يومًا بعد الآخر تتصاعد احتمالات نشوب حرب بين إيران وإسرائيل في المنطقة، التي لم تسلم بعد من صراعاتها القائمة بالفعل في سوريا واليمن وفلسطين. وجاء هذا بعد تحذيرات داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم الأحد، من أن إيران تعتزم الرد على الغارات الجوية التي وقعت مؤخرا في سوريا، والتي وجهت أصابع الاتهام فيها إلى تل أبيب. وبعد قصف قاعدة "التيفور" الجوية في سوريا في 9 أبريل الماضي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، تعهدت طهران بالثأر بإطلاق صواريخها على أهداف عسكرية في شمال إسرائيل في وقت ما في المستقبل القريب. وفي أواخر الشهر الماضي، قيل إن هجوم ثاني، يُزعم أن إسرائيل قامت به، ضد قاعدة تسيطر عليها إيران في شمال سوريا، قتلت أكثر من عشرين جنديًا إيرانيًا. التقارير الإخبارية في إسرائيل، أفادت أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات قد كشفت عن استعدادات إيران في سوريا لتنفيذ عمليات الانتقام، وذلك عن طريق قوات الحرس الثوري الإيراني، ومجموعة حزب الله والميليشيات الشيعية، وإطلاق وابل من الصواريخ الموجهة بدقة، على الأرجح على الأهداف العسكرية الإسرائيلية في شمال إسرائيل. اقرأ المزيد: هل ستهاجم إيران إسرائيل؟ وقالت القناة العاشرة، إن إسرائيل "كشفت مؤخرًا عن استعدادات إيران لقصف شمال البلاد"، وأضافت "نحن لسنا على أبواب الحرب مع إيران، ولكن إيران مصممة جدا على شن هجوم" للانتقام. فيما أشار راديو إسرائيل إلى أن التخطيط الإيراني للهجوم وصل إلى "مرحلة متقدمة". الاستعدادات الإيرانية العديد من المؤشرات تؤكد أن إيران تتطلع إلى الانتقام بطريقة تجنبها الدخول في حرب كاملة مع إسرائيل، وبالتالي لن تستهدف المواقع المدنية على الأرجح، وفقًا لتقارير إعلامية في إسرائيل التي لم تنسب هذه المعلومات إلى أي مصدر محدد. ولكن في الوقت نفسه، لم تعط أي تعليمات خاصة لسكان شمال إسرائيل، حيث قيل لرؤساء المجالس المحلية في الشمال، أن يخبروا المواطنين بعدم اتخاذ أية احتياطات محددة وأن يواصلوا حياتهم اليومية كالمعتاد. القناة العاشرة الإسرائيلية، قالت في تقريرها إن إسرائيل تعمل على منع أو مواجهة مثل هذا الهجوم، ولكنها تستعد أيضًا لاحتمال أن "ينجح الإيرانيون في ضرب قاعدة في الشمال بالصواريخ". وكان الجيش الإسرائيلى، قد هدد بضرب جميع الأهداف الإيرانية في سوريا، إذا شنت طهران هجومًا على الأراضى الإسرائيلية، وفقا لما ذكرته القناة. وتابعت التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيسعى إلى إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لممارسة الضغط على إيران، وتقديم معلومات حول استعدادات طهران لضرب إسرائيل، خلال اجتماعهما المقرر الأربعاء المقبل في موسكو. وفي وقت سابق من يوم الأحد، قال نتنياهو إنه في الوقت الذي لا تسعى فيه إسرائيل إلى التصعيد عسكريًا مع إيران، إلا أنه إذا كان هناك قتال، فإنه يفضل أن يكون الآن، وليس في وقت لاحق. اقرأ المزيد: إسرائيل تشن حربًا نفسية ضد إيران وصرح نتنياهو في بداية الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، "نحن مصممون على منع تعزيز التواجد الإيراني في سوريا، حتى لو اضطررنا إلى المواجهة"، مضيفًا "لا نريد تصعيدًا، لكننا مستعدون لكل سيناريو، نحن لا نريد المواجهة، ولكن إذا كان هناك حاجة إلى مواجهة، فمن الأفضل أن تكون الآن أكثر من أي وقت لاحق". شكل الهجوم وخلال الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى أن إيران بدأت الاستعداد لشن هجوم مباشر على الأراضي الإسرائيلية، حيث قال إن "الحرس الثوري الإيراني قام في الأشهر الأخيرة بنقل أسلحة متطورة إلى سوريا من أجل مهاجمتنا في ميدان المعركة والجبهة الداخلية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار المسلحة، وصواريخ أرض-أرض، وبطاريات إيرانية مضادة للطائرات من شأنها تهديد طائرات القوات الجوية". فيما أشار عدد من الخبراء إلى أن إيران قد تشن هجومها على إسرائيل، عن طريق عدد من الخيارات، أبرزها شن هجوم صاروخي من سوريا، أو اجتياح بري عبر جنوبلبنان، أو عمليات ضد الإسرائيليين في الخارج. إلا أنه من المستبعد أن تلجأ إيران إلى الخيارين الأخيرين، حيث ينشغل حزب الله الحليف اللبنانيلإيران، في الانتخابات البرلمانية التي يبدو أنه يسعى لاكتساحها، كما أن تنفيذ عمليات عدائية ضد الإسرائيليين في الخارج، قد لا يكون في مصلحة طهران التي تسعى إلى الحصول على الدعم الدولي، في الوقت الذي أصبحت فيه اتفاقيتها النووية مهددة بالانهيار. حيث من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه من الاتفاق النووي في الثاني عشر من مايو الجاري، ومن المحتمل أن يعلن انسحاب بلاده منه. وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تعتقد أن الهجوم الإيراني من المحتمل أن يتم من خلال صواريخ أرض أرض، أو طائرات مسلحة بدون طيار، فيما تكهن آخرون بأن الانتقام الإيراني قد يأتي في شكل هجوم سيبراني. اقرأ المزيد: كيف سيتأثر الاقتصاد الإيراني بالعقوبات الجديدة؟ ولم يحدد مسؤولو وزارة الدفاع موعد وقوع الهجوم الإيراني، وقال تقرير القناة العاشرة إن استعدادات إيران مستمرة منذ أسابيع، لكن تم تعطيلها في الأيام الأخيرة بسبب عدة ضربات على أهداف في سوريا، بما في ذلك على مخزونات الصواريخ في منطقة حماة، وأضاف التقرير "لكن الإيرانيين لم يستسلموا". حيث أكد أنه تم جلب صواريخ من لبنان إلى سوريا، لاستخدامها في الهجوم المقصود ضد إسرائيل، و"الفكرة هي استخدام الصواريخ الإيرانية الثقيلة، بما في ذلك 'فاتح - 110'، عن طريق حزب الله، لكن دون وجود للحرس الثوري الإيراني". وتمتلك إيران مجموعة متنوعة من صواريخ أرض-أرض، مثل صواريخ "فجر -5" قصيرة المدى وصواريخ "فاتح 110" متوسطة المدى، والتي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وكذلك صواريخ باليستية طويلة المدى من طراز شهاب، قادرة على ضرب أهداف على بُعد يصل إلى 1300 كيلومتر. ولمواجهة تلك التهديدات، تمتلك إسرائيل نظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات يتكون من القبة الحديدية للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، ونظام الدفاع "ديفيد" للصواريخ متوسطة المدى، و"آرو" للصواريخ البالستية بعيدة المدى. يذكر أن أهم ركائز استراتيجية إيران الدفاعية تعتمد على استخدام حلفائها للقيام بمهامهم في الشرق الأوسط، وخير مثال على ذلك الحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، والمليشيات الشيعية في سوريا والعراق. وينظر إلى هذه الاستراتيجية على أنها محاولة من إيران للحد من خسائرها في حالة نشوب صراع، والإبقاء على أي قتال خارج أراضيها. وتعتقد إسرائيل أن المجهود الإيراني الانتقامي يقوده اللواء قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، بمساعدة من قائد سلاح الجو الإيراني، اللواء أمير علي حاجي زاده، ورئيس برنامج صواريخ أرض -أرض؛ العقيد محمود بكري كاتريم عبادي، ورئيس عمليات الدفاع الجوي علي أكبر زيدون.