يعاني اليمن منذ سنوات من تطرف الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، لتستمر معاناة البلد الشقيق من تدخل نظام الملالي في شؤونه الداخلية والمساس بسيادته الوطنية، من أجل زعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة العربية من ناحية، والإضرار بأمن الدول المجاورة من ناحية أخرى. أول من أمس، أقدمت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على إطلاق 7 صواريخ باليستية تحمل بصمات النظام الإيراني الراعي للإرهاب والإرهابيين، وتمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراض جميع الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الميليشيات. فالدعم العسكري والمالي الإيراني للميليشيا الإرهابية في اليمن، جعل الحوثيين أول جماعة إرهابية في التاريخ تمتلك صواريخ بالستية، لتطلقها داخليًّا على أبناء الشعب اليمني، وخارجيًّا على جيرانها والمملكة لتصل صواريخ الموت وشظاياها إلى القرى والمدن الحدودية وإلى مكةالمكرمة وينبع والرياض. اقرأ أيضًا: غطاء «خامنئي» يسقط عن الحوثيين.. كيف تدير إيران الفوضى باليمن؟ حيث تسعى ميليشيا الحوثي لاستفزاز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم باستهداف أرض الحرمين، ما يعد تطورًا خطيرًا لمواجهة أشكال حرب هذه المنظمات الإرهابية. ورغم دعوات طهران بالحفاظ على الشعائر المقدسة وبلاد المسلمين، فإن نظام ولاية الفقيه يواصل تهريب الصواريخ والأسلحة للميليشيا الحوثية في تحدٍّ صارخ للقرار الأممي رقم "2216"، وذلك في مسعى لإطالة أمد الأزمة وتحقيق مكاسب سياسية. وهو ما يفرض على المجتمع الدولي ومجلس الأمن اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة النظام الإيراني لانتهاكه قرارات مجلس الأمن وأحكام ومبادئ القانون الدولي. اقرأ أيضًا: شباك الموت في اليمن.. شيطنة حوثية قتلت براءة الأطفال أما المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، فقد أكد أن ما يقوم به النظام الإيراني من تهريب ودعم وتسليح للجماعات والمنظمات الإرهابية وتزويدها بقدرات نوعية كالصواريخ الباليستية، والصواريخ الحرارية ومنظومة الطائرات دون طيار، وكذلك القوارب السريعة المفخخة، بما يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي وخرقًا لمبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة. وشدد المالكي على أن دول التحالف لها حق الدفاع المشروع وفقا لما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة تجاه إيران، التي سلحت الميليشيات الحوثية وقامت بتهريب الأسلحة لهم وتزويدهم بالقدرات النوعية مثل الصواريخ الباليستية ومنظومات الطائرات دون طيار، وكذلك القوارب السريعة المفخخة، وهذا يشكل تهديدا للأمن الإقليمي. إضافة إلى أن إيران تستغل ميناء الحديدة لتهريب تلك الصواريخ، ومطار صنعاء الدولي كثكنة عسكرية ومحطة لوصول الأسلحة المهربة بأنواعها، وهو ما جعل منه قاعدة عسكرية لإطلاق الصواريخ الباليستية والحرارية والنوعية على الداخل اليمني ودول الجوار، ما يشكل تهديدًا وتطورًا خطيرًا ومخالفة لأحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني. اقرأ أيضًا: إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» كلمة السر وتأكيدًا على دعم إيران لميليشيا الحوثي، أظهرت وثائق جديدة دور نظام ولاية الفقيه في تهريب الأسلحة إلى اليمن، حيث كشفت عن وجود شبكة كبيرة لعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية يشرف عليها قيادي حوثي يدعى أكرم مجاهد الجيلاني وأشخاص آخرون، حسب صحيفة "الوئام" السعودية. "الصحيفة" نقلت عن مصادر قولها: إن "بعض هؤلاء الأشخاص يقيمون في دولة مرتبطة بإيران بعيدًا عن رقابة التحالف والمجتمع الدولي حتى تصل الشحنة إلى ميناء الحديدة". وأوضحت المصادر أن شبكة الاستخبارات الإيرانية الحوثية يديرها أكرم الجيلاني بالاشتراك مع مجموعة من كبار القادة والمستشارين في حركة الحوثي والحرس الثوري الإيراني، وأن شقيقه المقيم في دولة بالمنطقة يقوم بدور الوسيط لتسهيل الاتصال والتواصل بشأن المعلومات الاستراتيجية بين ميليشيا الحوثي وقيادات سياسية وعسكرية إيرانية. وأكدت أن معظم شحنات السلاح الإيرانية التي يتم تهريبها إلى اليمن مرت وتمر عبر التنسيق السري لشبكة التهريب التي تستخدم العشرات من البحارة إلى جانب أفرادها للقيام بإيصال الأسلحة المهربة إلى القيادي "الجيلاني" الذي يتولى منصب مشرف الحوثيين في الحديدة، ومن ثم يقوم بتسليمها إلى الميليشيات المسلحة، حسب الصحيفة. من جهته، أوضح وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي للصحيفة، أن الميليشيات الحوثية وزعت أكثر من 100 زورق بحري على بحارة دربتهم لمهمة التهريب واستهداف البوارج والسفن في الممرات الدولية. وكشف القديمي أن الميليشيات تتخذ من مواني الحديدة والصليف واللحية السمكي، إضافة إلى ساحل النخيلة في الدريهمي وجزيرة كمران مراكز لاستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة. ما نود الإشارة إليه أن لدول التحالف حق الدفاع المشروع وفق ما نصت عليه المادة "51" من ميثاق الأممالمتحدة، في الوقت الذي ستستمر في بذل كل الجهود لتمكين الحكومة الشرعية باليمن من بسط سلطتها وسيادتها ليصبح آمنًا ومستقرًا.