في الوقت الذي ارتكبت فيه إسرائيل مجزرة دموية في فلسطين أمس الإثنين، بالتزامن مع نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، اتهم الاحتلال إيران بتمويل مسيرات العودة، من خلال الدعم المالي الذي تقدمه لحركة "حماس". جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، اتهم إيران بتقديم الدعم ل"حماس"، بهدف استمرار مسيرات العودة الحدودية، من خلال الدعم المالي للحركة بهدف تنفيذ عمليات على الحدود الشرقية لقطاع غزة. الاتهام الإسرائيلي لإيران بتمويل مسيرات العودة، جاء بعد التراشق العسكري بين إسرائيل وإيران والذي أدى لقصف إسرائيلي لمواقع إيرانية بالأراضي السورية مؤخرا، وفي ظل التوتر الأمني والسياسي والعسكري الحاصل بين إسرائيل وإيران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. تمويل إيراني وأشار الاحتلال إلى أنه تم الكشف عن تمويل إيراني لنشاطات حركة حماس، فيما يتعلق بالتظاهرات على حدود قطاع غزة، وأن إيران تسعى من خلال دعمها لتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي. إقرأ أيضا : لماذا لا ترغب إسرائيل وإيران الدخول في حرب؟ موقع "والا" العبري، أشار إلى أن الأساليب التي تتبعها حركة حماس، تكمن في تشجيع الشبان الفلسطينيين على اجتياز الحدود والسياج الأمني، بهدف اقتحامها والدخول إلى الجانب الإسرائيلي لتنفيذ عمليات تستهدف الجيش الإسرائيلي، على حد زعم الموقع. وقال "الشاباك" إن المعلومات حول التدخل الإيراني تكشفت بعد اعتقال شبان من حركة حماس اجتازوا الحدود، واعترفوا بالمهمات التي كلفوا فيها وكيفية تلقيهم الدعم من حركة حماس التي بدورها تُمول من إيران باستهداف الجيش الإسرائيلي. جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت"، اتهم إيران أيضا بتمويل ما وصفه بحملة "حماس" للترويج للعنف والهجمات ضد إسرائيل تحت ستار المظاهرات الجماهيرية على حدود غزة. وأكد "شين بيت" أن "حماس" تشجع وترسل المتظاهرين إلى السياج الحدودي "من أجل تنفيذ أعمال العنف وتدمير البنية التحتية الأمنية"، وأن "إيران تقدم التمويل ل"حماس" من أجل القيام بهذه الأنشطة العنيفة على طول السياج الحدودي في قطاع غزة". إقرأ أيضا: أسبوع الدم والنار في غزة.. الاحتلال يهدد بإحراق القطاع وانتفاضة في الطريق موقع "تايمز أوف إسرائيل" أشار إلى أن "شين بيت" لم يقدم أي أدلة محددة حول تورط إيران في هذه الأحداث، مع أنه من المعروف أن "حماس" حافظت على علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية، ويعتقد أنها استقطبت تمويلا كبيرا من طهران. زوال إسرائيل في المقابل، توعدت إيران الاحتلال بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني أن نقل السفارة للقدس سيسرع زوال إسرائيل، متعهدا بزيادة الدعم للشعب الفلسطيني. وأضاف الحرس في بيان له أن نقل السفارة سيكون "كابوسا" للإسرائيليين لن ينجوا منه إلا "عبر الحياة في الملاجئ". الحرس أكد في بيانه أن خطوة نقل السفارة لن توفر الأمن لإسرائيل، بل ستكون بداية لموجة جديدة من مواجهة السياسات الأمريكية وداعميها في المنطقة، وبداية لاندلاع أزمات جديدة. واستنكر الحرس قتل إسرائيل للعشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة وإصابة المئات في مسيرات العودة، عشية مناسبة يوم النكبة والذكرى ال70 لإقامة إسرائيل. وتعهد الحرس الثوري الإيراني بزيادة الدعم "للشعب الفلسطيني ومقاتليه ومجاهدي انتفاضة القدس من الآن وصاعدا" و"طرد المحتلين ومعاقبة حماتهم الإقليميين والأجانب وخاصة ساسة البيت الأبيض، بما يفوق الخيال"، حسب "روسيا اليوم" . إقرأ أيضا : أحداث «مسيرة العودة».. إفلات إسرائيلي من العقاب ومزيد من الدموع في غزة من جانبه، اتهم قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري اليوم الثلاثاء، بعض الدول الإسلامية في المنطقة، التي وصفها ب"الخائنة"، بأنها "شريكة في الظلم" الأمريكي والإسرائيلي ضد شعوب المنطقة. وأشاد جعفري بمقاومة الشعب الفلسطيني، متوقعا أن يحقق الانتصار، واستنكر قتل عشرات المتظاهرين في غزة، الاثنين، الذي حدث بالتزامن مع احتفال إسرائيل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. قائد الحرس قال إن "شعوب المنطقة وعبر التّضحيات التي قدّموها تذوقوا لذة الانتصار والشعب الفلسطيني عبر هذه المقاومة التي يُبديها سيتذوق لذة الانتصار"، حسب ال"سي إن إن". ومنذ نهاية مارس الماضي، شهدت منطقة قطاع غزة احتجاجات تزامنا مع إحياء الفلسطينيين ل"يوم الأرض"، وإطلاق ما عرف ب"مسيرات العودة"، قتل فيها المئات من المحتجين وأصيب الآلاف، وارتفعت حصيلة الاشتباكات، التي اندلعت بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أمس إلى 60 قتيلا، وأكثر من 2700 مصاب. قصف متبادل وخلال الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل قصفا صاروخيا مكثفا على عدة مواقع عسكرية في سوريا، مما أدى إلى تدمير مخزن للذخيرة وبعض الرادارات، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته في الجولان المحتل تعرضت لقصف إيراني. إسرائيل أعلنت أنها ضربت "معظم البنى التحتية العسكرية لإيران" داخل سوريا، في أكبر هجوم لها على سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية فيها. وقال الجيش الإسرائيلي وقتها إن الهجمات جاءت ردا على قصف قوات إيرانية صواريخ على مواقعه في مرتفعات الجولان المحتلة، مضيفا أن الحرس الثوري الإيراني أطلق 20 صاروخا، ويعد أحد أكبر الهجمات على إسرائيل من سوريا خلال عقود. إقرأ أيضا : هل تندلع الحرب بين إسرائيل وإيران بسبب سوريا؟ وكانت إسرائيل، اتخذت خطوة غير مسبوقة بإصدار أوامر للسلطات في الجولان، بإعداد ملاجئ للمدنيين للحماية من القنابل، بعد تقارير عن "أنشطة غير معتادة" من قِبل قوات إيرانية في سوريا.