مجموعة من شباب الإسكندرية المحبين للفن وللسينما، قدّموا نموذجًا ينبغي أن يُحتذى به في محافظات أخرى، من خلال مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة، الذي أنهى فعاليات دورته الرابعة الثلاثاء الماضي، الذي أسسه جمعية "دائرة الفن"، ويهدف إلى نشر ثقافة الفيلم القصير بين الجمهور، وخلق حوار وتواصل بين صنّاع الأفلام والجمهور. اقرأ أيضًا.. تفاصيل حفل ختام مهرجان الإسكندرية.. «ونس» يفوز بجائزة المتلقي الصغير تضمن المهرجان في دورته الرابعة، ثلاث مسابقات رسمية يعرض من خلالها 35 عملًا قصيرًا بخلاف أفلام البانوراما، ويترأسه المخرج الشاب محمد محمود، الذي التقت به "التحرير" عقب حفل الختام، وإلى نص الحوار. من أين جاءتكم فكرة إقامة مهرجان للفيلم القصير في الإسكندرية؟ كنا كمخرجين أفلام قصيرة لا نجد إجابة للأسئلة دي.. "الأفلام بتاعتنا هتتعرض فين؟"، أو "امتى هيتاح لأفلامنا فرصة العرض في السينما أو التلفزيون؟"، فقررنا تنظيم مهرجان لنعرف الناس بالفيلم القصير. اقرأ أيضًا.. «المنفى».. حينما يتخلى عنك الجميع ويأويك مستشفى العباسية حدثنا عن كواليس البداية وكيف تجمّع القائمون على المهرجان وآمنوا بالفكرة؟ المخرجون في الإسكندرية بحكم عددهم وتواجدهم في محافظة واحدة عارفين بعض، وإحنا 5 شباب مؤسسين كنا أصدقاء، ودايما كنا بنتقابل على قهوة "المدينة" بوسط الإسكندرية، واللي قررنا نطلع منها بمشروعنا، وحتى وقتها كنا بنتناقش هيكون ليالي عروض ولا مهرجان، واستقرينا على الأخير في النهاية. لماذا لم تفكروا في التعاون مثلًا مع شباب محافظات أخرى وتكون التجربة أشمل من الإسكندرية؟ إحنا متعصبين لإسكندرية، وشايفينها مدينة مليانة فنون وشبابها موهوبين جدًا، ونفتخر بإقامتنا مهرجانا في مدينة ساحلية مثل الإسكندرية، ومهرجان له جمهور حقيقي مش للصحفيين والنقاد، وأعتقد إننا قدرنا نحقق ده ولو بشكل ما زال صغيرًا، ولدينا طموح أننا نقدر ننجح أكتر على مدار السنوات القادمة. اقرأ أيضًا.. «منتصف ليلة 1 أغسطس».. ماذا لو كانت نهاية العالم؟ ما معايير اختيار الأفلام المشاركة؟ لجنة المشاهدة ليس لها معايير في اختيار الأفلام، باستثناء أفلام الطلبة، بأن يتم مراعاة أن الفيلم هو العمل الأول أو الثاني للمخرج، ونهتم بأن يكون هناك تنوع في الاختيار وفقًا لثقافات الدول العربية المختلفة، مع الاهتمام بجودة الأفلام من الصوت والصورة وصناعة الفيلم ككل. كيف تم اختيار لجنة التحكيم للأفلام الفائزة؟ بحكم مشاركتنا في مهرجانات، لدينا فكرة عامة عنها بأنها ب"تمشي بالكوسة"، وأنها بتتحسم لناس من قبل حتى أفلامها ما تتعرض، فأردنا أن نؤسس لمهرجان حقيقي له لجنة تحكيم حقيقية تقول ما تشاء، بدون تدخل للحسابات الشخصية أو أننا نراضي حد، عشان كده بنبقى حريصين إن اللجنة تقول حيثيات لاختيارها للفائز، ومن لوائح المهرجان الداخلية الرفض التام لأن يشارك أي منّا كقائمين على إدارة المهرجان بفيلم، أو حتى برأي في اختيار الفائز. اقرأ أيضًا.. «أرمنلي».. حكاية شعب ربته مصر دون أن تنجبه ما رأيك في مستوى الأفلام المشاركة والفائزة تحديدًا.. وهل كنت ترى أحقية أفلام أخرى بالجوائز؟ مستوى الأفلام المشاركة ككل جيد للغاية، وفي وجهة نظري فيلم "عاهدتك" يستحق الفوز، وكذلك "سبيّة"، واتفق كذلك مع الإشارة بالإشادة لفيلم "الرائد طوم"، وأرى أيضًا أن هناك أفلاما أخرى تستحق جوائز مثل الفيلم البحريني "الأشقر"، وأيضًا فيلمي "بلاك مامبا" و"فراشة"، ومن أفلام الطلبة اختار فيلم "rest in peace" للتكريم، وأنا في أحيان كثيرة أرى فكرة التنافس في حد ذاتها ظالمة، حيث إن أفلامًا كثيرة بالفعل تستحق التكريم، لكن اللجنة لها معايير، ولما أحضر كواليس الاختيار، ولا أحب أن أعرفها، ودائمًا أُفضل أن أعلم بالنتائج كبقية الجمهور دون أي تدخل. اقرأ أيضًا.. «سبيّة».. نساء العراق أحرار رغم أنف داعش رأيك في تنظيم الدورة الرابعة ونسبة رضاك عنها؟ عندنا أخطاء، وأنا مش زعلان إن عندنا أخطاء.. أنا عايز أحط إيدي على العيوب عشان أتجاوزها، أزماتنا نابعة من كون إدارة المهرجان من 5 أشخاص، وهم أنا، ومحمد سعدون، وموني محمود، ومحمد أحمد، ومحمد محب.. الخماسي يتحرك في كل الاتجاهات، في حين إن المهرجانات الأخرى يكون فيها تنظيم أكبر بسبب إن في شخص مسئول عن كل ملف، وده السبب الرئيسي في إننا مش بندي أجور لأن المهرجان قائم على جهود شخصية، والمتطوعين نفسهم دايمًا قصير، وعشان كده نعاني من أزمة حقيقية في الميزانية، ومع ذلك أرى أن هناك تقدمًا، فمثلًا نحن لأول مرة نستضيف صحفيين لتغطية الفعاليات، وأنا راض عن الدورة ككل بنسبة 75%، وسأحاول تجنب أخطائنا والبحث عن دعم. اقرأ أيضًا.. «البحث عن أبو العربي».. رحلة أكرم البزاوي لاكتشاف أسطورة بورسعيد كيف تدعم وزارة الثقافة إقامة المهرجان؟ الوزارة تدعمنا معنويًا وماديًا، والدكتور خالد عبد الجليل (رئيس الرقابة على المصنفات الفنية) حرص على حضور حفل الافتتاح وعدة أيام من العروض، ومنحتنا الوزارة 30% من الميزانية، ونقابة المهن ساهمت ب3%، لأول مرة يكون عندنا راع، وهو مؤسسة حياة، التي تحملت نسبة 50% من التكاليف، وهو دعم قيمته 15 ألف جنيه، وكانت كمان عايزة تقدم جائزة مالية، لكني رفضت بسبب خوفي على تأثير الجائزة المالية على جائزة "هيباتيا" الذهبية التي نقدّمها للفائزين، وعلينا ديون 23 ألف جنيه. اقرأ أيضًا.. «أجراس».. حكاية آخر 5 دقائق في حياة إرهابي وأتمنى إن الوزارة متعملش معانا اللي حصل السنادي مرة أخرى، السنة اللي فاتت منحتنا دعما ماديا 10% و16% تذاكر طيران، السنادي حولوا تذاكر الطيران لفلوس، فمبقناش عارفين نجيب بيهم طيران ولا إقامة ولا نعمل إيه، عندنا 3 أفلام من المغرب مثلًا في حين إن تذكرة الطيران ب13 ألف جنيه. الدكتور محمد العدل هاجم محافظ الإسكندرية خلال حفل الافتتاح لعدم دعمه المهرجان.. هل سبق وتواصلتم معه ورفض أم لا يعلم به كما صرح؟ المحافظ دايما بيقول أنا معرفش حاجة عن المهرجان، ولما انتقده الدكتور العدل، مكتب المحافظ كلمنا ودعانا لمقابلته، ولما روحنا قال لنا "أنا معرفكوش"، مع إني قدّمت جوابا بشكل رسمي له بموافقة وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم على إقامة المهرجان على مسرح بيرم التونسي، وآخر بموافقة وزارة الثقافة على رعاية المهرجان، وثالث من الجمعية الراعية للمهرجان حاملًا لطلب بمقابلة المحافظ، وطلعنا في حوار على "سي بي سي" وقولنا الكلام ده، وطلبنا مداخلة معاه، قالهم "اللي عندكم دول أنا معرفهمش". اقرأ أيضًا.. 6 أسباب تدفعك لحضور الدورة المقبلة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير أنا بشكل شخصي كلمت المحافظ أكثر من مرة، وهو عنده ميزة حلوة جدًا إن لما حد يكلمه يرد عليه، وكلمته قبل الدورة الثالثة وقولتله إني بعتله دعوة وإننا عايزين نقابله، قالي مفيش حاجة جاتلي، وقابلنا تجاهل تام منه في الدورتين الثالثة والرابعة، وإحنا مش طالبين منه حاجة غير التواجد والدعم.. تعالى حتى رحب بالناس الضيوف أبسط حاجة، تعالى قول كلمة ترحاب حتى بما إنك رئيس جمهورية الإسكندرية. طلب المحافظ إنه يقابلنا قبل نهاية الدورة الرابعة بيوم كان نتيجة إن الصحافة كتبت، وكانت من غير إفادة، ما عدا إن حضر حفل الختام رئيس العلاقات العامة بالمحافظة محمد سعد، ووعد بإن دور المحافظة هيكون فعال أكتر الدورة القادمة وهنشوف ده، وأتمنى تواجد المحافظ في الدورة القادمة وأن يكون هناك بالفعل مشاركة فعالة. اقرأ أيضًا.. submarine.. بيروت تهرب من أطنان القمامة بالعناق في الختام.. حدثنا عن نشأتك؟ أنا اسمي محمد محمود، مواليد 1988، طالب كلية حقوق، صنايعي زجاج، وهي أكل عيشي، وهوايتي الأولى السينما، وهوايتي الثانية شغلتي، مخرج أفلام قصيرة، وأول أفلامي كان عام 2007، والآن لدي عدد أفلام ليس بالقليل، وشاركت في العديد من المهرجانات داخل مصر وخارجها، وحصدت جوائز عدة، وأسست شركة إنتاج "أفلام إسكندرية"، وأغلب إنتاجها موجه للأفلام القصيرة، وكان نفسي ينتهي المهرجان عشان انتهى من فيلمي "جنازة حارة".