاكا واضحا وصريحا لميثاق الأممالمتحدة لحقوق الإنسان والتى تبدو غير فاعلة عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة التأكيد أنه لم يعد مقبولا استمرار الوضع الحالى، وأنه على المجتمع الدولى أن يضغط للإسراع بحل القضية الفلسطينية. وطالب بتقديم حماية دولية للشعب الفلسطينى من وطأة التعنت الإسرائيلى الساعى لتثبيت وضع قائم واستخدام سلاح الوقت والمعاناة لإجبار الجانب الفلسطينى على الرضوخ بقبول مطالب الجانب الإسرائيلى بشأن تسوية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى ضرورة قيام الدول العربية والمجتمع الدولى بتشديد الضغط على إسرائيل للعودة لمائدة المفاوضات فى أسرع وقت. وأكد نائب رئيس حزب المحافظين للشئون الخارجية، أهمية أن تعى إسرائيل أن لغة غطرسة القوة والهيمنة لا يمكن أن تدوم طويلا وليست السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن، ويتعين أيضا على الجانب الفلسطينى أن يتفهم ضرورة نبذ الخلافات والتماسك كجبهة واحدة قادرة على التفاوض بجدية سعيا للسلام العادل، على أساس المرجعيات الدولية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وأن استمرار الوضع الحالى لن يؤدى إلا لمزيد من التطرف والإرهاب وتأجيج الصراع فى المنطقة وتقليص فرص السلام وحق شعوب المنطقة فى العيش بحرية وكرامة وعدالة وأمان. مصر تتحرك على مختلف الأصعدة لوقف العدوان الإسرائيلي بينما قال النائب أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، إن الموقف المصري المساند لفلسطين والقضية الفلسطينية يستند على أسس ثابتة ومتينة، ترى ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وتنفيذ حل الدولتين وإقرار السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية. وأوضح رشاد أن مصر في طليعة الدول العربية والإسلامية التي تتصدى للعدوان الإسرائيلي وتتحرك على مختلف الأصعدة لوقفه، وليس هذا فقط بل إنها تقوم في نفس الوقت بتدشين المساعدات الاقتصادية والطبية والغذائية العاجلة لقطاع غزةوللفلسطينيين المحتاجين للمساعدة، مؤكدًا أن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية موقف أصيل وثابت. ولفت رئيس حزب مستقبل وطن إلى أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية، هي قضيتها الأولى وتعمل طول الوقت على إيجاد حل لهذا الصراع الدامي، كما أنها في نفس الوقت لا تألو جهدًا في التخفيف عن الفلسطينيين بكل ما تستطيع سواء جاء ذلك عبر مساعدات إغاثية وإنسانية أو عبر فتح قطاع رفح أمام الحلات الإنسانية وكسر الحصار المفروض على القطاع وكل الفلسطينيين يقدرون وقفة مصر المؤازرة لهم. إدانة روسية لاستخدام القوة العشوائية ضد المتظاهرين في غزة وعلى الجانب الآخر دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، فاسيلي نيبينزيا، المجتمع الدولي إلى حل القضية الفلسطينية قبل التركيز على تسوية الملفات الأخرى في الشرق الأوسط. وأعرب، خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي عقدت بطلب من الولاياتالمتحدة لمناقشة «الهجمات على إسرائيل من قطاع غزة»، عن قلق روسيا من لجوء الجانبين بشكل أكبر إلى استخدام القوة، الأمر الذي يعمق عدم الثقة بينهما ويجعل آفاق إعادة إطلاق العملية التفاوضية أبعد. وقال نيبينزيا إن التسوية في الشرق الأوسط لا تزال في مأزق منذ فترة طويلة لدرجة لا مبرر لها، ومجلس الأمن مضطر، بدل العمل على تحقيق حل للقضايا الأصلية، إلى التركيز على إزالة التداعيات غير المرغوب فيها الناجمة عن الوضع الحالي العقيم. وأكد أن هذا النهج غير بناء ولا يسهم في منع التدهور النهائي للوضع، كما لا يساعد في حل المشاكل الدائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مثل الخطاب الاستفزازي والخطوات الأحادية وموجات العنف والأنشطة الاستيطانية. وأشار المندوب الروسي إلى ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على الأساس القانوني الدولي المحدد، الذي يشمل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومبادئ المبادرة العربية للسلام، مشددا على أن النتيجة يجب أن تتمثل بتطبيق صيغة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدسالشرقية. كما أكد أن روسيا تدين استخدام القوة العشوائية ضد المتظاهرين في غزة وكذلك الهجمات الصاروخية على إسرائيل من القطاع، معتبرًا أن مسار تطور الأحداث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة يؤكد مرة أخرى أن المجتمع الدولي لا حق له في ترك فلسطين والتركيز على حل القضايا الأخرى في الشرق الأوسط.