السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، مما يحرم أنسجة المخّ من الأكسجين الضروري جدًا ومواد التغذية الحيوية الأخرى، وبسبب ذلك تتعرض خلايا المخ للموت خلال دقائق قليلة، وإذا تم إنقاذ أحد المصابين منها فإنه يتعرض لآثار نفسية طويلة المدى تأثيرها أعمق من الآثار المادية، وذلك وفقًا لما وجدته دراسة جديدة نشرت في مجلة علم الأعصاب، كما أن النوع الأكثر شيوعًا من السكتة الدماغية هو السكتة الدماغية الإقفارية، والتي يتم فيها إمداد الدم إلى أجزاء من الدماغ، غالبًا عن طريق جلطة دموية، وذلك حسبما ذكر موقع "Medical News Today". تعتمد أنواع الوظائف التي تعطلت على منطقة الدماغ المتأثرة، كما تعتمد شدة الاختلال على مقدار تلف الأنسجة، وعلى الرغم من اختلاف كل سكتة دماغية، فإن هناك بعض الآثار التي تحدث بشكل شائع، بما في ذلك الشلل (غالبًا ما يكون على جانب واحد من الجسم)، وضعف البصر، ومشكلات الرؤية والذاكرة، وصعوبة الكلام. نظرة أعمق للسكتة الدماغية أرادت الدكتورة إيرين ل. كاتسان ، من عيادة كليفلاند في ولاية أوهايو، معرفة المزيد عن آثار السكتة الدماغية، لذا دفعها ذلك للتحقيق في الناجين من السكتة الدماغية بمزيد من التفصيل وما أرادت تحقيقه، حيث إنه "بعد السكتة الدماغية يمكن للأشخاص الذين يعانون من إعاقة خفيفة في كثير من الأحيان أن يكون لديهم مشكلات" خفية "يمكن أن تؤثر حقًا على حياتهم، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إعاقة أكثر صعوبة، ما الذي يزعجهم أكثر من غيرها؟ مشكلات في النوم؟ الاكتئاب - الإرهاق"؟ أجابت كاتسان قائلة: "لم تسأل الكثير من الدراسات الناس عن شعورهم حيال هذه المشكلات، وكثيراً ما ركز الأطباء على الإعاقة الجسدية أو ما إذا كانوا يعانون من سكتة دماغية أخرى"، ولدراسة هذه التساؤلات، قام الدكتور كاتزان -عضو في الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب- بفحص أكثر من 1000 شخص مصاب بسكتة دماغية إقفارية، وتم نشر النتائج هذا الأسبوع. كما طرح بعض الأسئلة على المشاركين فيما يتعلق بأدائهم البدني وعوامل أخرى أكثر نفسية مثل القلق والإجهاد وقضايا النوم والمهارات المعرفية (مثل التخطيط والتنظيم)، ومدى تأثير مستويات الألم لديهم على حياتهم ومدى سعادتهم، مع أنشطتهم الاجتماعية الحالية وأدوارهم، قد تم الانتهاء من الاستبيانات، في المتوسط، بعد 100 يوم من السكتة الدماغية، ونحو 25% من المشاركين في حاجة إلى مساعدة لإكمال هذه المهمة. - فهم المشكلة باستثناء الاكتئاب والنوم، كان لدى الأفراد المصابين بالجلطة معدلات أقل بكثير من الأشخاص الأصحاء في المجالات المختلفة، والأنشطة البدنية، وتُعد هذه النتيجة مفيدة للانتباه إلى دور الرعاية الطويلة للمصابين بالسكتة الدماغية، كما يشرح الدكتور كتسان: "قد يستفيد الناس من برامج الدعم الاجتماعي، وقد أظهرت الدراسات السابقة فائدة من الجهود الرامية إلى تحسين المشاركة الاجتماعية للأشخاص المصابين بالجلطة، خاصة برامج التمارين الرياضية". عندما يتعلق الأمر بالأداء التنفيذي -المهارات بما في ذلك التنظيم والتخطيط- كانت النتائج متشابهة؛ نحو نصف المصابين بالسكتة الدماغية سجلوا أنفسهم أقل بكثير من بقية الأشخاص، ويقول الدكتور كاتسان: "إن المشاركة الاجتماعية ومهارات الأداء التنفيذي هي مجالات لم تحظ باهتمام كبير في إعادة تأهيل مصابي السكتة الدماغية"، موضحًا: "نحن بحاجة إلى فهم أفضل لكيفية تأثير هذه الرعاية على رفاهية الناس وتحديد الاستراتيجيات التي تساعد على تحسين أدائهم". كما تقدم النتائج نظرة جديدة للتحديات التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من السكتة الدماغية، ومع ذلك، يسارع المؤلفون إلى ذكر بعض القيود في دراستهم، على سبيل المثال، كان متوسط عمر المشاركين 7-62 سنة أصغر من متوسط العمر عندما تحدث عادة السكتة الدماغية، وكان هناك بعض المناطق التي تم تفويتها من الدراسة، على سبيل المثال، لم يتم تغطية الاتصال الذي يُعرف بأنه مصدر قلق للكثير من الأشخاص بعد السكتة الدماغية. ويأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج على توفير العلاجات المستقبلية وبرامج التأهيل للأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية، مع التركيز بشكل خاص على الدعم الاجتماعي.