«أنا وابن عمي على الغريب»، مثل شعبي يجسد مدى ترابط الأسرة الواحدة، لكن في منطقة الدرب الأحمر، كان النقيض تماما؛ حيث نشبت مشاجرة بين أبناء عائلة واحدة، تعمل في مجال الأثاث، بسبب الخلاف على «عمولة» لا تتجاوز ال200 جنيه، لتنتهي المشاجرة بأحدهم بأيدي ابن خالته قتيلا. «التحرير» انتقلت إلى شارع القلعة بمنطقة الدرب الأحمر للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث. يقول محمد السيد، شقيق «محسن» المجني عليه، إن عائلته تعمل في مجال بيع الأثاث، فمنهم من يمتلك ورشا للتصنيع، وآخرون يمتلكون محلات لبيعها، فيما يعمل آخرون في مجال السمسرة والعمولات، عن طريق جلب مشترٍ نظير مبلغ مالي يتم الاتفاق عليه حسب قيمة «البضاعة» المباعة. يضيف «السيد»، أن شقيقه يمتلك محل موبيليا، وله ابن أخت يدعى «عماد» يعمل سمسارا، ومنذ أسبوعين طلب «عماد»، من «محسن» التدخل عند أحد أقاربنا يدعى «صابر الشاعر»، يمتلك محل موبيليا أيضا، لحل خلاف على عمولة مستحقة ل«عماد»، وهي 200 جنيه، لم يعطها له «صابر». وتابع شقيق المجني عليه «أخويا راح مع عماد لصابر في المحل عنده عشان يتكلم معاه، ويقوله عيب تاكل حق عماد، خاصةً إن إحنا أقارب وأولاد خالة.. ويفهمُّه إن لو احنا عملنا كده مع بعض، الأغراب هايعملوا معانا إيه». ويستكمل: «أثناء تحدُّث شقيقي مع صابر، وقعت بينهما مشادة كلامية، انتهت بأن محسن (المجني عليه)، صفع صابر (المتهم)، على وجهه، وتدخل بعد كده عماد والعاملون في المحل، لفض المشاجرة بينهما، ومحسن راح لمحلُّه، وافتكرنا إن كده خلاص الموضوع خلص». والتقطت طرف الحديث زوجة المجني عليه قائلة: «يوم الواقعة وأثناء تجهيزي للغداء في البيت، سمعت صوت خناق جامد بعد صلاة العصر في معرض زوجي اللي تحت البيت، ومحسن كان لسه مانزلش المعرض، خرج محسن لاستطلاع الأمر وفور رؤيته صابر الشاعر يعتدي بالضرب على عمال المعرض وابن شقيقته (عماد) ارتدى ملابسه غاضبا وأسرع في النزول للمعرض وماقدرتش أمنعه من النزول». وتضيف الزوجة المكلومة بصوت مختنق: «لم تمر دقيقتان إلا ورأيت زوجي أنا وأطفالي الثلاثة ساقطًا على الأرض غارقًا بدمائه وفاقداً للوعي.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي يتِّم أولادي» فيما أوضح شهود عيان أن المتهمين كان بصحبتهم أسلحة بيضاء، ووقفوا أمام المعرض ملك «المجنى عليه»، وتعدوا على العاملين بالمعرض، وأثناء خروج المجني عليه من منزله ليستطلع الأمر، تعدَّى المتهم (صابر)، على المجني عليه بواسطة سلاح أبيض فى رقبته. وتابع شهود العيان أنه عقب تلقي المجني عليه الطعنة برقبته، سقط من فوره على الأرض غارقًا فى دمائه، وارتفعت الصرخات، وفرَّ المتهمون هاربين من مكان الواقعة؛ حيث إن الاصابة كانت بالغة بجرح فى رقبة المجنى عليه، وتحرك المحيطون بالواقعة على الفور محاولين إنقاذه، وقاموا بنقله إلى المستشفى ولكنه توفى فى الطريق أثناء محاولة إنقاذه. وأضافوا أنه عقب نشوب المشاجرة، لم يتدخل أحد من الأهالي لفض تلك المشاجرة بينهما، لأن المتهمين كانوا يحملون أسلحة بيضاء، بالإضافة إلى صلة القرابة التي تجمعهم، ولم يتوقع أحد أنه من الممكن أن يتطور الأمر بين الطرفين إلى تلك الصورة التى يسقط فيها أحدهم قتيلًا.. «محسن الله يرحمه كان محبوب من الجميع في المنطقة لسلوكه القويم، وأخلاقه العالية». تفاصيل الواقعة ترجع إلى تلقي قسم شرطة الدرب الأحمر، إخطارًا من مستشفى أحمد ماهر بوصول رجل في العقد الثالث، متوفى إثر إصابته بجرح طعني بالرقبة، وبالانتقال والفحص تبين نشوب مشاجرة بين «أبناء خالة» تجمعهم معاملات تجارية في مجال بيع الموبيليا، قام على أثرها أحد الشقيقين بطعن ابن خالته باستخدام سلاح أبيض "مطواة"، وفر هاربًا، وتم إلقاء القبض على طرفي المشاجرة، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق، وكشفت المناظرة وجود جرح طعني أسفل الرقبة، باستخدام سلاح أبيض "مطواة" أودى بحياة المجنى عليه في الحال.